12-11-2025 09:02 AM
بقلم : د. صخر محمد المور الهقيش
الأردن، قلب الشرق الأوسط النابض، ليس مجرد أرض، بل رمزٌ للإرادة التي لا تنكسر، والحضارة التي تتحدى الزمن. من جبال الشراه الشامخة إلى مياه البحر الميت الصافية، ومن صخور البتراء العريقة إلى صحراء وادي رم المهيبة، وصولًا إلى شواطئ العقبة الساحرة، يتجلّى التنوع الطبيعي والتاريخي كلوحة فنية نادرة.
كل زاوية في الأردن تحكي قصة إبداع وتجربة لا تُنسى، ليغدو مقصدًا سياحيًا عالميًا يجمع بين التاريخ والمغامرة والجمال الطبيعي في مشهد واحد مدهش.
في الأردن، كل تحدٍّ هو فرصة، وكل صعوبة مدخلٌ للابتكار. فشعبه بعزيمته وإرادته الصلبة يحوّل الصعاب إلى إنجازات، ويؤكد أن شحّ الموارد لا يقهر عزيمة الأردنيين. إن رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم وسمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني هي رؤية ملكية ثاقبة تستشرف المستقبل، وتحوّل التحديات إلى محركات للنمو المستدام، من خلال تعزيز الابتكار في الطاقة المتجددة والتعليم والبنية التحتية والسياحة، لتصبح المملكة بيئةً خصبةً للاستثمار والتنمية، ومقصدًا عالميًا تتجسد فيه عظمة الطبيعة والتاريخ معًا.
كما تلعب جلالة الملكة رانيا العبدالله المعظمة دورًا محوريًا في بناء مجتمعٍ مستدام، من خلال المبادرات التعليمية والإنسانية والصحية التي تمكّن الإنسان وتفتح أمامه آفاق الإبداع والعطاء، لتصبح كل مبادرةٍ شعلةَ نورٍ تضيء طريق الأردن نحو المستقبل.
وانطلاقًا من هذه الرؤية، فإن تطوير التشريعات والقوانين الخاصة بالسياحة والاستثمار يشكل ركيزةً أساسية لضمان استدامة النمو. ويحتاج الأردن إلى تحديث الإطار التشريعي لتسهيل تأسيس المشاريع وحماية حقوق المستثمرين، وتشجيع إنشاء مناطق سياحية متكاملة تشمل الفندقة والنشاطات الثقافية والرياضية والمغامرات الصحراوية، مع تقديم حوافز ضريبية مشجعة. وفي الوقت ذاته، يجب حماية المواقع الطبيعية والأثرية من التعديات عبر تشديد العقوبات وتفعيل الرقابة، وتشجيع المشاريع السياحية البيئية المعتمدة على الطاقة النظيفة، وتدريب الكوادر على إدارة السياحة المستدامة.
ولتعزيز هذه المسيرة، من الضروري سنّ تشريعاتٍ تحفّز الاستثمار في الطاقة المتجددة والبنية التحتية الذكية، وتوفّر بيئةً قانونية مرنة لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة في قطاعات السياحة والزراعة والطاقة. كما ينبغي تسهيل إجراءات الترميم والتطوير للتراث الثقافي والأثري وفق المعايير الدولية، وتشجيع البحث العلمي والاستكشاف السياحي، وضمان الشراكة بين القطاعين العام والخاص في إطارٍ من الشفافية والاستدامة. إن إنشاء صناديق تمويل وطنية لدعم المشاريع السياحية والثقافية يمثل خطوةً عملية لترسيخ الأردن كنموذجٍ عالمي في إدارة الموارد وتحقيق الريادة المستدامة.
كرجل قانون ومحبٍ للوطن وقيادته الهاشمية، أؤمن أن قوة الأردن الحقيقية تكمن في التشريعات الحكيمة والرؤية المستنيرة التي تحمي الموارد وتوجّه الاستثمار نحو المستقبل. فدعم السياحة البيئية والاستثمار المستدام سيجعل الأردن وجهةً عالمية فريدة، ونموذجًا للريادة والاستدامة، ومصدر فخرٍ لكل الأردنيين.
الأردن ليس مجرد وطن، بل رحلةُ ملحمةٍ ومغامرةٍ وإبداع. بين رمال وادي رم الذهبية ومياه العقبة الفيروزية، وأعمدة البتراء الخالدة وسكون البحر الميت، تتجسد رسالة الإصرار والتحدي، حيث تتحول التحديات إلى فرص، والمستحيل إلى إنجاز.
حمى الله قيادتنا الهاشمية المظفرة، وجيشنا العربي المصطفوي، وأجهزتنا الأمنية الباسلة؛ ليبقى الأردن دائمًا منارةً للريادة والاستدامة، ووجهةً عالمية تجمع بين التراث والحداثة، وبين الحلم والواقع.
| 1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
12-11-2025 09:02 AM
سرايا |
| لا يوجد تعليقات | ||