حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,9 نوفمبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 4495

تهاني روحي تكتب: الإعلام وحقوق الإنسان .. شراكة تعيد الثقة المفقودة

تهاني روحي تكتب: الإعلام وحقوق الإنسان .. شراكة تعيد الثقة المفقودة

تهاني روحي تكتب: الإعلام وحقوق الإنسان ..  شراكة تعيد الثقة المفقودة

09-11-2025 09:20 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : تهاني روحي
في زمنٍ تتزايد فيه التحديات الحقوقية والإنسانية، يصبح الحوار بين المؤسسات الإعلامية والحقوقية أكثر من ضرورة، بل مساحة مشتركة لبناء الثقة التي تآكلت في منطقتنا بعد سنوات من الاضطرابات والأحداث المتسارعة. فالإعلام لم يعد ناقلًا للخبر فقط، بل شريكًا أساسيًا في تشكيل الوعي الجمعي وحماية القيم الإنسانية، كما أكدت رئيسة مجلس أمناء المركز الوطني لحقوق الإنسان، سمر الحاج حسن، خلال لقاء أولي جمع المركز بعدد من الصحفيين والإعلاميين، في خطوة تعيد التأكيد على أن الدفاع عن حقوق الإنسان يبدأ من القلم والعدسة والمايكروفون.


السؤال الذي يفرض نفسه اليوم على الإعلاميين هو: كيف نعيد الثقة في منظومة حقوق الإنسان، وخاصة لدى الشباب؟ وكنت قد تناولت في مقال سابق نتائج صادمة كشفتها دراسة لمؤسسة الملك حسين للبحوث والدراسات، أظهرت أن نسبة كبيرة من الشباب في الأردن تفتقر إلى معرفة كافية بمفاهيم حقوق الإنسان وآليات حمايتها، بل إن كثيرين لا يعرفون بوجود المركز الوطني لحقوق الإنسان أو كيفية الوصول إليه وتقديم شكوى. هذا الغياب في الفهم الحقوقي خلق فجوة واضحة بين المواطن والمؤسسات، وجعل القضايا الحقوقية تبدو بعيدة عن الواقع اليومي للناس، خصوصًا في المحافظات، هذا ما أكدته الحاج حسن بأن المواطنين هناك يفتقدون اللقاء المباشر مع موظفي المركز، ويعزفون عن التواصل عبر الموقع الإلكتروني أو الخط الساخن.
وخلال اللقاء، أشار المفوض العام للمركز د. جمال الشمايلة إلى أن مثل هذه اللقاءات تهدف في جوهرها إلى إعادة بناء الثقة بين المركز والإعلام، مؤكدًا أن ذلك يتطلب مقاربة إعلامية جديدة يكون فيها الإعلام شريكًا لا خصمًا للمؤسسات الحقوقية، يمارس دوره الرقابي بمهنية وموضوعية، بعيدًا عن التحيّز والتهويل، ويقدّم قصصًا إنسانية حقيقية تلامس الواقع والمعاناة بدل الاكتفاء بنقل البيانات والتصريحات الرسمية.
المطلوب اليوم أن نرتقي بملف حقوق الإنسان من كونه مادة موسمية تُطرح في مناسبات محددة، إلى حضورٍ دائم في الخطاب الإعلامي العام. فحقوق الإنسان ليست ملفًا منفصلًا عن قضايا الفقر والبطالة والتعليم والصحة وحقوق المرأة والطفل وحتى قضايا الحيوانات الضالة، بل هي نسيج متكامل يعكس صورة المجتمع ووعيه وتطوره. لذلك نحتاج إلى إعلام يُحوّل القضايا الجافة إلى قصص حية تنبض بالأمل، وتمنح الضحايا صوتًا، وتعيد للمجتمع ثقته بأن التغيير ممكن حين يُسمع الصوت وتُحترم الكرامة.
اللقاءات الدورية بين المركز الوطني لحقوق الإنسان والإعلاميين خطوة في الاتجاه الصحيح، لكنها يجب أن تتطور إلى آلية مستدامة للتشاور والتنسيق، تُبنى عليها حملات توعية وبرامج مشتركة تعزز ثقافة حقوق الإنسان في المجتمع، وتفتح قنوات حقيقية للتواصل بين المؤسسات والمواطنين. ففي ظل التغيرات السياسية والاجتماعية التي نعيشها، يبقى الإعلام الواعي الضمانة الأولى لحماية الكرامة الإنسانية. وإذا كان غياب الثقة سمة هذه المرحلة، فإن بناء الشراكات القائمة على المصداقية والشفافية هو الطريق الوحيد لاستعادتها.











طباعة
  • المشاهدات: 4495
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
09-11-2025 09:20 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك، هل تنتقل المعارك والمواجهات إلى الضفة الغربية بعد توقف الحرب بين "إسرائيل" وحماس في غزة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم