حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,3 نوفمبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 8091

م .صلاح طه عبيدات يكتب: تداعيات وطن ..

م .صلاح طه عبيدات يكتب: تداعيات وطن ..

م .صلاح طه عبيدات  يكتب: تداعيات وطن  ..

02-11-2025 01:11 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : م. صلاح طه عبيدات
كأنّ الوطن، في جوهره الأعمق، ليس أرضًا وحدودًا فحسب، بل كائنٌ حيٌّ يتنفس من صدور أبنائه، ويئنّ حين يطول عليه الصمت، ويشفى حين يصدح فيه الأمل.
لقد مرّت على هذا الوطن مواسم من العطش، وغبار القحط تراكم على وجه الأيام، حتى أوهنت عزيمته فئةٌ من المرجفين، الذين لم يدركوا أن للأوطان أرواحًا لا تموت، وأنَّ الجذور، مهما غمرها الرمل، تعرف طريقها نحو الضوء.

في خضمّ هذا الضباب، انبثق صوت الملك، كنبضٍ في صدر الصحراء، يزيح عن الروح ركام السنين العجاف، ويعيد إلى الأفق لونه الأول.
كان خطاب العرش السامي ليس كلماتٍ تُلقى، بل رؤيا تُستشرف، وفكرًا يطلّ من شرفة الحلم، ينادي على الغد أن يقترب.
خطابٌ جاء لا ليصف الحال، بل ليوقظ الهمم، ويذكّر بأنّ التحديث ليس نزوة زمن، بل مسارُ بقاء، وأنّ الاقتصاد والسياسة وجهان لنهضةٍ واحدة، تُبنى بالوعي كما تُبنى بالإرادة.

إنها رؤية الملك التي تتجاوز التفاصيل إلى جوهر المعنى، رؤيةٌ تُدرك أن الإصلاح ليس ترميمًا لما تهدّم، بل إعادة خلقٍ للإنسان الأردني ذاته؛ أن يُصبح أكثر وعيًا بحريته، أكثر إيمانًا بقدرته، وأكثر ارتباطًا بتراب وطنه الذي لا يُباع ولا يُشترى.

وطنٌ قد يدخل غرفة الإنعاش حينًا، لكنه لا يمكث فيها طويلًا.
فما إن يلامس جبينه نسيم القيادة الحكيمة، حتى ينبض قلبه من جديد، وينهض كعملاقٍ من رماده، شامخًا كجبل عجلون، نقيًّا كينابيع الكفارات، صلبًا كصخور الطفيلة، رحبًا كسهول الكرك والمفرق، مؤمنًا أن الحياة لا تُستعان عليها باليأس، بل بالإصرار.

هذا هو الأردن...
ليس وطنًا صغيرًا تحكمه المساحة، بل فكرةٌ كبرى تسكن الوجدان.
هو ذاكرة التاريخ، ومعنى الكرامة، ومختبر الزمن الذي لم يخذله يومًا.
يقوده ملكٌ يرى في شعبه المعجزة، وفي مستقبله وعدًا، وفي كل أزمةٍ فرصةً لتجديد الروح.

إنه وطنٌ لا يُقاس بما يملك من موارد، بل بما يحمل من إرادة.
وطنٌ تعلّم من شدّته كيف ينهض، ومن قِلّته كيف يغتني بالعزيمة، ومن موقعه في قلب العاصفة كيف يكون قلبًا للعالم في التوازن والعقلانية.

هذا هو الأردن...
الحلم الذي لا يشيخ، والجرح الذي لا ينزف، لأنّ قيادته تعرف كيف تُعيد للحياة معناها، وللوطن اسمه، وللأمل لغته.
هو النهوض الدائم بعد كل كبوة، هو المعجزة المتكررة في تاريخٍ لا يتعب من كتابة ذاته من جديد.











طباعة
  • المشاهدات: 8091
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
02-11-2025 01:11 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك، هل تنتقل المعارك والمواجهات إلى الضفة الغربية بعد توقف الحرب بين "إسرائيل" وحماس في غزة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم