25-10-2025 08:17 AM
سرايا - توفيت الملكة الأم سيريكيت، والدة ملك تايلاند، عن عمر ناهز 93 عامًا، بعد مسيرة طويلة أشرفت خلالها على مشاريع ملكية لدعم الفقراء في الريف، والحفاظ على الحرف اليدوية التقليدية وحماية البيئة.
وأعلن مكتب العائلة الملكية التايلاندية أن الملكة الأم توفيت يوم الجمعة في أحد مستشفيات بانكوك، بعد أن كانت تعاني منذ 17 أكتوبر من عدوى في الدم، لم يتمكن الأطباء من السيطرة عليها رغم جهودهم المكثفة. وكانت سيريكيت قد ابتعدت عن الحياة العامة في السنوات الأخيرة بسبب تدهور صحتها.
توفي زوجها الملك بوميبول أدولياديج في أكتوبر 2016، بعد أن حكم البلاد لعقود.
أظهرت صور نُشرت في عيد ميلادها الثامن والثمانين ابنها الملك ماها فاجيرالونغكورن وأفرادًا من العائلة الملكية وهم يزورونها في مستشفى شولالونغكورن حيث كانت تتلقى رعاية طويلة الأمد.
ورغم أن شهرتها طغى عليها زوجها الراحل وابنها الملك الحالي، فقد كانت سيريكيت محبوبة ومؤثرة بشخصيتها المستقلة. وكان عيد ميلادها في 12 أغسطس يُحتفل به في جميع أنحاء البلاد باعتباره يوم الأم في تايلاند، وكانت صورها تُعلَّق في المنازل والمكاتب والأماكن العامة.
ساهمت في مساعدة اللاجئين الكمبوديين وحماية غابات تايلاند من الدمار، وأطلقت مشاريع تنموية في القرى الفقيرة.
لكن دورها السياسي ظل موضع جدل متزايد خلال فترات الاضطراب السياسي التي شهدتها تايلاند، خاصة في ظل انقلابات عسكرية متكررة واحتجاجات دامية. واعتُبر حضورها جنازة إحدى المتظاهرات التي قُتلت في اشتباك مع الشرطة، دليلاً على انحيازها إلى أحد أطراف الصراع السياسي.
وُلدت سيريكيت كيتياكارا في 12 أغسطس 1932 في بانكوك لعائلة أرستقراطية ثرية ترتبط بسلالات ملوك أسرة تشاكري الحاكمة. درست في مدارس العاصمة خلال الحرب العالمية الثانية، ثم انتقلت إلى فرنسا مع والدها الدبلوماسي الذي كان يشغل منصب سفير تايلاند هناك.
في سن السادسة عشرة، التقت في باريس الملك بوميبول أدولياديج الذي كان قد تولّى العرش حديثًا، وكانت تدرس الموسيقى واللغات. وتوطدت صداقتهما بعد تعرض الملك لحادث سير خطير، وانتقلت سيريكيت إلى سويسرا لمساعدته في فترة تعافيه، وهناك وقعا في الحب.
كتب الملك لها قصائد وألّف مقطوعة موسيقية بعنوان «أحلم بك»، وتزوجا عام 1950، ثم أُقيم حفل تتويج ملكي في العام نفسه، تعهدا فيه بالحكم «بالعدل ومن أجل سعادة الشعب التايلاندي».
أنجب الزوجان أربعة أبناء: الملك الحالي ماها فاجيرالونغكورن وثلاث أميرات هن أوبولراتانا وسيريندهورن وتشولابورن.
في بداية حياتهما الزوجية، قاما بجولات واسعة حول العالم لتعزيز العلاقات الدولية، قبل أن يكرّسا جهودهما في السبعينيات لمعالجة الفقر والإدمان في الريف ومكافحة التمرد الشيوعي داخل البلاد.
كانت سيريكيت تحب السفر إلى المناطق الجبلية وزيارة القرى النائية، حيث كانت النساء المسنّات ينادينها «يا ابنتي». وكانت تستمع إلى مشاكل الناس — من الخلافات الأسرية إلى الأمراض المزمنة — وتتابع بنفسها العديد من الحالات.
وفي عام 1976 أسست مؤسسة "سابورت" (SUPPORT) لتدريب آلاف القرويين على صناعة الحرير والمجوهرات والرسم والفخار والحرف التقليدية، بهدف رفع دخل العائلات الفقيرة والحفاظ على الحرف القديمة.
كما اكتسبت لقب "الملكة الخضراء" بسبب مشاريعها البيئية، إذ أنشأت مراكز لتربية الحيوانات المهددة بالانقراض وحدائق مفتوحة ومزارع لتفريخ السلاحف البحرية. ومن خلال مشروعها «الغابة تحب الماء»، شجعت السكان على حماية الغابات ومصادر المياه لتحقيق تنمية مستدامة.
وفي مقابلة مع وكالة أسوشيتد برس عام 1979، قالت سيريكيت: «يعتقد البعض في الجامعات أن النظام الملكي أصبح قديمًا، لكنني أرى أن تايلاند تحتاج إلى ملك أو ملكة تفهم الشعب. عندما يُقال ’الملك قادم‘، يتجمع الآلاف. إن كلمة ’ملك‘ تحمل سحرًا خاصًا».
كانت الملكة تؤمن بأن المَلَكية مؤسسة ضرورية لتماسك البلاد، وظلت حتى وفاتها رمزًا شعبيًا كبيرًا رغم الجدل السياسي الذي أحاط ببعض فترات حكمها.— أسوشيتد برس
| 1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
25-10-2025 08:17 AM
سرايا |
| لا يوجد تعليقات | ||