سرايا - مع قرب هزيمة فرنسا واستسلامها ضد ألمانيا، اتجه الدكتاتور الإيطالي بينيتو موسوليني لإعلان الحرب على كل من فرنسا وبريطانيا أملا في الحصول على بعض المكاسب. فقد فضّل موسوليني شن حملة عسكرية مستقلة عن ألمانيا من خلال فرض هيمنة إيطاليا على كامل حوض البحر الأبيض المتوسط.

وتحولت الحملة العسكرية الإيطالية لكابوس بالنسبة لأدولف هتلر. فبكل معاركها، تعرضت إيطاليا للهزيمة.

وبسبب ذلك، أجبر أدولف هتلر بأكثر من مناسبة على نقل قواته لمساندة الإيطاليين لتجنب سقوط حليفه بينيتو موسوليني.


عجز إيطالي عند سيدي براني
بشمال أفريقيا، استغل الإيطاليون العزلة التي عانت منها القوات البريطانية بمصر ليشن حملة عسكرية على الأخيرة أملا في طرد البريطانيين منها وضمها لممتلكاته. وبالحملة على مصر، تقدم الجيش العاشر الإيطالي بقيادة كل من رودولفو غراتسياني (Rodolfo Graziani) وجيوزيبي تيليرا (Giuseppe Tellera) وحنبعل بيرغونزولي (Annibale Bergonzoli) داخل الأراضي المصرية قبل أن يتوقف عند منطقة سيدي براني بعمق 50 كلم بالأراضي المصرية. إلى ذلك، جاء التوقف الإيطالي بسبب سوء التسليح ونقص المعدات والمقاومة الشرسة التي أبداها البريطانيون.

أملا في إلحاق الضرر بمعنويات الإيطاليين وإجبارهم على العودة نحو ليبيا، وضع البريطانيون خطة كومباس (Compass) التي تمثلت في هجوم محدود لمدة 5 أيام على المواقع الإيطالية بالقرب من سيدي براني.

وبهذه العملية، امتلك البريطانيون عددا ضئيلا من الجنود، قدر بنحو 36 ألف عسكري، مقارنة بالجيش العاشر الإيطالي الذي تكون من زهاء 150 ألف عسكري و600 دبابة و1500 مدفع. وأثناء هذا الهجوم، أبدى الجيش الإيطالي انهيارا أمام الضربات البريطانية. وبسبب ذلك، اتجهت بريطانيا لتوسيع عمليتها العسكرية التي سرعان ما تحولت لهجوم كبير الحجم.


فشل إيطالي وحيرة هتلر
بداية من يوم 9 كانون الأول (ديسمبر) 1940، تعرض الإيطاليون لأول انتكاسة حيث أسفرت الهجمات المباغتة البريطانية عن تدمير العديد من ثكناتهم ومعسكراتهم قرب سيدي براني. وبالأيام التالية، انسحب الإيطاليون من سيدي براني.

فضلا عن ذلك، تقدم البريطانيون ودخلوا ليبيا وهيمنوا على مناطق البردية وطبرق.

وبمعركة بادا فم (Beda Fomm)، قطع البريطانيون يوم 9 شباط (فبراير) 1941 الطريق أمام انسحاب الإيطاليين وتمكنوا من أسر ما يزيد عن 100 ألف إيطالي ضمن عملية كومباس. أيضا، شهدت هذه العملية مقتل الجنرال بياترو ماليتي (Pietro Maletti) وزميله جيوزيبي تيليرا.


جاءت هذه العملية العسكرية البريطانية لتثير حيرة وقلق هتلر الذي تشاءم من نجاح 36 ألف عسكري بريطاني في الإطاحة بجيش إيطالي تجاوز تعداده 150 ألف جندي.

وخوفا من وصول البريطانيين لتونس وتهديدهم لجنوب أوروبا، أمر هتلر بإرسال فيلق الأفريكا كوربس (Afrika Korps)، بقيادة المارشال إرفين رومل، نحو ليبيا لمساندة الإيطاليين وإخراج البريطانيين من ليبيا.

• إقرأ أيضاً : ترامب: الحرب الروسية الأوكرانية تشبه مشاجرة بين أطفال
• إقرأ أيضاً : منتخب مصر يرفض مواجهة زامبيا بسبب مدربها الإسرائيلي
• إقرأ أيضاً : الأونروا: مستودعاتنا بمصر والأردن ممتلئة وجاهزة لتحميل 6 آلاف شاحنة لغزة