بقلم : الصيدلي عدوان قشمر نوفل
إسرائيل بين ثلاثة تهديدات متزامنة.
تنقل الصحافة الإسرائيلية خلال الأيام الأخيرة صورة معقدة عن الواقع الأمني والسياسي الذي تواجهه إسرائيل:
● اختراق حدودي خطير نفذه ناشطون يهود باتجاه سوريا، يكشف تصدعا داخليا في العلاقة بين المستوطنين والجيش.
● تحذير أمريكي هو الأخطر منذ سنوات عبر ستة شروط وصفت بأنها "الفرصة الأخيرة" لمنع حرب شاملة مع حزب الله.
● تحول ميداني غير مسبوق في الضفة الغربية، حيث تتحدث الصحافة الإسرائيلية عن "انعكاس فوهات البنادق" من قبل عناصر في السلطة الفلسطينية ضد الجيش الإسرائيلي.
هذه القضايا الثلاثة وردت في تقارير صادرة عن موقع "واللا" الإخباري، وموقع نتسيف نت العسكري – المقرب من الدوائر الأمنية – إضافة إلى ما نقل عن صحيفة الأخبار اللبنانية في الإعلام العبري.
وتقدم هذه التقارير مجتمعة صورة جديدة: إسرائيل تقف أمام مرحلة فقدان السيطرة على ثلاث جبهات في الوقت نفسه:
سوريا، لبنان، والضفة الغربية.
أولا: “طلائعيو بيسان” – مستوطنون يجتازون الحدود نحو سوريا
(المصدر: Walla – إيلي أشكنازي 27/11/2025)
أبرزت صحيفة واللا حادثة غير مسبوقة يوم الخميس 27 نوفمبر، حين اجتاز أعضاء حركة “طلائعيو بيسان” الحدود مع سوريا في منطقة الجولان والجرمو(الحرمون – جبل الشيخ).
الجيش الإسرائيلي أكد أن مستوطنين إسرائيليين اقتحموا الحدود وتعاركوا مع الجنود قبل إعادتهم إلى داخل إسرائيل.
مغزى الحادثة في الرواية الصحفية الإسرائيلية
1. انشقاق داخلي: الصحافة صوّرت الأمر على أنه بداية فقدان السلطة المركزية السيطرة على المستوطنين المتطرّفين. هذا ليس انشقاقا داخليا، بل هو ترتيب وتنظيم من بن جفير وسموتريتش وزيرا الأمن الداخلي والمالية، والصدام ما هو سوى تمثيلية.. ووصفه بالانشقاق يبرئ دولة إسرائيل من أفعال المستوطنين وهذا لا يجوز.
2. استغلال لحظه إقليمية: الحركة تقول إن "نافذة فرص تاريخية" فتحت للاستيطان داخل الأراضي السورية. لم أفهم الكلمة بالأحمر
3. استحضار ذكرى “نڤيه البشان”: تقارير سابقة كشفت قيام مستوطنين بإنشاء حجر أساس لمستوطنة خلف السياج الحدودي في أغسطس الماضي.
الخلاصة
ان الحكومه الاسرائليه تدعم الفعال المتطرفين و الذين
قد يشعلون مواجهة على الحدود السورية. العمليات في الجولان وغزة والضفة الغربية..يشرف عليها وزيرين و الليكود كله يدعم ما يجري وهو بتوجيه من الحكومة، واختيار المستوطنين يأتي تحت وعود حكومية بمنحهم الأراضي التي يحتلونها ويخرجون الفلسطينيين منها..
ثانيا: الشروط الأمريكية الستة لمنع الحرب مع حزب الله
(المصدر: نتسيف نت – نقلا عن صحيفة الأخبار اللبنانية 27/11/2025)
نشرت منصة نتسيف نت القريبة من الاستخبارات الإسرائيلية تقريرا استثنائيا حول رسالة نقلها المبعوث الأمريكي توم برايك إلى لبنان.
جوهر الرسالة الأمريكية كما ورد في الإعلام الإسرائيلي
1. اعتراف بفشل وقف النار 2024 وضرورة تجاوزه.
2. الدخول في مفاوضات مباشرة لبنانية – إسرائيلية برعاية أمريكية، وبتمثيل رسمي كبير.
3. واشنطن تفضل الحل المباشر وليس الوساطات.
4. شرط تفكيك الجناح العسكري لحزب الله مقابل تمويل خليجي – أمريكي ضخم لإعادة إعمار الجنوب.
5. تعهد رسمي من حزب الله بالتخلي عن السلاح تحت رقابة أمريكية.
6. التزام لبنان بشروط صندوق النقد الدولي.
كيف قدمت الصحافة الإسرائيلية الخبر؟
الوسائل الإسرائيلية رأت أن:
● الولايات المتحدة تضغط على لبنان بقوة غير مسبوقة.
● الحرب مع حزب الله واردة جداً إذا رفضت الشروط.
● إسرائيل تظهر في الإعلام أنها “الطرف المنتظر” بينما واشنطن "تمنح الفرصة الأخيرة".
الخلاصة في الرواية الإسرائيلية
أمريكا لم تعد تتحدث عن “احتواء التوتر" بل عن فرض تسوية أو التوجّه نحو حرب حتمية.
ثالثا: انعكاس فوهات البنادق في الضفة الغربية
(المصدر: نتسيف نت 26/11/2025)
التقرير الثالث – وهو الأخطر داخليا – يتحدث عن سلسلة عمليات نفذها عناصر من الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية ضد الجيش الإسرائيلي، بينها:
● مقتل عنصر من أجهزة السلطة (يونس اشتية) نفذ إطلاق نار وأصاب جنديا.
● اعتقال عدة عناصر آخرين في بورقين وطوباس وتل.
● اعتراف الجيش الإسرائيلي لأول مرة بأن المنفذين هم عناصر نظاميون وليسوا أفراداً مستقلين.
كيف فسرت الصحافة الإسرائيلية ذلك؟
1. تحول عقائدي داخل السلطة: تقول الصحافة إن عناصر الأجهزة الأمنية “يتدربون ليوم مواجهة مع إسرائيل”
2. إحباط في المؤسستين الأمنية والسياسية في إسرائيل من استمرار التنسيق الأمني رغم هذه العمليات.
3. تخوف إسرائيلي من انفجار مفاجئ داخل الضفة مع السلطة نفسها وليس فقط مع الفصائل.
الخلاصة في التغطية الإسرائيلية
هناك مؤشر لانفلات كبير في الضفة الغربية، قد يؤدي إلى جبهة رابعة تواجهها إسرائيل بعد غزة ولبنان وسوريا.
النتيجة العامة كما تجمعها الصحافة الإسرائيلية
من خلال التقارير الواردة في واللا ونتسيف نت والصحف الإسرائيلية الأخرى، تتشكل لوحة كاملة:
1. حدود الشمال ملتهبة
الولايات المتحدة ترى أن الحرب مع حزب الله قريبة جدا ما لم يقبل لبنان “صفقة القرن الأمنية”.
2. حدود سوريا في حالة انفلات
المستوطنون أنفسهم أصبحوا مصدر تهديد لتفجير جبهة جديدة.
3. الضفة تتجه نحو اشتباك داخلي – أمني
عناصر السلطة يطلقون النار على الجيش، لأول مرة بهذا التسلسل الزمني.
4. غياب السيطرة السياسية في إسرائيل
الصحافة الإسرائيلية تلمّح إلى:
● حكومة ضعيفة،
● جيش منشغل على أربع جبهات،
● وواشنطن هي من يرسم قواعد المرحلة المقبلة.
خاتمة: إسرائيل تدخل أخطر مرحلة منذ 20 عاما
تقول الصحافة العبرية – وإن بطرق مختلفة – أن إسرائيل تواجه:
أزمة داخلية + تهديدات خارجية + ضغط أمريكي + انفلات مستوطنين + تحوّل السلطة الفلسطينية.
هذا ليس مجرد “تصعيد عابر”، بل مرحلة إعادة تشكيل للمنطقة قد تنتهي خلال أسابيع إلى:
* تسوية مفروضة أمريكيا،
أو
* حرب شاملة تمتد من الجولان إلى الجنوب اللبناني وحتى الضفة.
.