حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,21 أكتوبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 12687

ذكرى صالح تكتب: عن مشكلة الجامعة والعقوبات الأخيرة، أين الخلل الحقيقي؟

ذكرى صالح تكتب: عن مشكلة الجامعة والعقوبات الأخيرة، أين الخلل الحقيقي؟

ذكرى صالح تكتب: عن مشكلة الجامعة والعقوبات الأخيرة، أين الخلل الحقيقي؟

19-10-2025 10:14 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : ذكرى صالح
ما شهدناه مؤخرًا من مشاجرة طلابية في إحدى جامعاتنا، وما تبعها من عقوبات قاسية وصلت إلى الحرمان من الدراسة والسجن لثلاث سنوات، يفرض علينا أن نتوقف ونسأل بعمق:
هل المشكلة في الطلبة وحدهم؟ أم أن في المنظومة الجامعية بأكملها ما يستدعي المراجعة الجادة؟

أنا لا أبرر العنف، ولا أقبل المساس بالبيئة الجامعية،
لكنني أيضًا أرفض أن نرى الأمور من زاوية واحدة!

فما يجري في جامعاتنا "كما أشار الدكتور وليد المعاني في تحليله القيم" ليس ظاهرة طارئة، بل نتاج تراكمات معروفة الأسباب منذ أكثر من عقدين.

الدراسات الأكاديمية التي أُجريت في الجامعة الأردنية (1999) ثم في وزارة التعليم العالي (2009) خلصت إلى أن أسباب العنف الجامعي تدور حول ثلاثية واضحة:
1- الفراغ الطلابي: غياب الأنشطة والمبادرات التي تملأ وقت الطلبة وتوجه طاقاتهم نحو الإبداع لا الصدام.
2- ضعف العلاقة بين الأستاذ والطالب: إذ تحولت القاعة إلى مساحة تلقين لا حوار، وغاب الإرشاد الأكاديمي الحقيقي.
3- أما السبب الثالث فهو الخلاف بين التجمعات الحزبية والعشائرية والتي تطفو على السطح بين الحين والحين واكثر ما يكون ذلك عند الانتخابات الطلابية.
وقد أضيف لهذه الأسباب المتقدمة سبباً رابعاً وهو الإكتظاظ الجامعي حيث يتدافع الطلبة بالمناكب في مساحات لم تخطط لتتسع لهم.

إذن، حين تقع مشاجرة، فذلك ليس مجرد انفعال لحظي من طلبة متهورين،
بل نتيجة فراغ وضغط وتهميش وغياب للحوار والانتماء الحقيقي للجامعة.
أما العقوبات القاسية، فهي وإن حملت رسالة حزم، إلا أنها قد تُنتج جيلًا من الشباب الغاضب والمهمّش بدل أن تُعالج جذور المشكلة.
فالجامعة ليست سجنًا ولا ميدان عقاب، بل بيت تربية وفكر ومسؤولية، ومهمتها أن تُعيد بناء الطلبة لا أن تُقصيهم.

ومن الكارثي حقًا أن نرى بعض الطلبة أنفسهم يشجعون على تغليظ العقوبات بحق زملائهم، أو يدعمون حرمانهم من الدراسة أو سجنهم.
ذلك يعني أن الجامعات فشلت في غرس قيم الحوار والتسامح والانتماء المشترك، وأنها نجحت فقط في تكريس منطق العقاب والإقصاء بدل الفهم والإصلاح الحقيقي.
نحن بحاجة إلى إعادة تعريف الانضباط الجامعي، لا كخوف من العقوبة، بل كقيمة نابعة من الإحساس بالمسؤولية والانتماء.
وعلينا "أساتذةً وإداراتٍ وطلبةً" أن نعيد بناء العلاقة الإنسانية والأكاديمية داخل الجامعة، وإلا سنبقى ندور في الحلقة ذاتها.
فالمطلوب اليوم ليس “معاقبة” الشباب بحرمانهم من الدراسة، بل تعليمهم وتوجيههم، لأننا إن خسرناهم، خسرنا أهم ما نملك: عقل هذا الوطن ومستقبله.








طباعة
  • المشاهدات: 12687
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
19-10-2025 10:14 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل تنجح "إسرائيل" بنزع سلاح حماس كما توعد نتنياهو رغم اتفاق وقف الحرب بغزة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم