حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,16 نوفمبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 4501

د.عاصم منصور يكتب: العزلة الدولية وخيارات دولة الاحتلال

د.عاصم منصور يكتب: العزلة الدولية وخيارات دولة الاحتلال

د.عاصم منصور يكتب: العزلة الدولية وخيارات دولة الاحتلال

12-11-2025 08:22 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د.عاصم منصور
“نحن نواجه موجة تسونامي حقيقية وتزداد سوءًا، العالم لم يعد معنا” هذا النص نقله تقرير منسوب إلى مسؤول رفيع في وزارة الخارجية في دولة الاحتلال، وهذه الحقيقة التي لا يستطيع تجاهلها حتى رئيس الوزراء المطلوب للعدالة الدولية والذي اعترف بأن دولة الاحتلال تواجه “نوعاً من العزلة قد تستمر لسنوات”، مضيفاً أنه “ليس لدينا خيار سوى الوقوف بمفردنا”.

لقد تركت السنتان الماضيتان دولة الاحتلال مثقلة بالإتهامات والادانات من هيئات دولية مرموقة، وأصبحت موصومة بأسوأ النعوت القانونية والأخلاقية من قبيل “جرائم الحرب” و”الإبادة الجماعية”، ولم تعد بروباغندا “الكارثة والبطولة” و”الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط” تلقيان الاهتمام الكافي من الجمهور الواسع في الغرب خصوصا الأجيال الجديدة منه، والتي صحت على مشاهد القتل والدمار الصادمة التي تتناقض مع كل قيمة عرفوها ومبدأ آمنوا به.
من بين الظروف الاستثنائية التي مكّنت دولة الاحتلال من البقاء والازدهار كان الدعم الغربي المطلق على مدى عقود طويلة، والذي شكّل حجر الزاوية في استراتيجيتها منذ التأسيس، وقدّم شبكة متكاملة من الدعم السياسي والعسكري والاقتصادي، وقبل ذلك الاحتضان الايديولوجي والأخلاقي، وبدونه كانت ستصبح الدولة العبرية كياناً منبوذاً في وضع لا يختلف عن نظام الفصل العنصري البائد في جنوب افريقيا.
فملايين الأوروبيين وطلاب الجامعات الأميركية الذين خرجوا إلى الشوارع طوال الشهور السابقة، والتي تعززها نتائج استطلاعات الرأي المتتابعة، تشكل قوة يمكن أن تكون مؤثرة بشكل حاسم في الصراع على المدى المنظور، فقد وقفت الولايات المتحدة وحيدة تدافع عن دولة الاحتلال في أكثر من مناسبة وتتلقّى دروساً في الأخلاق في مجلس الأمن، ووقف “نتنياهو” يخاطب قاعة شبه فارغة في الامم المتحدة في مشهد لم تشهده المنظمة الأممية، ممّا يدلل على هشاشة الدعم للمديات المتطرفة التي بلغتها الحكومة الصهيونية.
ومع تآكل الدعم التقليدي من الأوساط الليبرالية وقوى الوسط واليسار في الغرب، لم تجد إسرائيل من تتحالف معه سوى قوى اليمين الفاشي والمتطرف حول العالم. وهذا التحالف ربما يضر المشروع الاسرائيلي أكثر مما ينفعه لعدم انسجامه مع الفكرة المركزية في الخطاب الصهيوني والتي تأسست على فكرة “معاداة السامية”. كما أن هذا التحالف لا يستند إلى أسس مبدئية وقد ينقلب بسهولة، كما برز مؤخراً داخل حركة “ماغا” الأميركية.
وفي ظل محدودية الخيارات الإسرائيلية، وحاجتها الماسة لاستعادة الموقع الضروري في المنظومة الغربية في مواجهة العزلة المتزايدة، قد تلجأ الحكومة المتطرفة إلى استراتيجيات غير تقليدية لإعادة تشكيل الرأي العام الغربي مثل توظيف وتغذية ظاهرة الإسلاموفوبيا، كما يقول البروفيسور البريطاني ديفيد ميلر أن “الإسلاموفوبيا ليست مجرد حالة عرضية من العنصرية والكراهية بل هي أداة صهيونية ممنهجة تخدم أهدافاً سياسية”. وقد يتطلب الأمر حدثاً أو حوادث تهيئ الأجواء لذلك، ولن تعدم أن تجد من يعينها على ذلك، وبغير قصد غالبًا.
بالرغم مما تمتلكه دولة الاحتلال من إمكانيات هائلة أظهرت الكثير منها في الشهور الماضية، إلاّ أن الحديث عن الخطر الوجودي على دولة الاحتلال بشكلها العنصري الحالي يُطرح في كل مكان تقريباً، ومن بين السيناريوهات المطروحة، نموذج دولة الفصل العنصري في جنوب إفريقيا وهو ما لخصه السيد لكس تاكنبرغ، المدير السابق لعمليات الأونروا، الذي رأى أن المشاهد الدولية “تعكس المزاج الدولي تجاه إسرائيل بشكل لا لبس فيه، وهي نفس المشاهد التي واجهها نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا قبل سقوطه”.








طباعة
  • المشاهدات: 4501
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
12-11-2025 08:22 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل يرضخ نتنياهو لضغوط ترامب بشأن إقامة دولة فلسطينية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم