03-11-2025 11:33 AM
بقلم : العميد المتقاعد حسن فهد ابوزيد
نسمع في حياتنا اليومية، وخصوصًا في تعاملاتنا التجارية أو الاجتماعية أو حتى في علاقات المصاهرة والصداقة، العبارة الشعبية: "اللي بخاف من الله لا تخاف منه".
عبارة بسيطة في ظاهرها، لكنها تختصر معنى الثقة والنقاء في التعامل، وتعبر عن الاطمئنان لمن يجعل مخافة الله ميزانًا لأفعاله.
وفي زمنٍ تتكاثر فيه التحديات، وتتداخل فيه الملفات الإقليمية والدولية، وحين تنعدم الثقة بين الرئيس والمرؤوس في كثير من البيئات، يقف الأردن الأشم بقيادته الهاشمية بثباتٍ استثنائي نابعٍ من عمق العلاقة المتينة بين القائد وشعبه.
عبارة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين: "لا أخاف إلا الله، وفي ظهري الأردنيون"، ليست مجرد كلماتٍ عابرة، بل رسالة وطنية عميقة تُلخّص طبيعة العلاقة بين القيادة والشعب. إنها تعبير عن الثقة المتبادلة، وعن الولاء والانتماء الذي يشكل عماد استقرار هذا الوطن وركيزته الصلبة.
منذ أن تولّى جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين العرش، أدرك أن قوة الأردن الحقيقية لا تكمن في موارده الطبيعية المحدودة، بل في الإنسان الأردني: الجندي المخلص، والمواطن الواعي، والشعب الصابر الصادق الذي يدرك ما يواجهه وطنه من تحدياتٍ ومخاطر.
ولم تكن العلاقة بين الملك والأردنيين يومًا علاقة حاكمٍ بمحكوم، بل علاقة أخٍ كبيرٍ بأهله، قوامها الاحترام المتبادل والمصداقية والصدق في المواقف.
جلالة الملك قريبٌ من شعبه، يعيش همومه، ويتحسس احتياجاته، فهما كالجسد والروح، متلازمان في كل الظروف.
مرَّ الأردن ويمرُّ بظروفٍ اقتصاديةٍ وسياسيةٍ معقدة، في منطقةٍ ملتهبة وغير مستقرة، لكنه يخرج دائمًا مرفوع الرأس؛ لأن في المقدمة قائدًا لا يخاف إلا الله، ومن خلفه شعبٌ لا يعرف إلا الولاء والانتماء.
وعندما يتحدث جلالته عن الإصلاح، أو عن الموقف الأردني الصلب تجاه فلسطين والقدس، فإنه لا يتحدث بلسان السياسة فحسب، بل بلسان الشعب — تلك “الأسرة الكبيرة” كما يسميها جلالته — في تعبيرٍ عن وحدة المصير.
قلّما نجد مثل هذه العلاقة في أي مكان آخر؛ قيادة هاشمية متصلة نسبًا بالرسول الأعظم ﷺ، وشعبٌ وفيٌّ صادق الانتماء.
هذه الحقيقة ليست مجاملة ولا دعاية، بل واقعٌ يعيشه كل أردني، رغم صعوبة الحياة وضنكها، فالقيادة بالنسبة للأردنيين خط أحمر، والولاء والانتماء راسخان في الوجدان.
لقد مرّ على الأردن ما سُمّي بـ"الربيع العربي"، واهتزت خلاله أنظمةٌ وسقطت دول، لكن الأردن بقي ثابتًا، لأن الثقة بين القائد والشعب لم تهتزّ، فحُفظ الأمن، واستقر الوطن، وبقيت الراية مرفوعة.
في كل مرةٍ تتعالى فيها أصوات الخارج أو تشتد الضغوط السياسية، يرد الأردنيون بصوتٍ واحد: نقف خلف الملك.
هذه الثقة المتجددة هي سرّ استقرار الأردن وسط عواصف المنطقة، وهي التي جعلت من الموقف الأردني مهابًا ومحترمًا في كل المحافل الدولية.
الأردني لا يساوم على وطنه، ولا يزايد على قيادته، لأن الرابط بينهما عقد شرفٍ ووفاءٍ ومصيرٍ مشترك.
ختامًا
حين يقول جلالة الملك: "لا أخاف إلا الله، وفي ظهري الأردنيون"، فهو لا يعلن موقفًا سياسيًا فقط، بل يرسخ حقيقة وطنية متجذّرة:
أن أمن الأردن وكرامته واستقراره تُصان بتلاحم القيادة والشعب، بتلك المعادلة الخالدة التي لا تتغير:
قيادة لا تخاف إلا الله... وشعبٌ لا يعرف إلا الوفاء.
حفظ الله الأردن — ملكًا، وحكومةً، وشعبًا، وجيشًا — جيشًا تُرفع له القبعات.
نقطة أول السطر...
| 1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
03-11-2025 11:33 AM
سرايا |
| لا يوجد تعليقات | ||