12-11-2025 07:58 AM
بقلم : د. زياد جلال الحنفي
لم يعد الذكاء الاصطناعي حكاية خيال علمي، بل واقع يعيش بيننا. يقرر من تُقبل سيرته الذاتية، وما نراه في شاشاتنا، وكيف تُدار مؤسساتنا. إنه العقل الذي صنعناه، ثم بدأ ببطء يعيد تشكيل حياتنا على صورته.
لكن ماذا يحدث حين يخطئ هذا العقل؟ من يتحمل الذنب: المبرمج؟ الشركة؟ أم نحن جميعًا؟
الإنسان في مرآة خوارزمياته: الذكاء الاصطناعي لا يتعمد الإساءة، لكنه يعكس ما نُطعمه من بيانات، وما نحمله من تحيزات وأخطاء. عندما ترفض خوارزمية طلب توظيف أو تنشر معلومة مضللة، فهي في الحقيقة تكشف عن خللٍ فينا قبل أن تكشف عن عيبٍ فيها. لقد صممناه ليكون ذكياً، لكننا نسينا أن نمنحه إنسانية.
مسؤولية مشتركة: المسؤولية لم تعد فنية ولا قانونية فحسب، بل أخلاقية ومجتمعية.
على الشركات أن تتحلى بالشفافية، والحكومات أن تضع تشريعات عادلة، والمؤسسات التعليمية أن تبني وعياً رقمياً ناقداً، أما المستخدمون فعليهم أن يدركوا أن كل تفاعل، وكل "نقرة"، تصنع ملامح عالمهم الرقمي القادم.
نحو وعيٍ جديد: لسنا بحاجة إلى تكنولوجيا أذكى بقدر حاجتنا إلى إنسانٍ أعمق وعياً.
فالتقنية التي بلا ضمير، كالسفينة بلا بوصلة. والمجتمع الذي يتركها بلا قيم، سيغرق في فوضى رقمية تبتلع الإنسان نفسه. الذكاء الحقيقي ليس في كفاءة الخوارزميات، بل في قدرتنا على توجيهها نحو الخير العام.
ختامًا: الذكاء الاصطناعي لا يهددنا لأنه قوي، بل لأننا ضعفنا أمام سحره.
المستقبل لن يصنعه الذكاء وحده، بل إنسانٌ يعرف كيف يكون مسؤولاً عن ذكائه.
حين نعيد وصل التقنية بالضمير، يمكننا أن نحلم بعالمٍ رقمي يخدم الإنسان لا يستبد به.
| 1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
12-11-2025 07:58 AM
سرايا |
| لا يوجد تعليقات | ||