15-10-2025 08:23 AM
بقلم : عبد اللطيف (الجمل) القطامين
الملك عبد الله الثاني خرج بصوت واضح لا يقبل التأويل في مقابلته مع هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي مؤكدًا أن الشرق الأوسط محكوم عليه بالزوال إن لم تُقم دولة فلسطينية مستقلة لم تكن هذه الكلمات مجرد تصريح دبلوماسي بل تحذير استراتيجي ينبع من إدراك عميق لطبيعة الصراع في المنطقة فالملك يرى أن استمرار الاحتلال وانعدام الحل السياسي يعني انهيار استقرار المنطقة بأكملها وتكرار الحروب التي لا تنتهي وتأتي هذه التصريحات عشية قمة شرم الشيخ التي أعادت إلى السطح خطة ترامب المكونة من عشرين نقطة وعودة كوشنر للواجهة وهو ما يزيد المخاطر ويجعل الأردن أمام اختبار حقيقي لقدرة القوى الإقليمية والدولية على التوصل إلى اتفاق حقيقي وليس مجرد ترتيبات شكلية يصفها الملك بأنها هدنة مؤقتة تغطي على المشكلة الحقيقية وهي غياب دولة فلسطينية ذات سيادة ويؤكد جلالته أنه لا يثق بما يقوله نتنياهو ويقرأ في سياسات حكومته استمرارًا لمحاولات الالتفاف على الحلول العادلة ويؤكد أن أي تفاوض معه لا يمكن أن يكون شراكة حقيقية في السلام وإنما اختبارًا للنية فقط ورغم ذلك يترك الباب مفتوحًا أمام الإسرائيليين الذين يمكن للعرب العمل معهم لبناء سلام حقيقي ويشير الملك إلى أن ترامب في خطابه بالكنيست وترويجه لمشروع السلام الأميركي ليس إلا محاولة لإعادة إنتاج خطة القرن بواجهة جديدة لا تغطي سوى مصالح إسرائيل على حساب الحقوق الفلسطينية ويضيف أن التفاصيل هي الأهم فالشيطان يكمن فيها وأن استمرار مشاركة الرئيس الأميركي في العملية ضروري لضمان أن لا تتحول الاتفاقات المعلنة إلى مجرد ترتيبات أمنية دون مضمون سياسي ويذكر الملك أن المنطقة شهدت محاولات عديدة فشلت لتحقيق السلام وأن البديل من حل الدولتين يعني استمرار دائرة العنف والفوضى ويشير إلى أن الاتفاقيات السابقة التي شملت غزة والضفة أثبتت أن السلام لا يُصنع بالقوة أو المفاوضات الظاهرية بل بالعدالة التاريخية والسياسية ويستعيد الملك كلمات والده الراحل الملك حسين التي تؤكد أن السلام مسؤولية الأجيال وأن الأردن منذ عهد والده وحتى اليوم يقف كحائط صد أمام أي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية أو التعدي على القدس ويؤكد أن الأردن ليس مجرد جار للفلسطينيين بل طرف رئيسي في معادلة الاستقرار الإقليمي وأن الوصاية الهاشمية على المقدسات ليست شعارًا دينيًا فقط بل خط الدفاع الأول عن الهوية العربية للقدس ويشير الملك إلى أن أي تسوية بلا دولة فلسطينية مستقلة ستعيد المنطقة إلى دائرة الصراعات ويختم الملك تصريحاته بالقول إن السلام هو الخيار الوحيد وأن الوقت قد حان لنقول جميعًا كفى لقد مرّت ثمانون سنة منذ محاولات الغرب وأمريكا لتحقيق سلام دون نتيجة وأن الفلسطينيين والأردن والمجتمع الدولي بحاجة اليوم إلى موقف واضح لا مساومات فيه فالشرق الأوسط لن يولد من جديد إلا على أساس العدالة وليس على أنقاضها وهذه الكلمات تختزل الموقف الأردني الثابت وتضع المملكة في قلب المعادلة كحائط عربي أول أمام المشروع الصهيوني الأميركي لا يتزحزح أمام الضغوط ولا يساوم على الحقوق ولا يغير الموقف وفق التحالفات العابرة فالملك عبد الله الثاني يذكّر العالم أن لا ثقة بما يقوله نتنياهو وأن الأردن سيبقى القوة الحامية للقدس والفلسطينيين وحائط صد أمام كل مشاريع التهويد والتطبيع الشكلية.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
15-10-2025 08:23 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |