29-10-2025 08:49 PM
بقلم :
أحمد الزيود
خطاب العرش السامي لجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم أمام مجلس الأمة العشرين بوصلة للاردنيين في زمنٍ استثنائيٍ تحيط به الأزمات من كل اتجاه، ورسالة جلالته وطنية عميقة المضمون، صادقة المعاني، حملت في طيّاتها خلاصة تجربة وطنٍ صمد، وتاريخ قيادةٍ لم تعرف الانحناء و كانت تعبر عن نبض وامال أبناء الشعب الاردني.
قدر الأردن أن يواجه... وقدره أن ينتصر
كما هي عادة جلالة الملك تحدث بلسان الأردنيين جميعاً، وعبّر عن قلق القائد على وطنه، لكنه أكّد أنه لا يخاف إلا الله، ولا يهاب أحداً ما دام في ظهره الأردنيون. هذه العبارة، التي التقطها الأردنيون بقلوبهم قبل آذانهم، تختصر علاقة استثنائية بين القيادة والشعب؛ علاقةٌ أساسها الثقة، وعمادها الإيمان بالمصير المشترك.
واحد جلالته ان الأردن كان – وسيبقى – وسط أزماتٍ تحيط به منذ تأسيسه، لكنه عبرها بثبات وعزيمة، بفضل تماسك أبنائه ووحدتهم، حتى بات نموذجاً في الصمود والإصرار. فكل جيلٍ من أجياله ترك بصمته في مواجهة التحديات، مؤمناً بأن الوطن لا يُصان إلا بالعطاء والعمل.
وان الإصلاح مسؤولية لا ترف بتأكيد سيد البلاد جلالة الملك وأن مسيرة الإصلاح التي أطلقها تتطلب اليوم عمل حقيقي منقطع النظير. فليس هناك رفاهية للوقت، ولا مكان للتأجيل أو التسويف.
وقد حمّل جلالته مجلس الأمة مسؤولية المتابعة والمراقبة، لتطبيق التحديث السياسي والاقتصادي والإداري، وتعزيز العمل الحزبي والنيابي من أجل الوطن فقط.
وأشار سيد البلد إلى أن إقامة المشاريع والاستثمارات ليست مجرد خطط اقتصادية، بل هي طريقٌ لرفع مستوى معيشة الأردنيين وصون كرامتهم. فالمواطن يجب أن يشعر بثمرات الإصلاح في حياته اليومية، عبر خدماتٍ أفضل، وفرص عملٍ أوسع، وتعليمٍ وصحةٍ بمستوى يليق بطموح الأردن.
ولذلك شدد جلالته على ضرورة النهوض بالقطاع التعليمي ليواكب متطلبات العصر ويصنع أجيالاً قادرة على البناء والابتكار، إلى جانب تطوير النظام الصحي بما يضمن العدالة والرعاية، وتحديث قطاع النقل ليكون دعامةً للتنمية وتحسين نوعية الحياة.
وأما في السياسة الخارجية، فقد جدد جلالة الملك موقف الأردن الثابت تجاه القضية الفلسطينية والقدس الشريف.
فـ الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية ليست شعاراً ولا ورقة سياسية، بل عهدٌ تاريخي متجذر، تمارسه القيادة الهاشمية بكل شرفٍ ومسؤولية.
وفي ظل الكارثة الإنسانية في غزة، أكد جلالته أن الأردن لن يتخلى عن دوره الإنساني والأخوي، وسيبقى إلى جانب أهلها الصامدين، يمدّهم بالمساعدات الطبية والإغاثية بكل الإمكانات المتاحة.
أما الضفة الغربية، فموقف الأردن منها راسخ لا يتزحزح: لا يقبل انتهاكاً، ولا يرضى تهجيراً، ولا يساوم على حقٍّ مشروعٍ لشعبٍ تحت الاحتلال.
وان الجيش العربي أبناء مصنع الحسين هم إرث المجد والوفاء
وأشاد جلالته برجال الجيش العربي المصطفوي، أبناء مصنع الحسين الباني رحمه الله، الذين كانوا وما زالوا درع الوطن وحماته، يذودون عن أرضه بوفاء وإخلاص. هذا الجيش، الذي نشأ على عقيدة التضحية والانتماء، هو عنوان الأمان والاستقرار، وركيزة ثقة الأردنيين بأن وطنهم محصّن بالبطولة والشرف.
والموضوع الذي رفع همتي وهمة الشباب وجددت بنا روح العظيم والاصرار الذي زرعها بنا جلالة الملك
"الشباب الأردني واولهم سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد المعظم هم جندٌ لهذا الوطن وسلاح المستقبل وراية النهضة" وجعل جلالة الملك الشباب الأردني عنوان المرحلة المقبلة، فهم طاقة الوطن التي لا تنضب، وجنده الأوفياء في ميادين العمل والعطاء.
وسموّ الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، يمثل هذا الجيل المُلهم، بسلوكه، وحكمته، وانخراطه في الميدان جنباً إلى جنب مع أبناء وطنه، ليؤكد أن الشباب هم صُنّاع الغد الحقيقيون، وأن الأردن ماضٍ في نهضته بسواعدهم.
ختاماً... الأردن ثابت بالقيادة والشعب
خطاب العرش هذا العام لم يكن فقط بياناً سياسياً، بل عقد ثقةٍ متجدد بين القائد وشعبه.
فالأردن، رغم الأزمات والحروب من حوله، بقي صامداً بفضل حكمته وقيادته الهاشمية الراسخة. ومن هذه الأرض المباركة، يخرج صوت الملك عبدالله الثاني، ليقول للعالم:
> “الأردن قويٌّ بأبنائه، ثابتٌ بمؤسساته، عزيزٌ بقيادته، لا يخاف إلا الله، ولا يهاب إلا التفريط في الأمانة.”
و تبقى رسالة الملك ونداؤه للشباب هي جوهر المرحلة القادمة:
> "اعملوا من أجل وطنكم، فأنتم الجند والسند، والأردن بكم ينهض ويكبر."
وفي الختام اسأل الله ان يحفظ هذا الوطن امناً مطمئنا سخاءاً رخاءاً وسائر بلاد العرب والمسلمين وان يجعله في تقدم وازدهار دائم تحت ظل قيادة سيدي صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم وسيدي سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني.
بقلمي :احمد الزيود
| 1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
29-10-2025 08:49 PM
سرايا |
| لا يوجد تعليقات | ||