13-12-2025 09:10 AM
بقلم : م. صلاح طه عبيدات
ها هي الروح الأردنية، رغم كل ما يثقل كاهلها، تكتشف فجأة نافذة صغيرة يدخل منها الضوء…
نافذة اسمها المنتخب الوطني؛ ذلك الفريق الذي يركض على العشب نيابة عن ملايين يمشون فوق شوك الأيام.
في لحظةٍ كرويةٍ خاطفة، يشتعل القلب بما كان خامدًا…
ويتعافى الانتماء من كل ما علّق به من غبار الفواتير، ومن ثقل أقساط البنوك، ومن جشع الشركات التي تتغذّى على تعب الناس، ومن سنواتٍ طويلة كان فيها الأردني يرى ثروات بلاده تُبعثر بلا حكمة ولا عدالة.
فالأردن، هذا الوطن المعلّق على كتفي الشمس، يملك من الفوسفات ما يكفي لبناء قارة، ومن البوتاس ما يكفي لرفع اقتصاد، ومن الصخر الزيتي ما يكفي ليُنهي العتمة إلى الأبد…
ومع ذلك، يعيش ابن هذا البلد كمن يقطف من شجرة بلا ثمر، ويشرب من نبع لا يبلّل عطشه.
ومع كل هذا…
يكفي أن ينتصر المنتخب، كي يشعر الأردني بأنه لم يُهزم بعد.
يكفي أن يرى هدفًا يهزّ الشباك، ليصدق أن شيئًا ما في الحياة ما زال يهتزّ لأجله.
يكفي أن يسمع النشيد في لحظة صدق، ليتمسك بالخيط الأخير من الحلم.
ربما لا يملك الأردني رفاهية التفاؤل، لكنّه يملك عناد الأمل…
ذلك العناد الذي يجعله يبتسم رغم الواقع، ويهتف رغم الوجع، ويؤمن – ولو لحظة – أنّ وراء كل صخرة زيتية، وكل غيمة مثقلة، وكل ملعب ممتلئ…
فجرًا يليق بهذا الوطن.
هي ليست فرحة كرة قدم فقط…
إنها استراحة قصيرة بين معركتين،
ولعلها التذكير الوحيد بأن الروح الأردنية، مهما خُنقت، ما زالت قادرة على أن تتنفس.
| 1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
13-12-2025 09:10 AM
سرايا |
| لا يوجد تعليقات | ||