حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,28 أكتوبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 3444

سيارتك تراقبك! كيف تحوّلت السيارات الجديدة إلى أجهزة تجسس متنقلة دون أن تدري؟

سيارتك تراقبك! كيف تحوّلت السيارات الجديدة إلى أجهزة تجسس متنقلة دون أن تدري؟

سيارتك تراقبك! كيف تحوّلت السيارات الجديدة إلى أجهزة تجسس متنقلة دون أن تدري؟

28-10-2025 08:24 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - تتطور تكنولوجيا السيارات الجديدة بسرعة مذهلة، لكن هذا التقدم لا يأتي دائمًا من أجل راحتك فقط، خلف الشاشات اللامعة والأنظمة الذكية التي تسهّل القيادة، تختبئ تقنيات تجسس دقيقة تجمع كل تفصيلة عن حياتك داخل السيارة من الأحاديث الخاصة وموقعك الجغرافي إلى وزنك وعدد المرات التي استخدمت فيها المقعد.

هذا التحوّل يجعل كثيرين يتساءلون: هل ما زلنا نقود سياراتنا أم أن سياراتنا أصبحت تراقبنا؟


السيارات الجديدة عبارة عن جهاز تجسس خفي في حياتك

الجيل الجديد من السيارات المتصلة: الراحة مقابل الخصوصية

الشركات العالمية لم تعد تبيع سيارات فقط، بل تبيع منصّات رقمية متصلة بالإنترنت، كل زر تضغطه وكل كيلومتر تقطعه وكل موقع تزوره، يُسجَّل ويُرسل إلى شركة السيارات أو شركائها التقنيين.

السيارات الجديدة مزودة الآن بعشرات أجهزة الاستشعار، من مستشعرات الوزن في المقاعد إلى الميكروفونات المتعددة داخل المقصورة.

في البداية كانت هذه التقنيات تُستخدم لتحسين الأمان أو التعرف على الأوامر الصوتية، لكن نطاقها توسّع كثيرًا حتى أصبحت قادرة على التقاط بيانات تفصيلية عنك وعن سلوكك اليومي خلف المقود.

إن شركات صناعة السيارات تجمع وتخزّن كمًّا هائلًا من المعلومات الشخصية، تشمل موقع السيارة في كل لحظة وأنماط القيادة وسرعة التنقلات، بل وحتى الأحاديث الصوتية التي تجري داخل المقصورة!

تُصنّف هذه البيانات لاحقًا وتُستخدم في تطوير أنظمة جديدة، أو تُباع لشركات التأمين، أو تُقدَّم لشركاء تسويق ضمن إطار ما يُسمى بـ تحليل سلوك المستخدم .

الميكروفونات أذُن تسمع كل شيء في السيارات الجديدة أنظمة الأوامر الصوتية أصبحت جزءًا أساسياً من تجربة القيادة الحديثة، لكنها أيضًا الباب الأول للمراقبة غير المرئية، الميكروفونات المدمجة قادرة على التقاط الأوامر والأصوات المحيطة، وهي في كثير من الطرازات متصلة بخوادم الشركة عبر الإنترنت، وهذا يعني أنه يمكنها نقل تسجيلات صوتية إلى مراكز تحليل بيانات من دون علم السائق.

بحجة تحسين جودة التعرف على الصوت، تجمع الشركات عينات من الأصوات واللهجات والضجيج داخل المقصورة، ما يوفر بيئة مراقبة مستمرة.

ولم يعد الأمر مقتصرًا على شركات السيارات وحدها، بل دخلت شركات التقنية الكبرى على الخط، مثل مزوّدي خدمات المساعدات الذكية وأنظمة الملاحة المتصلة، لتصبح السيارة مساحة رقمية مفتوحة لكل من يمتلك صلاحية الوصول إلى بياناتها.

قد يهمك: تعرف على تقنية Heart of Joy من بي إم دبليو.

مقعدك في السيارة يعرف أكثر مما تتوقع

ربما تظن أن مستشعرات المقاعد تهدف فقط لتفعيل الوسائد الهوائية أو تنبيه حزام الأمان، لكن الحقيقة مختلفة، هذه المستشعرات قادرة على تحديد وزن الجالس بدقة، وبالتالي يمكنها تمييز من يقود السيارة ومن يرافقه، بعض الأنظمة الحديثة تحلل أيضًا نمط جلوس السائق وحركته لتقدير مدى الإرهاق أو التركيز أثناء القيادة.

قد يبدو هذا مفيدًا من الناحية التقنية، لكنه في الوقت نفسه يعني أن السيارة تملك سجلاً دقيقًا لتحركاتك الجسدية داخلها، وبمجرد دمج هذه البيانات مع معلومات الموقع والسرعة، يمكن للشركات تكوين ملف سلوكي كامل عن السائق.

تطبيقات التتبع: الراحة التي تكشف كل شيء

تطبيقات الهواتف الذكية المرتبطة بسيارتك تجعل حياتك أسهل، لكنها أيضًا المفتاح الرئيسي لجمع البيانات.

عبر هذه التطبيقات يمكن للشركة أن تعرف:

متى استخدمت سيارتك وآخر مرة أوقفتها.

أين تتواجد يوميًا وما هي المسارات التي تفضلها.

معدل استخدامك للطاقة أو الوقود.

حتى أسلوب قيادتك إن كنت تميل إلى التسارع المفاجئ أو الكبح المتكرر.

ورغم أن هذه البيانات تُستخدم لتحسين الخدمات أو إصدار تنبيهات الصيانة، إلا أنها تُمثّل كنزًا تسويقيًا يمكن بيعه لشركات التأمين والإعلانات، مما يحوّل خصوصية السائق إلى سلعة رقمية مربحة.

الجانب المظلم للاتصال الدائم

الوجه الآخر لهذه التقنيات هو خطر الاختراق وسوء الاستخدام، كلما زادت كمية البيانات المخزّنة، زادت احتمالات تسربها أو استغلالها.

تخيل أن جهة ما تحصل على سجلّ تنقلاتك اليومية أو الأحاديث التي جرت داخل السيارة هذا ليس خيالًا، بل احتمال واقعي في ظل غياب قوانين صارمة لحماية البيانات في معظم الأسواق.

المقلق أكثر أن العديد من السائقين لا يدركون أصلاً حجم البيانات التي تُجمع عنهم، أو يوافقون على سياسات الخصوصية الطويلة دون قراءتها.

كيف تحمي نفسك وبياناتك؟ رغم أن السائق لا يستطيع إلغاء جميع هذه الأنظمة التي تساهم في تجسس عليهم، إلا أن هناك خطوات عملية يمكن اتباعها:

تعطيل ميزات الاتصال التلقائي بالإنترنت متى أمكن.

مراجعة إعدادات الخصوصية في نظام السيارة وفي التطبيق المرتبط بها.

تجنب ربط الحسابات الشخصية (مثل البريد الإلكتروني أو خرائط غوغل) بنظام السيارة.

قراءة سياسة الخصوصية لمعرفة ما إذا كانت البيانات تُشارك مع أطراف خارجية.

حذف بيانات السيارة قبل بيعها أو تسليمها لأي طرف آخر.

مستقبل القيادة بين الذكاء والمراقبة

عالم السيارات يتجه نحو مزيد من الاتصال والذكاء، لكن الحدود بين الراحة والمراقبة أصبحت باهتة، الشركات تتحدث عن تحسين تجربة السائق، بينما السائق نفسه يواجه واقعاً جديداً تُسجَّل فيه تحركاته بدقة متناهية، السيارة لم تعد آلة ميكانيكية، بل أصبحت جهازاً رقمياً متطوراً يعرف الكثير عن صاحبها أكثر مما يعرفه هو عن نفسه، ومع استمرار سباق الابتكار، تظل قضية الخصوصية النقطة الأضعف في مستقبل التنقل الذكي.

الخلاصة

ما كان يُعدّ قبل عقد من الزمن خيالاً علمياً أصبح اليوم واقعاً خلف المقود، السيارة الذكية لم تعد مجرد وسيلة نقل، بل شاهد صامت على كل ما تفعله، تسجل أين ذهبت، ومع من كنت، ومتى تحدثت، إنها الثورة الرقمية في أبهى صورها لكنها أيضًا أكثرها غموضًا.

وفي ظل هذا الواقع الجديد، على السائقين أن يكونوا أكثر وعيًا بحقوقهم وبما يجري داخل سياراتهم من عمليات جمع بيانات وتجسس قد لا يعلمون عنها شيئاً.








طباعة
  • المشاهدات: 3444
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
28-10-2025 08:24 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم