حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,2 نوفمبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 3604

د.نهلا عبدالقادر تكتب: الإعلام الإنمائي والإعلام المجتمعي

د.نهلا عبدالقادر تكتب: الإعلام الإنمائي والإعلام المجتمعي

د.نهلا عبدالقادر تكتب: الإعلام الإنمائي والإعلام المجتمعي

02-11-2025 09:02 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د.نهلا عبدالقادر
يحتفل العالم خلال شهر تشرين الأول باليوم الدولي للإعلام الإنمائي، وهو يوم يهدف إلى تسليط الضوء على دور الإعلام في أبراز تحديات التنمية وإشكالياتها لرفع الوعي والعمل في آن واحد عليها.


والحقيقة أن أي حديث عن الإعلام الإنمائي لا يمكن أن يكون بمعزل عن التطرق للإعلام المجتمعي وأهمية وجوده وتقديم التسهيلات كافة ليحقق الوجود على ارض الواقع وليحدث التأثير المنشود.

فالإعلام المجتمعي يشكل أداة رئيسة في تنمية وتقدم المجتمعات؛ وبدونه لا يمكن للإعلام الإنمائي أن يلعب دورا حقيقيا؛ فهو الناقل لقضايا وتحديات وصوت منطقة أو فئة محددة والملاصق لها في تفاصيلها الدقيقة والمعبر عن ضميرها ووجدانها من خلال تغطية مهنية متوازنة، وهو في الوقت ذاته يعمل الإعلام المجتمعي على النهوض بمستوى المعرفة ويرفع وعي هذه المناطق والفئات بحقوقهم وواجباتهم ويسهم في مشاركتهم في عملية التخطيط بالتشارك في إطار المجتمعات المحلية ويقرب وجهات النظر بين الأفراد والجهات المعنية الأمر الذي يترك نتائج واضحة في تلبية احتياجات الأفراد في إطار الإمكانيات المتاحة.
في الواقع إنّ نشأة الإعلام المجتمعي وظهوره في ستينيات القرن الماضي جاء ابتداء كفكرة لإيصال الأصوات المهمشة عندما وجد نشطاء من أقليات معينة تجاهل وسائل الإعلام الموجودة لهمومهم وثقافتهم ومتطلباتهم وأحلامهم وثقافتهم الفنية فعبروا عن ذاتهم من خلال إنشاء إذاعات مجتمعية تعبر عن ثقافتهم وعما يجول في خاطرهم، لتتطور وتمسي أداة أساسية في نقل الأصوات وأحداث التغيير.
يشكل الإعلام المجتمعي مكنة رئيسية ويلعب دورا محوريا في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وفي تحقيق شعارها القائم على فكرة «أن لا يبق احد بالخلف»، ولا يمكن السعي إلى جعل هذه الأهداف أمرًا واقعا ومستمرًا ابتداءً من القضاء على الفقر والقضاء على الجوع وتوفير الصحة الجيدة والرفاه والتعليم الجيد، ومرورًا بالمساواة بين الجنسين وتوفير العمل اللائق ونمو الاقتصاد وبنية تحتية ملائمة والحفاظ على المناخ، وانتهاءً بإقامة مؤسسات قوية وعادلة وتوفير انسياب في المعلومات، لا يمكن تحقيق أهداف التنمية المستدامة جميعها دون وجود إعلام ينهض بمسؤولياته، قادر على تحليل قضايا التنمية المحلية بعمق وتوجيه الأنظار نحو الإشكاليات والاختلالات المحلية التي تحول دون تحقيق أهداف التنمية واستدامتها وتشجيع الأفراد على التعبير عن انفسهم وفتح قنوات اتصال بينهم وبين الجهات المعنية.
إن أبرز ما يحققه الإعلام المجتمعي هو القدرة على أحداث التغيير في نطاقات محلية محددة، هذه التغييرات وتراكمها من شأنها أن تحدث تغييرا تدريجيا على مستوى الدولة ككل، وفي رحلة أحداث التغيير هذه يكون العنصر الفاعل واللاعب الأساسي في التحول نحو التغيير هو الفرد الذي يصبح محور العملية الإعلامية المجتمعية ويكون صوته هو القادر على تحديد الفجوة بين ما هو قائمٌ وما يجب أن يكون، وهو الأمر الذي ينعكس بالمشهد الأكبر على تعزيز العملية الديمقراطية وتفعيل حق الأفراد في المشاركة العامة وفي مخاطبة السلطات ويعمل أيضا على تغيير الاتجاهات والمساهمة في عملية الضبط الاجتماعي والحفاظ على أمن المجتمعات.
هذه المكتسبات التي يحققها وجود إعلام مجتمعي تجعل من الضرورة بمكان العمل أردنيا على دعم هذا النوع من الإعلام وإدراك دوره في النهوض بالمجتمعات وتحقيق أهداف التنمية المستدامة وتعزيز ثقافة حقوق الإنسان لدى الأفراد ودوره في تطوير عملية الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي.











طباعة
  • المشاهدات: 3604
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
02-11-2025 09:02 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك، هل تنتقل المعارك والمواجهات إلى الضفة الغربية بعد توقف الحرب بين "إسرائيل" وحماس في غزة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم