27-12-2025 08:16 AM
بقلم : الصيدلي عدوان قشمر نوفل
يسود في كثير من المجتمعات اعتقادٌ خاطئ مفاده أن صلة الأرحام، وبخاصة الزيارة، مهمة نسائية، بينما يعفى الرجال منها عمليًا، وكأن زيارة العم أو الخال مسألة ثانوية، في حين تُعد زيارة العمة والخالة أمرا أساسيا.
هذا الفهم لا يستند إلى نص شرعي، بل هو نتاج أعراف اجتماعية لا علاقة لها بأحكام الدين.
فالشرع الإسلامي واضح في هذا الباب؛ إذ إن صلة الرحم واجبة على الرجال والنساء معًا، دون تفريق بين جنس وآخر. قال الله تعالى:
﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ﴾، وهو خطاب عام يشمل كل مكلف، ولا يخص النساء دون الرجال.
كما جاء في الحديث النبوي:
«مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصِل رحمه»، وهو توجيه صريح لا يفرّق بين رجل وامرأة، ولا بين قريب وآخر.
ومن الخطأ الشائع التفريق بين الأقارب، فيحرص على زيارة العمة والخالة، ويهمل العم والخال، مع أن السنة النبوية قررت بوضوح أن «العم صنو الأب»، وأن «الخالة بمنزلة الأم»، ما يعني أن منزلة العم والخال في الصلة والبر لا تقل عن منزلة العمة والخالة، بل قد تكون أولى في بعض الأحوال.
وصلة الرحم لا تعني الزيارة الطويلة أو الولائم، بل تشمل السؤال، والاتصال تليفونيا ، ارسال مسج لا يكفي، والمساعدة، وعدم القطيعة، حتى مع وجود انشغال أو فتور. فكل إنسان مسؤول عن رحمه بنفسه، ولا تُسقِط صلة الزوجة أو الأخوات هذا الواجب عن الرجل.
إن حصر صلة الرحم بالنساء تحريف لمعنى التكليف الشرعي، وإعفاء غير مبرر للرجال من واجب عظيم. فزيارة العم والخال واجبة شرعا كزيارة العمة والخالة، وتركها مع القدرة قطيعة رحم وإثم لا يبرره عرف ولا انشغال.
| 1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
27-12-2025 08:16 AM
سرايا |
| لا يوجد تعليقات | ||