25-12-2025 09:11 AM
بقلم : المهندس ثائر عايش مقدادي
في لحظاتِ التحوّل الكبرى، وفي الأز
منة التي تتكاثر فيها المؤامرات وتتعقّد فيها أدوات العدوان، لا تُقاس الأوطانُ بما تملكه من شعارات، بل بما تملكه من رجالٍ يقفون على خطوط النار، يحرسون الأرض والعرض والكرامة. وهنا، في قلب المشهد، يقف حرسُ الحدود الأردني كأحد أعمدة الدولة الصلبة، وكرمزٍ حيّ لمعنى السيادة والواجب والانتماء الصادق.
إن حرسَ الحدود ليسوا مجرّد وحداتٍ عسكريةٍ تؤدي واجبًا روتينيًا، بل هم حالة وطنية متقدمة، عنوانها اليقظة الدائمة، والاستعداد المستمر، والإيمان الراسخ بأنّ الأردن أمانةٌ لا تقبل التفريط ولا المساومة. هم العيون التي لا تغفو، والسواعد التي لا تلين، والصدور التي تتقدم حين يتراجع الآخرون.
وعلى ال
واجهة الشمالية للمملكة، حيث تتشابك التحديات الأمنية، وتتسلّل محاولات العبث بأمن الدولة والمجتمع، يخوض حرسُ الحدود معركةً شرسةً ومعقّدة. معركة ضد شبكات تهريب المخدرات التي تستهدف عقول الشباب قبل أجسادهم، وضد تهريب الأسلحة الذي يراد به زعزعة الاستقرار وبث الفوضى وضرب النسيج الوطني. هناك، لا مجال للتهاون، ولا وقت للتردد، فكل ثانيةٍ محسوبة، وكل قرارٍ قد يحمي وطنًا بأكمله.
إن ما يجري على الحدود الشمالية ليس مجرد اشتباكاتٍ أو عمليات إحباط، بل هو صراع بين مشروعين: مشروع الفوضى والسموم والخراب، ومشروع الدولة الأردنية القائمة على النظام والقانون وحماية الإنسان. وفي هذا الصراع، كان حرسُ الحدود دائمًا في صفّ الوطن، يقاتلون بعقيدةٍ وطنيةٍ صلبة، وباحترافٍ عسكريٍ عالٍ، وبشجاعةٍ تُدرَّس.
وحين نقدّم الحديث عن التضحيات، فإن الكلمات تقف عاجزة أمام
دماءٍ زكيةٍ سالت دفاعًا عن الأردن. أرواحٌ ارتقت لتقول إن هذا الوطن ليس أرضًا فقط، بل قيمة تستحق الفداء. شهداء وجرحى حملوا الرسالة بوضوح: لن تمرّوا، ولن تعبثوا، ولن تُدنَّس الحدود ما دام في الأردن رجال.
لقد أثبت حرسُ الحدود، يومًا بعد يوم، أن حماية الحدود ليست فقط حمايةً للجغرافيا، بل حمايةٌ للمجتمع الأردني بأسره. فكل محاولة تهريب تُفشل، تعني مدرسةً تبقى آمنة، وأسرةً تُحمى، وشابًا لا يقع فريسة للإدمان أو السلاح أو الانحراف. إنها معركة وعي بقدر ما هي معركة سلاح.
ولا يمكن الحديث عن هذه الجهود الجبارة دون الإشارة إلى القيادة الهاشمية الحكيمة، التي وضعت أمن الأردن في مقدمة الأولويات، ووفّرت الدعم والرؤية والتوجيه، فكان الجيش العربي والأجهزة الأمنية على قدر الثقة والمسؤولية. إن توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، القائد الأعلى للقوات المسلحة، شكّلت البوصلة التي تهتدي بها هذه الرجال، فكان الأداء حازمًا، والقرار شجاعًا، والموقف ثابتًا.
إن حرسَ الحدود اليوم هم رسالة ردع واضحة لكل من تسوّل له نفسه العبث بأمن الأردن
، وهم في الوقت ذاته رسالة طمأنينة لكل مواطنٍ أردني، بأن هناك من يسهر ليبقى الوطن آمنًا. هم عنوان الشرف العسكري، والانضباط الوطني، والتكامل بين القوة والحكمة.
وفي هذا المقام الوطني الصادق، نرفع الدعاء من القلب:
اللهم احفظ حرسَ حدودنا، وسدّد رميهم، واحمِ ظهورهم، وردّ عنهم كيد المعتدين والمهربين.
اللهم احفظ الأردن أرضًا وقيادةً وشعبًا، وأدم عليه نعمة الأمن والاستقرار.
اللهم وفّق قائد البلاد، جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، وأيّده بنصرك، واحفظه بعينك التي لا تنام.
تحية فخرٍ واعتزاز لرجالٍ كتبوا أسماءهم على بوابات الوطن، ووقفوا في الصف الأول ليبقى الأردنيون جميعًا في أمان. حرسُ الحدود… أنتم السور، وأنتم العهد، وأنتم نبض السيادة الذي لا ينكسر.
| 1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
25-12-2025 09:11 AM
سرايا |
| لا يوجد تعليقات | ||