14-07-2009 04:00 PM
خلال الايام الماضية ، طالعتنا المواقع الالكترونية بنبأين يتعلقان بالساحة الفلسطينية ، الاول هو تصريح لرئيس وزراء الحكومة الفلسطينية المقالة اسماعيل هنية ، يعرب فيه عن استعداده للتنحي ، من اجل انجاز المصالحة الوطنية ، مع تأكيده على حق الوجود للمقاومة ، والثاني تصريح نقل فيه عن السيد فاروق القدومي ، رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية ، اتهامات مدعمة بالوثائق ، للرئيس محمود عباس والسيد محمد دحلان ، بالتخطيط مع رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق شارون ، ووزير دفاعه حينها موفاز ، والمبعوث الامريكي بيرينز ، لاغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات ، وزعيم حركة حماس الراحل عبد العزيز الرنتيسي .
نتمنى ان يكون النبأ الاول حقيقيا ، ولو انه جاء متأخرا ، لتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية ، التي طال انتظارها ، وكان الشك والريبة سببا في اعاقتها ، وما كنا نأمل ان تسفك دماء على مذبح الاختلاف الفلسطيني ، خاصة ان الظروف التي من اجلها سفكت ، كانت متوفرة منذ زمن طويل ، منذ ان دخلت السلطة الى الضفة وغزة ، لكن القادة التاريخيين مثل الرئيس ياسر عرفات والشيخ احمد ياسين ، وقفوا سدا منيعا في وجه الاقتتال ، فكان الحفاظ على الوحدة مع حرية الاختلاف ، وتحريم سفك الدماء ، احد ثوابت العمل الفلسطيني لكلا الطرفين .
اما النبأ الثاني ، والمتعلق يالمؤامرة على حياة الرئيس عرفات والرنتيسي ، ونقل عن شخصية فلسطينية مناضلة ، يحترمها الشعب الفلشطيني ، وهو السيد فاروق القدومي ، فان هذا النبأ الذي نتمنى ان لا يكون صحيحا ، يبدو وكأنه عودة الى نهج الاتهام ، الذي عاشه الشعب العربي في كل اقطاره ، على مدار عقود الصراع العربي الاسرائيلي ، فكانت نظرية المؤامرة على الدوام ، هي التفسير الفوري والاسهل والاقل اقناعا لكل الاخفاقات والهزائم ، ان كان على المستوى السياسي والعسكري ، او حتى في مجال التنمية والاعمار وحقوق الانسان العربي .
لقد عشنا تقلبات الاتهام طويلا ، فهذا الزعيم العربي خائن وعميل في مرحلة ما ، ووطني وقومي في مرحلة اخرى ، فكان باب الاجتهاد محرما الولوج منه ، فاما ان تكون معنا او ضدنا ، ولقد كان الراحل ياسر عرفات من اكثر من تعرضوا لتهمة التخوين ، وبعض من كان يتهمه يترحم عليه اليوم ويلقبه بالشهيد ، والسبب هو تبدل القناعات ، خاصة عندما استبدل البندقية بغصن الزيتون ، رغم انه لم يرمي البندقية نهائيا ، والجميع يتذكر صلابته في مفاوضات كامب ديفيد ، وتمسكه بالقدس وحق العودة ، واليوم ياتي من يتهم السلطة الفلسطينية ، بالتخلي عن حق العودة ، وربما عن القدس .
تعودنا دائما على قصص الجواسيس المأجورين ، الذين يبيعون المعلومات للعدو مقابل المال ، وهم بالغالب متواضعو المسؤولية ، او مواطنين عاديين ، وتعودنا ايضا على تهم التفريط والتنازل عن الحقوق من قبل الزعماء ، وكان ذلك مبرر اتهامات التخوين لهم ، اما ان يجلس رئيس دولة فلسطين " وكان خينها رئيس وزراء سابق" ، مع رئيس وزراء اسرائيل ، وبحضور مسؤول امني فلسطيني ووزير الدفاع الاسرائلي ومبعوث امريكي ، على طاولة واحدة ، ويرسمون خطة لاغتيال الرئيس عرفات والرنتيسي ، تماما كما يفعل العملاء المأجورون ، ويسجلون ذلك بوثيقة ، يذاع نصها بعد عدة سنوات وليس ربع قرن ، فهذا هو اللامنطق بعينه .
ثم يستمر اللامنطق ، في نهج بعض وسائل الاعلام ، فاحد المواقع الالكترونية ، يعلن ان الرئيس عباس سيزور الاردن في الاسبوع المقبل ، لاحظو في الاسبوع المقبل وليس اليوم او غدا ، لماذا ؟ كي يسكت فاروق القدومي ، وكأن القدومي الذي نقل عنه نبأ الموامرة ، ما زال يتحدث في هذا الموضوع منذ ايام ، وسيستمر في الحديث حتى الاسبوع القادم ، لياتي الرئيس عباس ويسكته ، او كان ما قيل هو حلقة من مسلسل تلفزيوني اسبوعي مستمر ، كي يتم وقف حلقة الاسبوع التالي .
لقد تعودنا من بعض الزعماء ، عندما يتلمسون قناعة شعبية في اتجاه ما ، ان يضطروا احيانا الى مجاراة العواطف الشعبية ، نتمنى ان لا يكون الموقف الاخير للسيد اسماعيل هنية كذلك ، وان يكون موقفا جادا باتجاه اعادة اللحمة الوطنية الفلسطينية ، لانجاز الاهداف الوطنية للشعب الفلسطيني ، التي اقتنع بها كل العالم ، ونتمنى ايضا عدم صحة ما نقل عن السيد القدومي ، كي لا نقع ضحايا لمزيد من التخدير او الاستغباء .
m_nasrawin@yahoo.com
14/07/2009
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
14-07-2009 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |