بقلم : المهندس وصفي عبيدات
في بطولة كأس العرب المقامة في الدوحةقدّم المنتخب الاردني صورة وطن ، يعرف كيف يواجه التحديات بهدوء وكيف ينتصر بالإرادة قبل الإمكانات ، كان الحضور الأردني في كل مباراة رسالة واضحة بأن اللعب باسم الوطن مسؤولية قبل أن يكون منافسة

أن يحقق النشامى العلامة الكاملة في جميع مبارياتهم دون خسارة أو تعادل وسط منافسة عربية قوية هو إنجاز لا يُقرأ بلغة الأرقام وحدها انما بلغة الثبات الذهني والانضباط العالي والعمل الجماعي الذي ظهر في كل تفصيلة داخل الملعب

دخل المنتخب البطولة وهو يفتقد لاعبين مؤثرين لكن الفكرة لم تسقط والمنظومة لم تهتز لأن هذا الفريق لا يقوم على اسم واحد بل على إيمان مشترك بأن القميص الوطني أكبر من أي فرد وأن كل لاعب هو مشروع قائد حين تحين اللحظة

هذا المنتخب لا يملك ترف الإمكانات ولا يعيش في عالم الرفاه ، فغالبيته أبناء قرى وبوادي ومدن الأردن يحملون في قلوبهم قصة بلد وفي أقدامهم حلم شعب لذلك لعبوا بثقة لا خوفا من الخسارة لكن حبا للوطن ومن يلعب من أجل وطنه يعرف كيف يصمد ويعرف كيف ينتصر

يُحسب للجهاز الفني الذي يقوده المدرب المغربي جمال السلامي الذي اصبح اردنيا بالحب والانتماء ، هدوئة في إدارة المباريات والقدرة على التعامل مع الغيابات والضغوطات خاصة من قبل الاعلام المشكك بقدرة المنتخب على الفوز في كل المباريات دون تعادل او خسارة ، فكان الفريق حاضرا ذهنيا في كل مواجهة ، يعرف متى يضغط ومتى يصبر ومتى يحسم دون ارتباك أو انفعال

خلف هذا الأداء كان الجمهور الأردني حاضرا في الدوحة وفي كل مكان ، جمهور لم يكن متفرجا فقط لقد كان شريكا نفسيا ومعنويا ، يرفع المعنويات ويمنح اللاعبين دفعة إضافية ويذكّرهم ان من يلعب ليس فقط اللاعبين على المستطيل الأخضر ولكن كل من تنفس هواء الاردن يلعب معكم كلٌ بما يملك والكل مجتمعا يملك الكثير

اليوم ومع دخول النشامى آخر استعداداتهم للمباراة النهائية تتجه قلوب الأردنيين جميعا الله برجاء لا تخيب به الآمال ونحو الدوحة بفخر وثقة وإيمان بأن هذا الفريق قد أدى الأمانة كما يجب وشرّف الوطن في كل مباراة خاضها

هذا المنتخب أثبت أن النجاح لا يُقاس بحجم الإمكانات بل بصدق الانتماء وقوة الإرادة والعمل بروح الفريق الواحد ، ومهما كانت نتيجة النهائي فإن النشامى فازوا بثقة الاردنين كلهم اجمعين وباحترام الجميع وكتبوا صفحة مشرقة في تاريخ الكرة الأردنية

هكذا يكون تمثيل الأردن
وهكذا يكون النصر حين يكون الوطن أولا

: وتوقعي للنهائي
١ - ٠ للنشامى ان شاء الله