بقلم :

يعتبر رمزا للنخوة والرجولة والشموخ والإباء والعزة والكرامة وما شئت أن تسمي من المعاني الجميلة فلك ذلك ، كيف لا وقد وضعه الأردنيون على رؤوسهم ، فالحفاظ على لبس العقال هو الحفاظ على الأصالة . صحيح أن العقال هو لباس عربي ويقصد من لبسه تثبيت "الشماغ" أو "الحطة "على الرأس عند الرجال، ولكن عند الأردنيين تحديدا تجده مميزا وله طابع ذو نكهة خاصة ، فيكون العقال مائلا بعض الشيء للجهة اليمنى ، فيقول للابسه بهذه الطريقة " معنقر عقاله" أو "معنقر مريره" فهو رمزا وطنيا للرجولة والنخوة والفداء ،والمرير أيضا اسم من أسماء العقال في لهجات أردنية متعددة. و من القيم الهامة والجميلة للعقال هي "الدخالة" أي بمعنى الشخص المستجير بشخص أخر حيال ظلم أو أذى قد وقع عليه من قبل شخص أو جماعة ، فيقوم المستجير بوضع العقال على عنق الشخص المستجار به وذلك لحمايته من ذلك الظلم الذي لحق به قائلا له : "أنا داخل على الله وعليك" ، فما على الشخص المستجار به إلا أن يقول له : "وصلت قوم والبس عقالك" قاطعا على نفسه عهدا بان يدفع عنه ذلك الظلم بكل ما أوتي من قوى ويوفر له الحماية القصوى ، فكان للعقال دور في تحريك الإحساس بالنخوة، ونزوله عن الرأس ووضعه في رقبة المستجار به يعني بها المستجير انه يريد من الشخص المستجار به إنصافه وحمايته ، كما توجد أساليب وطرق كثيرة للدخالة كعقد منديل أو شماغ الشخص المستجار به. وبحسب والدي الذي اخبرني بأن لباس العقال على هيئات معينة يدل على معاني جميلة، كما إن له دلالات عديدة , فإمالته إلى جهة اليمين "تعنقر" فدليل الحيوية وعنفوان الشباب, وأما إبقاؤه في منتصف الرأس فيشير إلى الحشمة والوقار، وإمالته نحو مقدمة الرأس دليل على القسوة والتحدي. فيكفينا فخرا بأنه على رؤوسنا تاجا للكرامة ومدعاة للمفخرة والعزة والإباء . " أردنيين وما ننضام ومهرك يا الأردن غالي نتباهى بعقال العز أعز وأهيب عقال".