11-10-2025 09:08 AM
بقلم : نضال أنور المجالي
في لحظة تاريخية عصيبة، حيث كانت غزة تواجه أعتى فصول العدوان، لم يقف الأردن متفرجاً. بل انطلق جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ليقود جبهة دبلوماسية وإنسانية لم تتوقف، مؤكداً أن وقف إطلاق النار ليس مطلباً عابراً، بل هو البداية الضرورية لإنهاء الحرب نهائياً.
لقد جاء تأكيد جلالته بأن "وقف إطلاق النار في غزة خطوة مهمة يجب أن تفضي إلى نهاية الحرب" ليحدد البوصلة بوضوح: الهدنة المؤقتة ليست كافية. الهدف هو تثبيت الأمن وتحقيق العدالة لشعب محاصر، وضمان أن "تصل المساعدات بلا قيود".
الدبلوماسية الملكية: ميزان القوة والتأثير
لم تعتمد جهود الأردن على الخطابات فحسب، بل على حراك ملكي مكثف حول العالم، استهدف صناع القرار المؤثرين لإيقاف المذبحة.
رفض مخططات التهجير: كان الملك عبدالله الثاني هو الحائط المنيع في وجه أي محاولة لتهجير الفلسطينيين، جاعلاً هذا الرفض خطاً أحمر دولياً وإقليمياً، مدركاً أن الأمن الإقليمي يبدأ من كرامة الفلسطينيين وصمودهم على أرضهم.
حشد الإجماع الدولي: قاد جلالته جولات مكوكية واتصالات دولية مكثفة لحشد الضغط على المستويات العليا، مؤكداً أن حل الدولتين هو الإطار الوحيد القادر على إرساء سلام مستدام. إن تثمين جلالته لدور الوسطاء في مصر وقطر وتركيا والرئيس ترمب في التوصل للاتفاق، يبرهن على أن الدبلوماسية الأردنية هي القوة الدافعة والمحفزة للعمل المشترك.
حماية المقدسات: استمر جلالته في حمل راية الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية، محذراً من محاولات تغيير الوضع التاريخي والقانوني في القدس، رابطاً بين استقرار القدس وأمن غزة.
التزام إنساني لا يتوقف: "السند بلا قيود"
في الجانب الإنساني، لم ينتظر الأردن رفع الحصار، بل تحدى الصعاب.
قيادة الإغاثة الجوية: مشاركة جلالة الملك الفعلية في عمليات الإنزال الجوي للمساعدات، هي رسالة تضامن ملكي غير مسبوق، أضاءت أمل المحاصرين في شمال غزة، وألهمت دولاً أخرى للانضمام إلى هذا الجهد الحيوي.
عقد مؤتمر الاستجابة: كانت دعوة الأردن واستضافته لمؤتمر الاستجابة الإنسانية الطارئة دليلاً على أن المملكة تضع القضية في صدارة أجندة العالم، مطالباً بإلغاء كل القيود لإنقاذ الأرواح.
المستشفيات الميدانية: يشكل استمرار عمل المستشفيات الميدانية الأردنية شريان حياة ثابتاً، يؤكد على أن الالتزام الأردني هو التزام عملياتي على الأرض، وليس مجرد تصريحات سياسية.
ختاماً: الأردن.. حارس القضية
لقد أثبت الملك عبدالله الثاني أن الأردن ليس مجرد دولة جوار، بل هو العمق الاستراتيجي والوطني للقضية الفلسطينية. وعندما يؤكد جلالته أن "سيظل الأردن السند للشعب الفلسطيني الشقيق في سعيهم للحرية والدولة على ترابهم الوطني"، فهو يضع ختم الالتزام التاريخي الذي لا يلين.
إن وقف إطلاق النار هو انتصار للإرادة الأردنية والجهد الدبلوماسي الملكي الذي لم يهدأ، وهو خطوة تستوجب المضي قدماً نحو الهدف الأسمى: إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
حفظ الله الاردن والهاشمين وفلسطين
الكاتب نضال انور المجالي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
11-10-2025 09:08 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |