حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,16 مايو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 2543

( العلمانية المؤمنة

( العلمانية المؤمنة

( العلمانية المؤمنة

05-07-2009 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

) ترسخت لدى البشرية جمعاء صورة مفردة يتم من خلالها فهم القصد من وراء مفهوم العلمانية ، وقد علم العديد من خلال مشاهدات عدة بأنها تنحية الأديان جانباً بعيداً عن الخوض في معترك السياسة والإقتصاد ، وأيضاً الإنخراط في صُلب الحياة المجتمعية ، ولكن ما اللبس الواقع لدينا حسب رؤى البعض ، لفهم الغير لمصطلح العلمانية ، فهي كما يبدو لي تقسم إلى شقين الأول بعيد عن الدين تماماً ولا ننكر وجوده وأبارك بالتأكيد ضرورة زواله، والشق الثاني هي ما تسمى العلمانية المؤمنة وهي عنوان الحديث ، وأود القول بأنني لا اعلم سر الرأي الجازم لدى بعض مفكري ومنظري التيارات الإسلامية لإدراج مفهوم العلمنة هنا بتناقض مع الدين ووصفها بالتيار الملحد ، وردا على ذلك فإنني أود التأكيد على بعض النقاط التي تتعلق بهذا الموضوع ، وبالإشارة السريعة . يا سادتي طالما أن ذوي التوجهات العلمانية برأيكم يصنفون في خانة الملاحدة وهذه بالطبع نظرة إقصائية ! ، فكيف لهم أن يطالبوا بفصل الدين عن المجتمع ؟ ، وهنا كما نرى إعتراف ضمني وتام بالديانات السماوية دون أي إنكار لها ، وكما نعلم فإن الملاحدة الميثولوجيين هم يبطنون في داخلهم وجود الله والدين ومن هنا جاءت تسميتهم من اللحد ، وحتى هذه اللحظة لم أجد صورة شاملة ومعبرة ومقنعة أيضاً لأصحاب الفكر المسمى بالإلحادي . وأيضاً لا بد لنا أن ندرك وجود العلمانية المؤمنة لا الإلحادية الجوفاء كما يظن البعض ، وهي التي لا تريد للدين أن تشوبه شائبة بفعل أفكار فئة غايتها الوصول بالدين إلى شهواتهم ورغباتهم ، وكما نعلم أن تيار العلمانية جاء رداً على إستغلال من نصبوا أنفسهم خلفاء الدولة العثمانية ، واتخذوا الدين حجة لهم يستطيعوا من خلاله تثبيت أقدامهم على العرش ، ألم نرى كيف إستغل اليهود الدين كحجة حتى يتسنى لهم دخول الأرض الفلسطينية المقدسة ( يهود الدونمة ) . ألا يكفينا ما نراه الأن من إستغلال الأديان كمطية للوصول إلى السلطة أفلا ننظر إلى العراق وغيرها الكثير ، ليس بالضرورة أن يكون مصطلح العلمانية هو إقصاء وجحود للدين وأقول ذلك مستغرباً ! ، لا أرى أي منطق لهذا الاتهام ، العلمانية المؤمنة لا تنكر الإسلام والأديان ولا تنكر العقل أيضا ولا تنكر التجربة الحسية الواقعية ، لا كما يدعي البعض مذهباً نفعياً براجماتياً ، أي أنها لا تقصي أي تجربة بشرية ولا يمكن لها أن تجادل في بديهيات الإيمان بالخالق والدين ، وتؤكد على أن هنالك علمانية مؤمنة تخشى الله ولا تنكر أديانه وقانعة برسالة الأنبياء منذ بدء الخليقة وحتى خاتم الرسالات للنبي الحق أبي القاسم ( ص) أفضل الأنام وأجلهم . لقد أولى الإسلام العقائد والعبادات والأخلاق الإهتمام الأكبر بالتفصيل والتحديد ، ولكن الجانب السياسي ( التوجه العلماني الأبرز ) كان بإيجاز شديد جداً وبصورة عامة يحمل تأويلات مختلفة ، يقول عليه الصلاة والسلام " أنتم أعلم بشؤون دنياكم " وهذا نص صريح يؤكد على أن لكل زمان ومكان طريقة الحكم التي تتناسب و مصلحة الإنسانية التي يهدف إليها الإسلام ، والدين خط أحمر فاقع لا يمكن تجاوزه والجدال به ، وهذه أفكار العلمانية المؤمنة وبكل إيجاز .. يكفينا أيتها الأمة مزاودة في عمل الخير والإصلاح ، ونختم حديثنا بقول أبي الوليد إبن رشد : " ننتصر للعدل شرعياً وفلسفياً والعدل عُرف بأنه الخير ، والجور هو الشر والإنسان مسؤول عن أفعاله فإن كان عادلاً أو جائراً فهو من فعله ، ولا يجوز نسبته إلى الله وقضائه المبرم فقط " .








طباعة
  • المشاهدات: 2543
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
05-07-2009 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما مدى رضاكم عن أداء وزارة المياه والري بقيادة الوزير المهندس رائد أبو السعود؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم