بقلم : الدكتور فارس العمارات
نهج الأردن نهجا متميزا في تقديم المساعادات الإنسانية واغاثة الاهل في قطاع غظة بشكل لافت وغير مسبوق ، حيث استخدام القوة الناعمة من خلال المُساعدات الإنسانية التي تقدمها للاخوة في غزة من خلال الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية كذراع انساني معترف به وموثوق وقادر على إيصال المساعدات لمستحقيها. وأكسبها مكانة مرموقة على الساحة الدولية، كما نجحت في بناء سمعة عالمية إيجابية ولاسيما بعدما أصبحت اليوم واحدة من أبرز المنظمات التي تنظم عمليات الإغاثة والمسُاعدات الإنسانية في العالم. كما أسهمت الجهود الإنسانية الأردنية من خلال الهيئة الخيرية الاردنة الهاشمية في تعزيز صورة الأردن المشرقة ؛ كدولة تسعى لتحقيق السلام والتنمية المسُتدامة؛ المتمثلة في مكافحة الفقر والجوع ، وتمكين الانسان من العيش بسلام وعدالة .مما يُعزز قوتها الناعمة على المستوى الدولي، فضلا عن ربط كل المجالات الاغاثية بالامننه ،حيث انطلق الأردن من ما استند اليه باري بوزان في كتابة الناس والدول والخوف على ان امن الجماعات الإنسانية يتأثر بعوامل خمس منها الاقتصادية والاجتماعية والبيئة .وتحويل مسالة الإنسانية والإغاثة ومكافحة الجوع الى قضية امنية تتعلق بحياة وأمن الاشقاء في غزة ، وحقهم في العيش والحصول على الغذاء والدواء والماء ما يمكنهم من الاستمرارية في الحياة في بيئة آمنة، وقام الأردن باستخدام دبلوماسية الاغاثية والإنسانية بضرب العدو في نقاط ضعفه كما في فلسفة الفيلسوف الصيني سون تزو ، وتجنب المعارك التي لا يمكن ربحها، وهي مسالة التجويع والذي قام الأردن بضربها بارسال المساعدات الإنسانية والإغاثة الى غزة وكسر التجويع من خلال الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية والحفاظ على استمراريتها بالرغم من تضييق العدو على عملية ايصالها ، ولم يقوم الأردن بدلوماسية الاغاثية والإنسانية من خلال التركيز على غزة فقط .بل قام بنشرها في فلسطين كاملة من مبدأ غزة جزء من فلسطين ، وليس هي كلها ، وشرع في إقامة مستشفيات في عدة مناطق في فلسطين ، فضلا عن إيصال المساعدات الى الاهل هناك ، يعتمد الأردن في دبلوماسية الإنسانية والاغاثية على الصدام . بل اعتمد على انتقاء الحرب بعناية مع العدو ،حيث لم يحارب بالقوة الصلبة . بل بالدبلوماسية الناعمة والجاذبة والمؤثرة في كسب تأييد الاخرين ، حيث انحاز للإنسانية وليس الحرب بالقوة . حيث اختار ادواتها بعناية ، فاوجعت العدو وهو ما جاء في صحيفة اهارتس ان اكثر ما اوجع العدو الإسرائيلي هو الملك عبدالله الثاني بن الحسين بدلوماسية وحربة الناعمة بالاغاثة الإنسانية لغزة وفلسطين من خلال القوافل والانزلات الجوية المتكررة من خلال التنسيق بين الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية والقوات المسلحة الأردنية سلاح الجوي الملكي سواء من خلال ما تقدمة من مساعدات عاجلة وطائرة او من خلال التشاركية مع منظمات ودول أخرى صديقة وشقيقة في مناطق عدة في قطاع غزة ، واعتمد الأردن دبلوماسية ان تكسب الحرب الإنسانية عليك ان تتقبل الخسائر التي ستلحق بك جراء ما تقوم به من فواعل عدة ، فتقبل الأردن ما اُثير حول الهيئة الأردنية الخيرية الهاشمية وما قدمته وتقدمه طوال عامين ، ونعتها بانها ليست الأداة الفاعلة والموثوقة التي لها القدرة على ان تقوم باعمال الإغاثة لقطاع غزة بكل حيادية ونزاهة فضلا عن انكار دور الأردن الاغاثي والإنساني لفلسطين وغزة وتجاهل استعراض دورها الأساسي إعلاميا والذي كان وما زل هو العمود الفقري الإنساني للاغاثة ودعم فلسطين عامة وقطاع غزة خاصة ، مع البعد عن الفصل بينهما ، وتميز الأردن بدبلومسية المكاشفة وكشف الوجه ، والبُعد عن ارتداء الاقنعة ، والتحدث بوجه طلق بعيد عن المواربة ، وهذا ما ادى الى النظر اليه على انه مُحارب دبلوماسي قوي في ظل ساحات الوغى المتعددة حولة ، فلم يخشى أي لائم او ناعق او مُتمترس خلف الأقنعة ، او جاحد لاي دور يقوم به بالرغم من الغياب الإعلامي الذي لم يقوم بدوره في اظهار الدور الدبلوماسي والاغاثي الكبير لفلطسين عامة وقطاع غزة خاصة وهذا ما جعل المواجهة وجها لوجه في كل ميادين النزالات الدولية والاقليمة ميزة تنافسية تميز بها عن غيره من الذين يتوارون عن القوم من سوء فعلتهم .