حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,21 أكتوبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 7062

طمس الهوية .. حين يُلفّ الشهيد المزيّف .. بالعلم الصهيوني"

طمس الهوية .. حين يُلفّ الشهيد المزيّف .. بالعلم الصهيوني"

طمس الهوية ..  حين يُلفّ الشهيد المزيّف ..  بالعلم الصهيوني"

18-10-2025 09:43 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. رأفت غالب البيايضة
في مشهدٍ سرياليٍ يثير الغثيان أكثر مما يثير التساؤل، ظهر أمامنا نعشٌ ملفوفٌ بالعلم الصهيوني، يُدفن وفق طقوسٍ إسلامية، يتقدّمه شيخٌ يخطب عن الموت والآخرة، فيما يقف خلفه جنودٌ إسرائيليون بزيّهم العسكري يؤدّون التحية العسكرية. والمفارقة الصادمة أن القتيل يُدعى "محمد"، رجلٌ من أبناء جلدتنا، كان يقاتل إلى جانب الجيش الإسرائيلي ضدّ أبناء دينه في غزة!

إنها ليست لقطة من فيلمٍ هندي كما يظنّ البعض، بل مشهد حقيقيّ يكشف إلى أي مدى وصل الانفصام عن الهوية العربية والإسلامية، وإلى أي حدّ نجح الاحتلال في تفكيك الانتماء وإعادة برمجته داخل عقول جيلٍ جديد من عرب الداخل وأنا أخص ولا أعمم فهذا المشهد وحده كافٍ ليعلن عن التشويه الممنهج.

الاحتلال لم يعد بحاجة إلى رصاصةٍ أو دبابة؛ بل إلى غرس فكرة، وشحن عقل، وتغيير مفهوم. لقد أدرك الإسرائيليون أن السيطرة العسكرية مؤقتة، لكن السيطرة الفكرية طويلة المدى. فبدأوا بإنشاء نموذج "العربي المطيع"، الذي يرى في الصهيوني حليفاً وفي أخيه المسلم عدواً.

ذلك الشيخ الذي اعتلى المنبر في جنازة "محمد"، هل يدرك أنه شارك دون وعيٍ في أكبر عملية غسيلٍ للهوية؟ هل نسي أن من يقف خلفه هم من دنّسوا المسجد الأقصى وقتلوا الأطفال في غزة؟ المشهد ليس عفوياً؛ بل جزء من مخططٍ دقيق يهدف إلى طمس معالم الهوية الإسلامية داخل المجتمع العربي في الداخل الفلسطيني، وتحويلهم إلى واجهاتٍ بشرية تخدم الرواية الصهيونية بثوبٍ دينيّ زائف.

الخطر اليوم لا يكمن في الجنازة بحد ذاتها، بل في ما تمثّله من رمزيةٍ فكرية خطيرة، فحين يُصبح الخائن شهيداً، والمحتل صاحب حق، والمأجور إماماً، فنحن أمام ولادة جيلٍ جديد من العملاء المغسولة أدمغتهم بوسائل ناعمة.

لقد بات واضحاً أن إسرائيل لا تكتفي باحتلال الأرض، بل تسعى لاحتلال العقول والقلوب، ولعلّ جنازة "محمد" كانت درساً عملياً في كيفيّة إنتاج عربيٍّ بلا هوية، ومسلمٍ بلا قبلة، وإنسانٍ بلا انتماء.








طباعة
  • المشاهدات: 7062
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
18-10-2025 09:43 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل تنجح "إسرائيل" بنزع سلاح حماس كما توعد نتنياهو رغم اتفاق وقف الحرب بغزة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم