19-11-2025 07:29 PM
سرايا - يواصل البريطانيون الجدل حول الرجل الذي قضى 38 عاماً في السجن قبل أن تثبت براءته. وفي أحدث تطورات القضية، أفاد الرجل بأن الشرطة "خدعته وضربته" لإجباره على الاعتراف بجريمة لم يرتكبها، مما أدى إلى فقدانه سنوات من حياته خلف القضبان.
ووفقاً لتقرير نشرته جريدة "ديلي تلغراف" البريطانية ، فإن قضية بيتر سوليفان، الذي أُطلق سراحه مؤخراً عن عمر يناهز 68 عاماً، تُعد "أسوأ حالة إساءة لتطبيق العدالة في تاريخ بريطانيا".
وصرح سوليفان، الذي سُجن ظلماً لمدة 38 عاماً: "الشرطة خدعتني حتى اعترفت". وزعم أن ضباط الشرطة البريطانية اعتدوا عليه جسدياً لإجباره على الاعتراف بجريمة قتل لم يرتكبها.
ووفقاً لـ"التلغراف"، فإن مطلب سوليفان الوحيد حالياً هو اعتذار الشرطة البريطانية عن الخطأ الذي ارتكبته، والذي أدى إلى قضائه نحو أربعة عقود في السجن.
وأُطلق سراح بيتر سوليفان (68 عاماً) في وقت سابق من هذا العام بعد قضاء 38 عاماً في السجن بتهمة قتل فتاة تدعى ديان سيندال.
وأثبتت أدلة الحمض النووي الحاسمة، التي كُشفت بفضل التقدم العلمي، أن رجلاً آخر مجهول الهوية هو من اعتدى جنسياً على الفتاة البالغة من العمر 21 عاماً وقتلها في طريق عودتها من العمل إلى منزلها في ميرسيسايد عام 1986.
ويسعى سوليفان الآن للحصول على تعويض واعتذار من شرطة ميرسيسايد عن سجنه ظلماً لمدة أربعة عقود تقريباً.
وفي أول تصريح له منذ إطلاق سراحه، قال: "لا أستطيع مسامحتهم على ما فعلوه بي، لأنه سيظل معي طوال حياتي. عليّ أن أتحمل هذا العبء حتى أحصل على اعتذار عما حدث من كل من شارك في القضية".
وأضاف: "كل ما أريده هو اعتذار يوضح سبب فعلهم هذا بي، من شرطة ميرسيسايد ومن الجميع. لقد فقدتُ حريتي تماماً، فقدتُ والدتي منذ دخولي السجن، وفقدتُ والدي، وهذا يؤلمني لأنني لم أكن بجانبهما".
وادعى سوليفان أنه تعرض للضرب على يد ضباط الشرطة في زنزانته، حيث "جلدوه" للحصول على اعتراف بالجريمة. وقال: "لقد ألقوا علي بطانية، وكانوا يضربونني فوقها بالهراوات في محاولة لإجباري على التعاون معهم".
وفي الأول من أغسطس عام 1986، قُتلت الفتاة سيندال ضرباً بعد تعرضها لاعتداء جنسي في أحد الزقاق، حيث كانت تسير على أقدامها بعد نفاد البنزين من سيارتها.
وأُلقي القبض على سوليفان لاحقاً ووُجِّهت إليه التهم، ولُقِّبَ بـ"وحش بيركنهيد" أو "الرجل الذئب" نظراً لوجود آثار عض على جسد الضحية. وقال: "ستظل هذه الألقاب عالقة في ذهني، فأنا لم أكن يوماً مثلهم".
وزعم سوليفان أن الشرطة هددته بأنه إذا لم يعترف بهذه الجريمة، فسوف يُتهم بـ"35 جريمة اغتصاب أخرى"، وقال إنه حُرم من الطعام والنوم. وسُجّل اعتراف سوليفان دون وجود محامٍ، ثم تراجع عنه لاحقاً. وقال إنه اعترف في البداية بشيء لم يفعله لأن "التنمر أجبرني على الاستسلام، لأنني لم أعد أتحمل".
وخلال فترة سجنه، مُنع سوليفان من حضور جنازة والدته لأنها دُفنت في نفس مقبرة الضحية سيندال. ومع ذلك، قال إنها كانت مصدر إلهام له في ضمان عدم استسلامه أبداً. وأضاف: "قبل وفاتها، التفتت إلي والدتي وقالت: أريدك أن تستمر في الدفاع عن هذه القضية لأنك لم ترتكب أي خطأ".
وطرح سوليفان قضيته لأول مرة أمام لجنة مراجعة القضايا الجنائية -وهي الهيئة المشكلة للنظر في احتمالية وقوع أخطاء قضائية- عام 2008، لكن طلبه رُفض. وقدم طلباً آخر في عام 2021 بعد أن كشفت فحوص الطب الشرعي الجديدة عن الحمض النووي لرجل مجهول الهوية في موقع الحادث.
وفي جلسة استماع في مايو الماضي، ظهر سوليفان باكياً بعد إلغاء إدانته رسمياً. وقال إنه يشعر بالأسف تجاه عائلة سيندال، وعرض "الوقوف بجانبهم" إن أرادوا.
وأضاف: "أشعر بالأسف حقاً تجاههم وما يمرون به حالياً، حيث عادوا إلى نقطة البداية، ولا يعرفون من هو الشخص الذي قتل ابنتهم".
| 1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
19-11-2025 07:29 PM
سرايا |
| لا يوجد تعليقات | ||