حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,11 ديسمبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 2901

د. زياد جلال الحنفي يكتب: (الشباب الأردني والتحول الرقمي… حين يتحوّل الحلم إلى مشروع وطني جديد)

د. زياد جلال الحنفي يكتب: (الشباب الأردني والتحول الرقمي… حين يتحوّل الحلم إلى مشروع وطني جديد)

د. زياد جلال الحنفي يكتب: (الشباب الأردني والتحول الرقمي… حين يتحوّل الحلم إلى مشروع وطني جديد)

11-12-2025 08:42 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. زياد جلال الحنفي
لا يمرّ يوم في الأردن إلا ونلمح فيه أثراً لشباب يغيّرون المشهد بطرق لم تكن مألوفة قبل سنوات قليلة. في الجامعات، في الشركات الناشئة، في الأسواق، وحتى في القرى البعيدة… جيل كامل يتعامل مع التكنولوجيا ليس بوصفها أداة مساعدة، بل باعتبارها البوابة التي يمرّ منها نحو طموح أكبر، وواقع أكثر اتساعًا.
هذا الجيل لا ينتظر من العالم أن يمنحه الفرص، بل يجتهد في صناعتها. يعلّم نفسه ذاتياً، يجرّب، يغامر، ويخطئ، ثم يعود ليبدأ من جديد. وفي قلب هذه الرحلة، يقف التحول الرقمي باعتباره الحافز الذي يفتح الطرق أمام أحلام كانت تبدو مستحيلة قبل عقد واحد فقط.
لقد أعاد الشباب تعريف معنى المبادرة. لم يعد المشروع ينتظر رأس مال تقليدي؛ يكفي هاتف، وحاسوب، واتصال جيد بالشبكة. من هنا ظهرت أفكار صغيرة تحوّلت إلى تطبيقات، ومشاريع منزلية صارت منصات تجارية، وموهبة فردية أصبحت محتوى يغيّر وعي المجتمع. ولأن الرقمنة لغة بلا حدود، تحوّل الشباب إلى سفراء غير رسميين للأردن، يصدرون خبراتهم، ويعرضون نجاحاتهم، ويصنعون حضوراً عالمياً بطموح محليّ.
ولأن الدولة تتابع هذا الحراك المتسارع، بدأت تستثمر في البيئة التي تمنح هذا الجيل القدرة على الانطلاق. منصات حكومية تتطور، برامج ريادة تتوسع، وحاضنات أعمال تمنح الفرصة لمن يملك الفكرة قبل أن يملك الإمكانات. هكذا بدأت العلاقة بين الشباب والدولة تتحول من علاقة يطلب فيها الطرف الأول الدعم، إلى علاقة يقدّم فيها الشباب قيمة جديدة، ورؤية مختلفة، وطاقة تدفع عجلة التنمية إلى الأمام.
لكن الصورة ليست مثالية بالكامل. فهناك فجوة بين الإمكانات المتاحة والسرعة التي ينمو بها طموح الشباب. بعض المهارات ليست متوفرة، وبعض الإجراءات تحتاج تحديثاً، وبعض البيئات تحتاج تعزيزاً. ومع ذلك، فإن ما يميز الجيل الجديد ليس غياب التحديات، بل إصراره على تجاوزها. إنه جيل لا يخشى الفشل، بل يتعامل معه كجزء من الطريق.
اليوم، ومع توسّع الرقمنة في مؤسسات الدولة، وفي التعليم، وفي الأعمال، بات حضور الشباب أكثر تأثيرًا من أي وقت مضى. لم يعودوا ينتظرون التغيير، بل يضعون لبناته الأولى. يساهمون في الاقتصاد، يبتكرون في المجتمع، ويستخدمون أدوات العصر لصياغة وطن أكثر قدرة على المنافسة.
إن مستقبل الأردن مرسوم اليوم بخطى هؤلاء الشباب. بخيالهم، وجرأتهم، وقدرتهم على تحويل التكنولوجيا من فكرة إلى قيمة. وفي كل مشروع جديد يولد، تتأكد حقيقة واحدة:
أن الوطن الذي يضع شبابه في مقدمة التحول الرقمي، يسير بثقة نحو مستقبل أقوى مما كان يتخيله.











طباعة
  • المشاهدات: 2901
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
11-12-2025 08:42 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل تجر فرنسا وبريطانيا وألمانيا أوروبا لحرب مع روسيا رغم خطة ترامب لحل النزاع بأوكرانيا؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم