09-12-2025 08:23 AM
سرايا - السلّ من أقدم الأمراض المعدية وأكثرها فتكاً، وهو يصيب عادةً الرئتين، وقد يصيب أيضاً مناطق أخرى من الجسم كالعمود الفقري أو الدماغ أو الكلى.
وعُثر على مومياوات مصرية بتشوهات هيكلية تُميّز عدوى السلّ غير المُعالجة، وهذه السمات هي موجودة حتى في رسوم فنّ قدماء المصريين.
وبحسب "مديكال إكسبريس"، يُسبّب السلّ بكتيريا المُتفطّرة السلّية، ولا يزال يودي بحياة أكثر من مليون شخص سنوياً في القرن الـ 21. ومع ذلك، ظلّ فهم العلماء لكيفية استمراره في كونه مُميتاً للغاية بعيد المنال.
بكتيريا مقاومة للأدوية
وقد طُوّرت المُضادات الحيوية لأول مرة لعلاج السلّ في أربعينيات القرن الماضي، ولكن سرعان ما بدأت البكتيريا بتطوير مقاومة للأدوية. كما طوّرت بعض السلالات مُقاومة متعددة للأدوية، ما زاد من صعوبة علاجها.
ولعقود، درس العلماء الحمض النووي للبكتيريا لفهم كيفية تطوّر مقاومتها للأدوية، ولكن الأدوات التي تم الاعتماد عليها لم تُمكّن من العثور على جزء مُهمّ من القصة.
وفي أحدث دراسة استخدم باحثون في جامعة ملبورن بأستراليا تقنيات جديدة لتحديد الاختلافات الجينية غير المعروفة سابقاً في المتفطرة السلية، وذلك لإنشاء خريطة أكثر اكتمالًا للجينوم وإيجاد أهداف علاجية محتملة.
مراقبة السل
ويُعدّ تسلسل الحمض النووي التقليدي قصير القراءة ركيزةً أساسيةً للمراقبة العالمية لمسببات الأمراض. فهو يحدد الطفرات الجينية الصغيرة التي تُحفّز تطور مقاومة الأدوية، ويساعد في تتبّع حالات تفشي المرض.
وحتى وقت قريب، كانت معظم هذه التغيرات الهيكلية الكبيرة في الحمض النووي، والمعروفة أيضاً باسم المتغيرات الهيكلية، غير مرئية فعليًا.
وباستخدام تقنيات تسلسل الحمض النووي طويل القراءة، إلى جانب تحليل الرسم البياني للجينوم، للعثور على الاختلافات الجينية التي أُغفلت سابقاً عن غير قصد، بدأ العلماء في ملاحظة أشياء لم تكن مرئية من قبل.
حيث كشفت البيانات عن تغييرات هيكلية كبيرة في الجينوم، تتمثل في عمليات حذف وتكرار وإدراج وانعكاسات يمكنها إعادة تشكيل بيولوجيا البكتيريا.
وتُحفّز العديد من عمليات إعادة الترتيب هذه قطعة صغيرة من الحمض النووي تُسمى IS6110، والتي يمكنها التحرك في الجينوم وإحداث تغييرات جذرية في الحمض النووي المحيط به.
من خلال رسم خرائط لهذه الاختلافات الجينية، يمكن تتبّع أصولها، ومدى تواتر حدوثها، وتأثيراتها على سلالات مختلفة من المتفطرة السلية.
طريقة بديلة للبقاء
وتتيح هذه الأنواع من التحولات الجينية لبكتيريا السلّ طريقةً بديلةً للبقاء على قيد الحياة بعد العلاج الدوائي، وهي طريقة لا يمكن اكتشافها بمجرد النظر إلى طفرات الحمض النووي الصغيرة.
ولخص العلماء نتائجهم الجديدة: "بدلاً من التعامل مع الجينوم كمرجع ثابت، بدأنا نتعامل معه كطبيعة عامة - طبيعة تتغير وتعيد ترتيب نفسها وتتكيف تحت ضغط انتقائي".
ويفسر هذا سلوك بعض عزلات السلّ بشكلٍ مختلفٍ عن المتوقع عند الاعتماد فقط على طفراتها الصغيرة المعروفة.
كما يشير إلى أن التباين الهيكلي يلعب دورًا أكثر فعاليةً في تشكيل التطور طويل الأمد لمقاومة الأدوية مما كنا نعرفه سابقاً.
وقال الباحثون: على الرغم من أن دراستنا حاسوبية ومختبرية، إلا أن نتائجها ستصل في النهاية إلى العيادة".
ويمكن أن يعزز التفسير الجينومي الأكثر دقة قرارات العلاج، ويوجه تطوير تشخيصات جديدة، ويساعد النظم الصحية على استباق السلالات المقاومة الناشئة.
| 1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
09-12-2025 08:23 AM
سرايا |
| لا يوجد تعليقات | ||