07-10-2025 11:15 AM
سرايا - بقلم: القنصل الفخري لجمهورية الدومينيكان حمدان زريقات - عندما يحبّ المسؤول عمله ويخلص له، تتحوّل الإنجازات إلى واقع يلمسه الناس، وتتحرك عجلة التطوير رغم محدودية الإمكانات.
وقد لمست ذلك بنفسي خلال زيارتي أمس إلى دار محافظة جرش للسلام على عطوفة المحافظ الدكتور مالك خريسات، والتعبير له كأحد أبناء جرش عن التقدير والامتنان للجهود الكبيرة التي يبذلها في خدمة المحافظة وتطويرها.
لطالما شكّل ملف المياه الهاجس الأكبر لأهالي جرش، حيث كانت بعض المناطق تنتظر أكثر من أربعين يومًا حتى تصلها المياه.
لكننا اليوم نشهد بداية انفراجة حقيقية بعد أن رفع المحافظ صوته عاليًا أمام دولة رئيس الوزراء خلال اجتماع المجلس الوزاري في جرش، مؤكدًا أن المحافظة "مظلومة في حصتها المائية".
منذ ذلك الحين، تابع الدكتور خريسات الملف شخصيًا، وبجهدٍ متواصل مع الجهات المعنية في الميدان، وبدأ المواطنون يلمسون تحسنًا ملموسًا في التزويد المائي.
كما فتح المحافظ أبواب مكتبه وهاتف المحافظة أمام المواطنين لتلقي الشكاوى مباشرة، وهو ما عزّز الثقة والتواصل بين المواطن والسلطة المحلية.
كان وسط مدينة جرش معاناة يومية للسكان والزوار بسبب الازدحام والبسطات العشوائية، لكن اليوم تغيّر المشهد بالكامل.
فبقرار إداري حازم من المحافظ، وبالتعاون مع البلدية والأجهزة الأمنية، تمت إزالة التعديات وتطبيق الأنظمة، لتصبح الحركة أكثر انسيابًا.
ويكفي أنني استطعت مؤخرًا عبور السوق القديم بسيارتي خلال خمس دقائق فقط في وقت الذروة، بعد أن كان ذلك يستغرق أكثر من عشرين دقيقة سابقًا.
بجهود المحافظ، تم الاتفاق مع وزارة الأشغال العامة على إعادة تأهيل المدخل السياحي لمدينة جرش الذي يقود إلى المواقع الأثرية، ليليق بمدينة كانت إحدى عواصم "الديكابوليس" العشر في العصر الروماني.
كما تم حلّ مشكلة مدخل الطوارئ في مستشفى جرش الحكومي الذي كان يعاني من إغلاقات متكررة بسبب اصطفاف المركبات بشكل عشوائي.
اليوم، الطريق مفتوح وآمن لوصول سيارات الإسعاف، بعد متابعة حثيثة من المحافظ وتطبيق القانون على المعتدين على الطريق العام.
ما لفت نظري أيضًا خلال الزيارة هو التحول المذهل داخل مبنى المحافظة، حيث كانت مساحة كبيرة في الطابق الأول مغلقة لسنوات وتُستخدم كمستودع، لكنها اليوم أصبحت قاعة اجتماعات حديثة مجهزة بالكامل بالطاولات والشاشات وأجهزة الصوت والتكييف، دون أن تتحمل خزينة الدولة أي كلفة تُذكر، إذ تم تجهيزها بجهود المحافظ واتصالاته مع المؤسسات الداعمة.
ومن المقرر أن يتم افتتاح القاعة رسميًا قريبًا من قبل معالي وزير الداخلية، الذي يُعدّ – كما نعلم – قدوة في العمل والانضباط، ويمثل نموذجًا يحتذى به في الوزارة.
ما يحدث في جرش اليوم يثبت أن الإنجاز لا يحتاج إلى ميزانيات ضخمة بقدر ما يحتاج إلى إدارة مخلصة تحبّ عملها وتؤمن برسالتها.
الدكتور مالك خريسات مثال حيّ على رجل الميدان الذي يعمل بصمت، ويُتابع التفاصيل بنفسه، مؤمنًا بأن من يحبّ عمله لا ينتظر الموارد بل يصنعها.
لقد أحبّ محافظ جرش مدينته، فأحبّته جرش.
مدينة الجمال والتاريخ والسياحة، التي إن أُحسن استثمارها، يمكن أن تكون درة السياحة الأردنية بحق.
وهذا ما بدأ يتحقق اليوم، بفضل مسؤول أحبّ عمله وأخلص له، فانعكس إخلاصه على أرض الواقع.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
07-10-2025 11:15 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |