27-11-2025 09:21 AM
بقلم : محمد يونس العبادي
الشعوب الحية تحتفي برموزها، وتستحضر سيرهم، ترسم مستقبلها على هدي من سيرة من بذلوا وقدموا وضحوا لأجل المبدأ، فلا شعب لا رموز له، ولا تاريخ دون وجدان.
في بلادنا قامات كثيرة يستحضرها الناس، نستذكر، ما قدمه صاحب نهضة العرب، الشريف الحسين بن علي، والملك المؤسس عبدالله الأول ابن الحسين، وهو كان المؤتمن على صياغة المشروع الوحدوي العروبي الأردني وسعى بكل ما يملك من اجل وحدة الضفتين، وقبلها لمشروع سوريا الكبرى.
وأيضاً، بين رجال الدولة الشهيد إبراهيم هاشم، والذي كان رئيساً للوزراء عندما استشهد في بغداد آب 1958م، وهو يؤدي واجبه في سبيل وحدة العراق والأردن حيث أدى الانقلاب الأسود إلى وأد هذه الوحدة، وبعد مرور عامين وفي آب 1960م استشهد هزاع المجالي وكان رئيساً للوزراء وبنفس الأسباب فخلال عقد من الزمن قدم الأردن العروبي شهداء من خيرة الخيرة ليحيا الأردن مخاضا صعبا.
وبين رموزنا أيضا، الشهيد وصفي التل، الذي عبر عن سمات رجل الدولة وآمن بالأردن وبشعبه القادر على خلق التغيير والريادة، وبوفاء للقيادة الهاشمية.
جاء وصفي التل، وهو الرمز في وجدان الأردنيين كحالة تعبر عن مقدرة الأوفياء الأردنيين لأمتهم العربية، ومبادىء نهضة العرب في الحرية والوحدة، وهذه المدرسة السياسية الأردنية عبّر عنها وصفي بأن الأردن الوحدوي مستقل وحر بإرادته وقراره وعلى هذه المبادىء كان قراره بضرورة أن يكون الأردن قوياً كما قال وقام به الذين من قبله.
واليوم، ندرك ان ذكرى استشهاد وصفي التل، تذكر بالحاجة إلى قراءة التجربة الأردنية بشكل بعيد عن العاطفة المشحونة وما تقدمه بعض المنابر من استحضار عاطفي – على أهميته – باتجاه يشكل إنصاف لهؤلاء الشهداء..
في صفحات الوطن سير رموز شهداء .. ملك عربي هاشمي مؤسس الدولة الأردنية، و رؤساء الوزارات في حوادث لم تعالج تاريخيا بعد، وأن لا تبقى هذه الحالة رهينة التخمينات والمتخيلات بغير إنصاف لسيرهم والكشف عن وثائق هذه الفترة فرموزنا الوطنية عظيمة، وعلينا أن نكرس مدرستنا السياسية لرفد الوجدان الأردني وتكون معيناً لأجيال تنشد الرموز، ولماذا رموز أردنية اغتيلت في منعطفات تاريخيّة وكانت تحمل عناوين عروبية ووطنية.
في سير الشهداء من رموزنا الكثير ليوثق، ذلك أننا نملك سردية عمدت بالدم، وبذلت، وأعطت وبقيت مستمسكة بالمبدأ، وأكدت أن الأردن الدولة والناس، والوجدان والمؤسسات تشكلت لتبقى.
وما زلنا نستذكر سير الأبطال مثل الشهيد خضر شكري يعقوب، الذي نادى "الهدف موقعي"؛ في قصة تضحية عظيمة، اختار خلالها أن ينهي حياته شجاعا مؤمنا برسالة شعار الجيش العربي، وقيمه.
نحتاج لتوثيق سيرة من ضحوا ليكون هذا الوطن اليوم حاضرا، وقادرا على البذل والحياة.
| 1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
27-11-2025 09:21 AM
سرايا |
| لا يوجد تعليقات | ||