سرايا - في أمسية دافئة حملت بين تفاصيلها عبق الشعر وحنين الذاكرة، احتضن منتدى الرواد الكبار، التابع لـجمعية الأسرة البيضاء – دار الضيافة للمسنين، لقاءً شعرياً مع الدكتور محمد مقدادي مساء السبت الماضي.

لم تكن الأمسية مجرد فعالية ثقافية، بل مساحة إنسانية التقت فيها القلوب قبل الكلمات؛ كبار الرواد جلسوا على مقاعدهم وكأنهم يعودون إلى سنواتٍ كانوا فيها أقرب إلى المنابر والدفاتر والقصائد. ومع كل بيت يلقيه الدكتور مقدادي، كان الزمن يتراجع خطوة وتلمع في عيون الحضور دهشةٌ قديمة لم يخفت بريقها.

أدارت اللقاء الدكتورة دلال عنبتاوي، رئيسة اللجنة الثقافية، التي حرصت على أن تُنصت القاعة لإيقاع القصيدة كما لو أنها نبضٌ مشترك بين الشاعر ورواد الدار. فتحت نقاشات دافئة حول التجربة الشعرية، واستحضرت أسئلة حملت الكثير من الشغف والحنين والحكمة.

امتزج الشعر بروح المكان؛ ضحكاتٌ خفيفة، ذكرياتٌ تُروى، ووجوهٌ أعاد إليها الشعر شيئًا من شبابها. ومع انتهاء الأمسية، بقي أثرها ممتدًا كأنّ القصائد تركت في القاعة صمتًا جميلاً يشبه الامتنان.

أمسية تؤكّد مرة أخرى أن الثقافة ليست عابرة، وأن الكلمة قادرة على جمع الأجيال تحت سقف واحد، وأن كبارنا ما زالوا يحملون في قلوبهم من الشعر ما يفيض على المكان دفئًا وبهاءً.

• إقرأ أيضاً : ندوة تعاين مفهومي الاتصال والتواصل في العصر الرقمي
• إقرأ أيضاً : المساعيد يفتتح "أساسيات التصوير الفوتوغرافي من الهواية إلى الاحتراف" للفنان الفوتوغرافي سامي الزعبي
• إقرأ أيضاً : عرض مسرحية "النهر لن يفصلني عنكِ" في المركز الثقافي الملكي