حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,9 نوفمبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 4771

د. سالم نايف الكركي يكتب: الكرك بين صخور التاريخ وأحلام الأبطال

د. سالم نايف الكركي يكتب: الكرك بين صخور التاريخ وأحلام الأبطال

د. سالم نايف الكركي يكتب: الكرك بين صخور التاريخ وأحلام الأبطال

09-11-2025 10:31 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. سالم نايف الكركي
الكرك تلك المدينة التي تقف شامخة على هضاب الجنوب، تحمل في طياتها عبق التاريخ وذكريات الأبطال، وقلعتها التي تروي قصص العزّ والصمود. مدينة قدمت للوطن رجالًا أوفياء وضحت بالكثير ليظل الأردن شامخًا وعزيزًا، سطّرت اسمها بمداد التضحية والوفاء وجعلت من ولائها عنوانًا لكل الأردنيين. منذ تأسيس الدولة، كانت الكرك حاضرة في كل الميادين، تساهم في بناء الوطن، وتقدّم نموذجًا يحتذى به في الصبر والعطاء.

ومع ذلك، تبدو اليوم وكأنها خارج خارطة التنمية، تُهمّش مشاريعها، وتتجاهل خططها، وتظل مطالبها معلقة كوعود على الورق، لا تجد طريقها إلى التنفيذ. كأنها مدينة تنزف بصمت طويل، تنتظر من يسمع صوتها ويقدر تاريخها، بينما وعود المسؤولين تتبخر قبل أن تصل إليها. وما يزيد الألم أن هذا التهميش لم يأتِ فقط من البعيدين عنها، بل من بعض أبنائها الذين وصلوا أعلى المناصب، والذين يتغنون بالكرك في خطاباتهم ومناسباتهم رغم بعدهم عنها، وجعلوها جسرًا يعبّرون من خلاله عن أهدافهم الشخصية، تاركين هموم المدينة الحقيقية على هامش الطريق، وكأن ولاءهم للكرك يقتصر على الكلمات والصور، بينما الواقع يعكس النقيض تمامًا.

ومن قلب الكرك خرج رجال لا يُقهرون، يحملون في صدورهم ولاءً وانتماءً يكفي لإشعال روح الوطن كله. رجال كالصخر تحت الرماد، ينتظرون الفرصة ليُثبتوا أن الكرك ما زالت قلبًا نابضًا لا يموت، وأن جذورها في الأرض أعمق من أن تُقتلع بالإهمال أو النسيان. في كل شارع من شوارعها قصة صبر، وفي كل بيت ذاكرة نضال وعزة. هؤلاء الرجال هم روح المدينة الحية، وهم الأمل الذي سيعيد للكرك مكانتها ويجعلها مضرب المثل في الولاء والانتماء، فلا مجال للخذلان بعد اليوم.

الكرك مدينة الكبرياء والعزة التي لا تنحني، وإن طال انتظارها. لا تطلب صدقات تنموية، ولا تبحث عن شفقة، بل تطالب بحقها الطبيعي في التنمية العادلة، والاعتراف بمكانتها التاريخية، وإعطاء أبنائها الفرصة ليحققوا ما وعدوا به الوطن منذ زمن طويل. فهي تستحق مشاريع تليق بتاريخها، وخدمات تعكس تضحيات أبنائها، واهتمامًا يليق بتاريخها ومكانتها في قلب الأردن.

لقد آن الأوان لكل مسؤول، ولكل حامل لقب، ولكل من ينادي بالعدل، أن يرى الكرك كما هي، ويعيد لها حقها الذي طال انتظاره. فالتاريخ لا يرحم، والكرك لا تنسى من أنصفها ولا من خذلها.
الكرك ليست مجرد مدينة، إنها ذاكرة وطن، وضمير أمة، وهي رمز للوطنية الحقيقية. وستبقى، رغم الإهمال، شامخة، تنبض بالعزة، وتقول لكل الأردنيين:

أنا الكرك… لا أموت، لا أنحني، ولا أنسى، وأنا القلب الذي يعرف معنى الولاء والانتماء، رغم كل من غنّى بي لأهدافه، ولم يكن لي يومًا معي.








طباعة
  • المشاهدات: 4771
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
09-11-2025 10:31 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك، هل تنتقل المعارك والمواجهات إلى الضفة الغربية بعد توقف الحرب بين "إسرائيل" وحماس في غزة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم