بقلم : الدكتور جاسر عبدالرزاق النسور
اليوم تم افتتاح الدورة العادية الثانية لمجلس الأمة الأردني العشرين، بخطاب جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين – حفظه الله – الذي ركّز على الثوابت الوطنية، وأكد على استمرار مسيرة التحديث والإصلاح بكل ثقة وعزم.


وأشاد جلالته بصمود الأردنيين وإصرارهم على مواجهة التحديات بعزيمة لا تلين، مؤكداً أن الأردن وُلد من رحم الأزمات، لكن إرادة شعبه الصامدة جعلته قويًا، قائلاً: «لا خوف على الأردن ولا على الأردنيين، وارفعوا رؤوسكم عالياً أيها الأردنيون، وأنتم السند والعَضُد، أنتم العزوة».


وأضاف جلالته أن الإصلاح الشامل – سياسيًا واقتصاديًا وإداريًا – هو السبيل الأمثل لبناء مستقبل يليق بالأردنيين ويحقق تطلعاتهم.
دعا الملك إلى ترسيخ العمل الحزبي والنيابي البنّاء، وتعزيز المشاركة الشعبية في الحياة العامة، مؤكدًا أن المسار الديمقراطي الأردني مستمر بثقة نحو برلمان حزبي فاعل وحكومة مسؤولة أمام الناخبين.
وقال جلالته: «المسؤولية على الجميع، لا مجال للكسل أو التهاون في أداء الواجب الوطني».
ركز الخطاب على تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي، وإطلاق المشاريع الاستثمارية الكبرى، وتحسين الخدمات العامة، خاصة في قطاعات التعليم والصحة والنقل، مع التأكيد على أن النمو الاقتصادي يجب أن ينعكس مباشرة على حياة المواطنين وفرصهم في العمل والعيش الكريم.
أكد جلالة الملك موقف الأردن الثابت من القضية الفلسطينية، ودعم الأشقاء في غزة، والحفاظ على الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف.
وأشار جلالته إلى ضرورة استمرار الجهود الدولية لإنهاء الاحتلال وتحقيق السلام العادل والشامل، مؤكدًا أن الأردن سيظل في طليعة المدافعين عن حقوق الشعب الفلسطيني.
وجّه جلالته خطابه كرسالة لكل المسؤولين في الدولة الأردنية، لتذكيرهم بواجباتهم تجاه الوطن والمواطنين، وتحفيزهم على ترجمة التوجيهات الملكية إلى أفعال وإنجازات ملموسة.
وتابع قائلاً إن الحكومات والدوائر الرسمية مطالبة بالتقاط هذه الرسالة بعين المسؤولية، وتحويلها إلى خطط تنفيذية واضحة لضمان الإصلاح السياسي والاقتصادي والخدماتي، ورفع مستوى جودة الحياة للمواطنين.
اختتم الملك خطابه بتوجيه رسالة تحفيزية لكل الأردنيين، قائلاً:
«أنتم السند والعزوة، وبكم يستمر الأردن قويًا ومستقرًا، فليكن العمل والإخلاص شعار كل مواطن وكل مسؤول».
وأكد جلالته أن المرحلة الراهنة تتطلب الجد والاجتهاد والتكاتف للحفاظ على أمن الأردن وازدهاره، وأن الشعب الأردني هو الركيزة الأساسية للنهضة والاستقرار الوطني.
سيبقى الوطن راسخاً في نزاهته وشامخاً بقيادته وشعبه ..
حمى الله الأردن وقيادته الهاشمية.


الدكتور : جاسر عبدالرزاق النسور
دكتور الإدارة الاستراتيجية وتقييم الأداء المؤسسي