17-02-2010 04:00 PM
* تحدث الكثيرون عن الواسطة والمحسوبية وأختلفت وتباينت وتضاربت الأراء ووجهات النظر عن هذه الظاهرة أو الداء المنتشر في مجتمعاتنا العربية وأن كانت تزيد في بعض الدول عن غيرها ، والجميع ينظر اليها على أنها أمر سلبي يعيق تقدم المجتمع ويظلم الناس . إلا أنه عندما يرغب أي شخص في الحصول على أمر معين يبحث عن شخص يستطيع التدخل لأنجازه لدى مسؤول . الواسطة والمحسوبية هما كلمتان تشكلان خطرا من اخطر أنواع الفساد الأداري لأنهما نوع غير" مرئي وملموس" ولا يسهل أتباته بأدلة لأنها تعني محاباة شخص او جهة لشخص اخر او جهة اخرى ووضع الشخص غير المناسب في المكان غير المناسب . وأصبحت وسيله لهضم حقوق الألاف من البشر، وأصبحت مستنقعا من النفوس المليئة بالحقد تمارس هيمنتها على من هم دون مستواها وتهضم حقوقهم ، وأحيانا ملاذاً لحصول الشخص على حقوقه المشروعة ، ظهرت عندما غابت الأمانة ونامت الضمائر بل عندما ماتت للحصول على المراد ... أصبحت الواسطة والمحسوبية التي تعرف بفيتامين ( واو) أزمه وكبتاً للقدرات والكفاءات في شتى ميادين العمل والدراسة وجميع المجالات والتي تعرف بمشكلة الضمائر المباعة وطغيان حب المصلحة لشل المجتمع عوضا عن الأرتقاء به لأن هناك ألسن لا يعلو صوتها في قول الحق امام باطل الواسطة بل تستقبل ذلك الظلم بمضض من أجل العيش . الواسطة أزمة متفشية في المجتمع العربي وأصبحت ذات ريادة وثقافة بأسلوب يعتمد على الغير والوصول بدون تعب ولا جهد ولها العديد من السلبيات التي تنعكس على الفرد والمجتمع حتى أصبحت روتيناً يؤثرعلى مستوى العمل ويؤدي الى نتائج وخيمه منها البطالة لحملة الشهادات والدراسات والكفاءات التي تؤدي الى ضياع حقوق هؤلاء الأفراد وأهدار الكفاءات لأن الفرد الذي حصل على ما يريد بالواسطة يعتبر نفسه أفضل من الأخرين ويتعدى على حقوقهم، لأن أنتظار دوره هو أنتقاص من قيمته المعنوية والشخص الأخر هو الضحية والمغلوب على أمره . الكاتبه ومن سلبيات الواسطه والمحسوبية عدم وضع الشخص المناسب في المكان المناسب لأنه يعمل على تقريب غير المؤهلين والمختصين من صناع القرار لأن التوظيف يكون حسب" العلاقات الشخصية " ولم يعد للتعليم والشهادات والكفاءات والخبرات هي الحكم في التعيين والتوظيف انما أصبحت الواسطة سيدة الموقف . بأعتقادي أن ايجابيات الواسطة هي مساعدة وانصاف وتوفير فرصة لفقير وعمل او دخول مستشفى للعلاج او خدمة معينة لترفع ظلما عنه وتعيد له حقه بمثابة مساعدة لفئة لا تستطيع العمل والوصول لهدف معين . بعض الأراء أكدت ان الواسطة هي مخلفات العولمه الحديثة ووجه اخر للنفاق الظاهر لم نألفها ولا ندري من أي الأبواب دخلت لا بل هي جرثومة أنتشرت في مجتمعاتنا لتخريب القيم الأصيلة بات ضررها على أصحاب الأحقيه لأن المستقبل والطموح أذا أرتبط بالواسطه فأنه يلغي الأجتهاد والمثابرة والتحصيل العلمي . لقد دعا جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه الى محاربة المحسوبية والفساد مؤكدا أن المواطن والجميع مسؤول ولنا دورٌ كبير في محاربة الواسطه والمحسوبية بل علينا التصدي لهذة الظاهرة بالرجوع الى ديننا وأتباعة نهجا لنا في حياتنا اليومية في تعاملنا مع الأخرين وأن لا نظلم أحد وتسود العدالة والمساواه بين افراد المجتمع ويأتي اليوم التي تختفي فيه هذه الجرثومة المنتشرة لنعتمد على الكفاءات والقدرات والأمكانيات المتاحة وقول الحق وأنصاف المظلوم ولنكن مع الله ولا نبالي .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
17-02-2010 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |