17-11-2025 10:22 AM
بقلم : د.أناهيد الهنداوي
في عالمٍ تتسارع فيه الأحداث، وتتشابك المصالح، وتزدحم الساحات الدولية بالمتغيرات، يظلّ الشرق بثقافته وروحه وقيمه مساحةً للضيافة الرفيعة وحسن الاستقبال الذي يعبّر عن تاريخ طويل من الاحترام المتبادل، والتقدير العميق للروابط الإنسانية قبل السياسية. وقد تجلّت هذه الروح الشرقية الأصيلة بأبهى صورها خلال الجولة الخارجية التي قام بها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين إلى كلٍّ من إندونيسيا، وفيتنام، وسنغافورة، وباكستان جولة حملت في طياتها دلالات سياسية واقتصادية وثقافية؛ لكنها حملت أيضًا رسالة إنسانية جوهرية عنوانها: أن الشرق، بتنوعه وشعوبه، ما يزال وفيًّا لقيم الكرامة والضيافة والاحترام.
منذ اللحظة الأولى لوصول جلالة الملك إلى محطات الجولة الأربع، برزت بوضوح مظاهر الترحيب المميز التي عكست تقدير هذه الدول لمكانة الأردن ولدور جلالته على الساحة الدولية. فقد جاء الاستقبال حارًا ورسمياً وشعبياً، مشيراً إلى عمق العلاقات المتجذرة بين الأردن وهذه الدول، وإلى الثقة الكبيرة بشخص جلالة الملك وبما يمثله من اعتدال وحكمة ورؤية واضحة تجاه ملفات المنطقة والعالم.
في إندونيسيا، الدولة ذات الثقل الإسلامي والديمغرافي الأكبر في العالم، كان الاستقبال بمستوى العلاقات التاريخية التي تجمع البلدين، وبما يكنّه الشعب الإندونيسي للأردن ودوره في الدفاع عن قضايا الأمة، وعلى رأسها القدس.
أما في فيتنام؛ فقد حملت اللقاءات أجواءً من الاحترام المتبادل والتقدير لنموذج الأردن السياسي المستقر في منطقة مضطربة.
وفي سنغافورة، الدولة التي تُعد من أنجح النماذج العالمية في الحوكمة والابتكار، اتسم الاستقبال بطابع رسمي رفيع، مشددًا على أهمية الشراكة الاقتصادية والتنموية بين البلدين.
أما في باكستان؛ فقد كان الاستقبال بمزيج من الود الشعبي والرسمي، يعكس علاقة تاريخية وعاطفية تجمع الشعبين منذ عقود.
المثير للانتباه في هذه الجولة أن الدول التي شملتها تنتمي جميعها إلى الفضاء الآسيوي الواسع، ذلك الشرق الذي كثيرًا ما يجمعه الحس الإنساني المشترك والدفء الثقافي، رغم اختلاف اللغات والأعراق. وقد شكّلت الحفاوة التي قوبل بها جلالته صورة حية لهذا الشرق المضياف، الذي يستقبل ضيوفه بما يليق بتقاليده العريقة وروحه المتواضعة والعامرة بالاحترام.
إن الترحيب اللافت بجلالة الملك لم يكن مجرد بروتوكولاً دبلوماسيا، بل كان تعبيرًا عن تقدير هذه الدول للدور الكبير الذي يلعبه الأردن في تعزيز الأمن والاستقرار، وفي بناء جسور الحوار بين الشرق الأوسط وآسيا، وبين العالم الإسلامي والمجتمع الدولي.
الحفاوة التي رافقت الزيارة لم تكن إلا انعكاساً لنجاح الدبلوماسية الأردنية القائمة على الاعتدال، والموثوقية، والواقعية السياسية. فالأردن، بقيادة جلالة الملك، بات يُنظر إليه كطرف يمكن التعويل عليه في ملفات السلام، ومحاربة التطرف، وتعزيز التعاون الاقتصادي والتنموي.
| 1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
17-11-2025 10:22 AM
سرايا |
| لا يوجد تعليقات | ||