بقلم : احمد محمد عبد المجيد علي
- ابو النحس المتشائل - في بقعة ارض صغيرة ،لا تزيد مساحتها عن 365كم2 وشعب يعيش بمساحات ارض ،الأصغر في العالم بالنسبة لعدد السكان ،ومحاصر من أعوام طويلة ،وقبلها محتل ،وقد اذاقوا المحتل صنوفا من النضال الموجع ،مما حدا بجنود الاحتلال الامتناع عن دخول غزة بعد مغيب الشمس، وصرح قادتهم أنهم يتمنون أن يصبحوا ويجدوا البحر قد ابتلع غزة وأرضها وشعبها ،في المقابل استمر هذا الشعب في النضال بانواعه ، بعد أن هرب العدو وجنوده من غزة ،واصبحت بلا احتلال ولا محتل مجرم ،فقط حصار شديد من البر والبحر على ما يقارب ثلاثة ملايين انسان غزي ، ولازالوا يبنون الجامعات ودور العلم والابراج والأسواق كاي شعب غير محاصر ، وحفروا الأنفاق التي كانوا يُدخلوا من خلالها كل شيء إلى غزة حتى السيارات في الجهة المصرية ،ولم ينسوا العدو ومقارعته كي يخرجوه ويطردوه من أرضهم غزة ،فطوروا واخترعوا الاسلحة والمعدات والصواريخ التي أصبحت، يحسب لها في اسرائيل الف حساب ،وكان عباس الذي تفاجأ بها قد وصفها بالعبثية ،استهزاءاً بها ،
وان كل انواع واشكال الحصار لم تمنعهم من العيش كشعب ودولة ،وخاضوا بعض الحروب مع العدو وكانوا الند القوي الصامد أمامه ،وجاء السابع من أوكتوبر ، الزلزال ،الذي صنع اخبار لم يكن يتخيلها أو يتوقعها أحد ،حوالي الف مجاهد سطروا التاريخ الفلسطيني من جديد، أسروا واستولوا على أهم مناطق العدو بساعات واستطاعوا الاستيلاء على كل المعلومات المهمة والمهمة جدا ،وعادوا إلى غزة ،والعدو لم يصحوا بعد من الصدمة*والغفلة ،وبُدأ حينها كتابة فصل جديد من القضية الفلسطينية هذا الفصل الذي عرّف العالم حقيقة العدو ،هذه الحقيقة التي كانت غائبة عن كل شعوب الأرض ،او بالأحرى شعوب الأرض مغيبين عنها ،واستمر العدو في قتل الناس الذين كانوا امامه ،لأن المناضلين المسلحين مختفين عن الأنظار في الانفاق ،وايام وراء ايام والعدو يستخدم كل أساليب القتل والتنكيل بأهل غزة ولا زالوا صامدين حاسبين صمودهم وتضحياتهم تلك ، عند الله ، ومرت ايام العامين بكل قسوتها وعنفها ولم يستطيع العدو إلا قتل عدد من قادة المقاومة الابطال ليس إلا،*وقليل من المقاتلين.
لقد كان السابع من أكتوبر كما قلت زلزال هز كل العالم وغير قناعات الامم والشعوب تجاة اسرائيل ومن وراءها، واتضحت حقيقة الشعب الفلسطيني ،الذي غدا يسعد بتعاطف شعوب الأرض كلها معاه بالمظاهرات والاحتجاجات التي لم تتوقف طيلة السنتين الماضيتين ولازالت ،وتعرّت دولته وسقطت هالتها باعتقال اطفال لم يتجاوز أعمارهم الثماني سنوات،
أن السابع من أكتوبر ،رسم احرف نضال عالمي للقضية الفلسطينية وغيّر مفاهيم الشعوب وقناعاتها ،واصبح معروف لدي الشعوب حقيقة اسرائيل العنصرية التي تستبيح كل شيء يتعلق بالشعب الفلسطيني صاحب الأرض المسروقة والحقوق المهضومة،
فالسابع من أكتوبر ليس كمثله شيء،فأظاهر القضية الفلسطينيه وحماها من التغيب والزوال المؤقت ،حيث أصبحت حديث واخبار الكون ،كما فضح كل الأكاذيب الصهيونية التي كانت على مدى عشرات*السنين، واضهر هشاشة نظامها الديمقراطي التي تتحدث عنه ،وقوتها العسكرية التي لم تكن شيئا يعول*علية*كما ظهر ،والليل المظلم الذي عاشته بسبب صواريخ المقاومة التي كانت تدك كل المناطق المحتلة وعلى مدار ايام