28-07-2009 04:00 PM
أعـرف أني أحـرث في البحـر ، وبأن الصوت الخافت لا يصل إلى أحـد أبـدًا،
وأنا كمواطن من أصحاب الصوت الخافت ، ولكني أعجـب مما أسمع وأرى ، إذ أصبحت
الأصوات ومهما علـت لا تصـل إلى أحـد أبـدًا !؟
منـذ أيـام ونحن نعيش نشوة تصريحات بمنع إطلاق الأعيرة النارية ، أو الألعاب
الشعبية في الأفراح، وبأن إجراءات مشـددة ورادعة ستؤخـذ بحـق المخالفين، ويـبـدوأننا
كمن يسمع جعجعة ً ولا يرى طحينا، ويسمع رعـدًا ولا يرى مطـرًا ؟ وبأن الأمـر لا يـعـدو
رفـع الأحـراج عن المسؤولين ، فهم صرّحوا ، وتـوعـّدوا !! ولكن المواطن لـــم يلـتزم ..؟
فالحق على المواطن . والمواطن لا يلتزم إلآ إذا عرف أن ما يـُقال يـًتابع ويـُطبـّق ، فالحق
ليس عليه ، وإنما الحق على الطليان .
ما أريد أن أقـول ، إن حظي الطيب أسـكنني في غرب عمـّان ، وإنني ليلة أمس
لم أتمكن من إكمال صـلاة العشـاء بسبب المعارك الليلية ، التي تـُستعمل فيها ـ كما يـبـدو ـ
جميع أنواع الأسلحة ،.. حسبي الله ونعم الوكيـل .
[ 2 ]
اضطررت في الصباح للنزول إلى وسط البـلد ، مع صديق بسيارته ، لأنه يعــمل
في السـوق، وحين أنهيت مهمتي ، بدأت أبحث عن سيارة تاكسي تعيـدني إلى بيتي ،فــلا
يوجـد سرفيس بعد نقله إلى مجمع الشمال ! ومن الصعب أن تجـد تكسيًا فارغـًا هذه الأيام
فوقفت أنتظر ، وتــوقــــف إلى جانبي باص سمعت أن وجهته شارع الجاردنز ، ووجـدت
نفسي بغـير تـفكير أحشر نفسي فيه ، الواقفون رجالا ونساء أكثر من الجالسين ، ويتوقــف
الباص فجأة كلّ عشرة أمتار بسبب أزمة السير ، ويندفع الواقــفون في حركة اهـتزازية !!
ومـا يحـدث ، حـــــــــرام .. ! عــيــــــب ..! مصيبــة ! قـلـّة حيـاء إجباريــة ..! هــذا إذا
حدثت هذه الاهتزازات والالتصاقات بغير قصـد ، فكيف إذا كانت قلـّة الحيــــاء ، ممن لا
يعرفون هذه الكلمة .
من المسؤول ! الســائق ، صاحب الباص ، أمانة عمـّان ، الأمن العـام ، شرطـــة
السير ، سنصل في النهاية أن الحق على المواطن ! فلماذا يعـرّض نـفــسه لمثــل هـــذه
المواقف ،!!؟؟
[ 3 ]
لا أدري كيف وصلت إلى مطعـــم جــبري ، وكــم مـرة ً استغفـرت الله العظيــم
في الطريق ! وانتقلت إلى الجانب الآخـر مـــن الشارع ، لأدخـل مكتبا لإحـــدى شركات
الهاتف المحمول ، أخـذت رقمـًا ، انتظرت طويــــــــلا طـويـــــــلا .. جاء دوري أخــيرًا
رحـّبت بي آنسة لطيفة ، لم تستطع مساعدتي ، راحت تطبع رسالة على الكمبيوتر ، ثـــمّ
قالت : كتبت رسالة إلى الشركة للمتابعة ، راجعنا مرة أخـرى، في نظــرها الأمـر هـيـّن،
مجـرّد رقـم جـديد ، وانتظـار ٍ طـويــــــــــــــــــــــــــل ٍ جـديد .
[ 4 ]
تابعـت المسير إلى البيت مشـيـًا ، فهـو قريب ، وصلت والعرق يتصبـّب مـني ،
قالت لي زوجتي الفاضلة : لم ندفع فواتير الهاتف والماء والكهرباء ، اذهب إلى مركز
الاتصالات لدفع فاتورة الهاتف ، ثـمّ إلى مركز البريد في أم السمـاق أو في خـلدا لدفع
فاتورتي الكهرباء والماء . قلت وأنا أستغفر الله : متى يصبح في كل منطقــة مركــــز
جباية مـوحـّد !! ؟
هـذه صـورة بالحجـم الطبيعي لـفـرد يـُمـثـِّـل الجميع .. والـبقيـّة تأتي .... !
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
28-07-2009 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |