02-12-2025 08:34 AM
بقلم : الدكتور محمد الهواوشة
رؤية مغترب ساهم في الترويج للأردن في أمريكا*
كأردني مغترب، لم أكتفِ بالحنين إلى الوطن، بل حملت الأردن معي أينما ذهبت. وخلال إقامتي في الولايات المتحدة، عملتُ مع أبناء الجالية الأردنية في أوهايو على الترويج لوطننا بشكل يفوق أحياناً ما تقوم به بعض المؤسسات الرسمية. فقد أثبتنا أن الأردني أينما وجد قادر على صناعة صورة مشرّفة لبلده إذا وُجدت الإرادة والرؤية.
ومع اقتراب اختيار مدير عام جديد لهيئة تنشيط السياحة في الأردن، يصبح السؤال: هل نريد مديراً يكرر ما سبق، أم قائداً يأخذ الأردن إلى مستوى عالمي جديد؟
أولاً: تجربة أثبتت نجاحها… الجالية الأردنية نموذجاً
نحن في الجالية الأردنية في أوهايو لم ننتظر دعماً ولا توجيهاً، بل صنعنا منصاتنا بأنفسنا:
أقمنا حفل الاستقلال السنوي الذي يجمع آلاف الحضور من مختلف الأعراق والجنسيات، ورفعنا فيه اسم الأردن عالياً بالفن والثقافة والصورة الحضارية.
قدّمنا "حديقة الأردن" التي يزورها ملايين الزوار سنوياً، وفيها نلتقي الناس وجهاً لوجه، نشرح لهم عن الأردن، نشاركهم قصصه وجماله وتاريخه.
شاركنا في اليوم العالمي الموحّد الذي يضم أكثر من 100,000 مشارك، وتحوّلت خيمتنا الأردنية إلى مَعْلم بحد ذاته. وزّعنا الكتيبات التي حصلنا عليها من هيئة تنشيط السياحة، وشرحنا عن البتراء وجرش ووادي رم والبحر الميت بلغات مختلفة وبأسلوب مباشر وعفوي.
قدّمنا فرقة الهجيني من أبناء الجالية لتجسيد التراث الأردني على المسرح أمام جمهور أمريكي واسع.
رفعنا العلم الأردني في فعاليات متعددة، وقدمنا المناسف، وشغّلنا الأغاني الوطنية، وصنعنا تجربة حيّة تُشعر الزائر بأنه يعيش لحظة أردنية حقيقية.
هذه الجهود لم تكن مجرد فعاليات، بل كانت حملات تسويق سياحي مجانية وقوية أنجزها مغتربون بحبّهم لبلدهم وبدون ميزانيات ضخمة.
ثانياً: لماذا نحتاج مديراً يتجاوز التسويق التقليدي؟
إذا كان المغتربون قادرين على الوصول لآلاف الناس، فكم يجب أن يكون أثر هيئة رسمية بموارد مالية ضخمة وكادر متخصص؟
لكن الحقيقة أن التسويق التقليدي المعتمد على صور وفيديوهات لم يعد يكفي.
العالم تحوّل.
والسائح تحوّل.
والأردن بحاجة إلى قائد يفهم لغة المستقبل.
ثالثاً: الانتقال من التسويق الرقمي… إلى التجارب التفاعلية
السائح اليوم لا يكتفي برؤية صورة للبتراء، بل يريد أن يدخلها افتراضياً قبل أن يصل إليها.
وهنا يأتي دور الميتافيرس والهولوغرام:
جولات ميتافيرس ثلاثية الأبعاد تُظهر السيق ومعابد البتراء بطريقة تفاعلية.
عروض هولوغرام في المعارض العالمية تعرض قصة الأردن تراثاً وتاريخاً.
تقنيات الواقع المعزز لجعل السائح يعيش أجواء جرش أو الكرك أو وادي رم بطريقة مبتكرة.
منصات ترويج عالمية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لجذب فئات واسعة من السياح.
هذا هو العالم الجديد، ولا يمكن لهيئة تنشيط السياحة أن تتخلف عنه.
رابعاً: معايير اختيار المدير العام الجديد
لكي يتقدم الأردن في المنافسة العالمية، يجب أن نختار قائداً يمتلك:
1. خبرة دولية حقيقية في التسويق الرقمي السياحي أو التكنولوجي.
2. قدرة على رؤية الفرص الجديدة في الميتافيرس والهولوغرام والواقع المعزز.
3. شبكات علاقات عالمية مع شركات السفر والتقنيات المتقدمة.
4. فهم عميق لسلوك السائح الأمريكي والأوروبي الذي يمثل أكبر الأسواق.
5. روح الابتكار لا العقلية الروتينية التي تعيد إنتاج ما فشل سابقاً.
6. تجربة في إدارة حملات فعّالة تترك أثراً ملموساً ونتائج حقيقية.
خامساً: السياحة الأردنية تستحق قيادة على مستوى العالم
لدينا ما يكفي من الجمال، لكن ينقصنا التسويق الذكي.
لدينا مواقع تنافس أعظم المعالم العالمية، لكن ينقصنا من يحكي قصّتها بالطريقة الصحيحة.
إن الجالية الأردنية في أوهايو فعلت ما بوسعها وبموارد بسيطة، ونجحت.
فما الذي يمكن أن يتحقق لو أُسندت قيادة هيئة تنشيط السياحة لشخص يمتلك رؤية عالمية، وفهماً حديثاً، واستعداداً لاقتحام عالم الميتافيرس وصناعة التجارب السياحية التفاعلية؟
السياحة الأردنية فرصة اقتصادية وطنية كبرى… لكن نجاحها يبدأ باختيار الشخص المناسب في المكان المناسب.
الأردن يستحق مديراً عاماً يفتح له بوابة العالم
لا مديراً يكتفي بنشر إعلان على وسائل التواصل.
| 1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
02-12-2025 08:34 AM
سرايا |
| لا يوجد تعليقات | ||