بقلم :
نداء لإنقاذ الجيل القادم
تتجسد الأزمة الحقيقية التي تواجه مجتمعاتنا اليوم في شعور بالضياع يتجاوز حدود المكان ليطال البوصلة الأخلاقية والاجتماعية لأبنائها.
ففي خضم ثورة وسائل التواصل الاجتماعي، التي كان من المفترض أن تكون جسراً للمعرفة والتواصل، تحول المشهد إلى ساحة تنافس محمومة على الـ"تهبّل" و"قلة الحياء"، مدفوعة برغبة سريعة في الكسب والشهرة.
إن هذا الاندفاع نحو المحتوى التافه والمسيء يشكل تحدياً خطيراً لوعي الأجيال الصاعدة.
والأكثر إيلاماً هو دور بعض الأهل، الذين يقع على عاتقهم مسؤولية التوجيه والتربية، حينما يصبحون أداة تشجيع لهذه السلوكيات المنحرفة.
إن تفضيل كسب المال السريع من وراء هذه المسخرة على حساب الاستثمار في تعليم الأبناء وقيمهم هو خيانة للجيل القادم، ورهان خاسر على مستقبل القرية والمجتمع بأكمله.
إن نتيجة هذا التدهور واضحة: #الهبل #وقلة_الحياء #والمسخرة ستتفوّق على التعليم والأخلاق، خاصة مع ما نشهده من تنكيس في قيمة المدارس والدراسة في ظل هذا الانجراف الرقمي.
لذلك، يبرز نداء المصلحين للمؤسسات الحكومية الشريفة بضرورة التحرك الفوري. يجب أن يتجاوز دور الحكومة الاهتمام بالقوانين التقليدية ليطال الفضاء الرقمي.

هناك ملحة لوضع قوانين رادعة لضبط محتوى السوشيال ميديا، وتجريم المحتوى الذي يشجع على قلة الحياء والانحطاط الأخلاقي.
ويجب أن تكون هذه العقوبات صارمة، تطال صانع المحتوى، وبالأخص المسؤول القانوني عنه من الأهل، لضمان تحملهم الكامل لمسؤولية توجيه أبنائهم والحفاظ على النسيج الاجتماعي والتربوي.
إن المجتمع لن ينجو من هذه الفوضى الرقمية إلا بتضافر جهود الوعي الاجتماعي مع قوة القانون الرادعة.