حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,10 نوفمبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 3362

محمد يونس العبادي يكتب: التسامح والحوار تقليد سياسي للعرش الهاشمي

محمد يونس العبادي يكتب: التسامح والحوار تقليد سياسي للعرش الهاشمي

محمد يونس العبادي يكتب: التسامح والحوار تقليد سياسي للعرش الهاشمي

10-11-2025 11:56 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : محمد يونس العبادي
في التاريخ الأردني الحديث مثلت المعارضة الأردنية منذ تأسيس الإمارة عام 1921م حالة متميزة ومتفردة عن الدول المحيطة بها من ناحية المحتوى ولغته ومفاهيمه، فكانت أقرب إلى الحوارات منها إلى المعارضة بمفهومها السياسي، ويمكن للمتأمل في التاريخ الوطني أن يقرأ كثير من الأسماء التي عارضت وعادت إلى تسلم مواقع قيادية في الدولة، فالمعارضة جاءت بسياسيين وأنتجت مساحات من الحوار لا يمكن إغفالها لليوم، وقد استطاعت خلق تقليد سياسي متبع ونابع من تسامح الهاشميين وسعة صدرهم.

فقد ورد في وثيقة من مئات الوثائق مؤرخة 15/8/1933م أنه حضر إلى القصر أمس كل من سعيد بك المفتي وهاشم بك خير ومصطفى باشا المحيسن وصالح باشا العوران والشيخ سليمان أبو جفين وعطوي باشا المجالي وإبراهيم أفندي الشويحات وآخرون يحملون إلينا عريضة من اللجنة التنفيذية للمؤتمر الأردني السابق لاغية بما للمؤتمر الأخير من حق التمثيل الصحيح وتبحث عن مسلك صحيفة الميثاق الصادرة في عمان 1933م وانحياز الحكومة لها وما إلى ذلك وفيها شكوى على هذه الصحيفة لسمو أمير البلاد وهذه الصحيفة أول صحيفة حزبية في عهد الإمارة وكانت تعتبر نفسها ناطقة بلسان حزب اللجنة التنفيذية للمؤتمر الوطني (1929م) برئاسة الشيخ حسين الطراونة وتولى تحريرها عادل العظمة والدكتور محمد صبحي أبو غنيمة.

وقد جاء بالرد من أمير البلاد، لقد أخذتم وعد بأن تلك الصحيفة اعتباراً من العدد الرابع ستكون جديرة بالاحترام بعيدة عن الشخصيات... ويضيف يسرنا من صميم الفؤاد أن نرى أبناء بلادنا المفكرين فيها متآلفين غير متباغضين، كما تضمن رده الفخر بهذه الحوارات السياسية الجارية وأنهم بذلك يخدمون بلادهم ويحترمون شخصياتهم ولا يهدم بعضهم بعضاً ويختم بأن في غير ذلك خراب البلاد وفساد العباد وهذا لا نريده.

ولا يزال الأردنيون يستذكرون في أحاديثهم تاريخ وزراء وسياسيين تسلموا مواقع في الدولة ولغاية الآن هي حالة سياسية متجذرة في المشهد السياسي الأردني.

وعندما تصل الأمور إلى حالة من الانسداد السياسي يتنادى السياسيون الأردنيون معارضة وموالاة للجلوس معاً، كما عبر عن ذلك الميثاق الوطني الأردني زمن الملك الحسين بن طلال حيث جلس الجميع وبالحوار وصل الأردنيون جميعاً قيادة وموالاة ومعارضة إلى رحاب الديقمراطية.

واليوم ومع شح النخب في المشهد السياسي ليس في الأردن فحسب ولكن في المنطقة كلها خاصة والعالم عامة باتت الدول والمجتمعات تعاني من ساسيين هواة بعيدين كل البعد عن الحوار واحترام الرأي والرأي الآخر والتعصب والتطرف في الطرح والتمسك به، وهؤلاء على قلتهم نراهم يمارسون انتهازية (مفرطة) وغوغائية (بليدة) ولا يمثلون حالة (الحوار) وهذه فئة لا يعول عليها إلا في حدود التسلية السياسية. ومع ذلك يوجد لدينا معارضة محترمة ومقدرة وتملك أدوات نقدية وساحات حوار ونقاط التقاء وإجماع نابع من تاريخ الوطن وقيمه بفضل السياسة الهاشمية الحكيمة.











طباعة
  • المشاهدات: 3362
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
10-11-2025 11:56 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك، هل تنتقل المعارك والمواجهات إلى الضفة الغربية بعد توقف الحرب بين "إسرائيل" وحماس في غزة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم