حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,6 أكتوبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 4942

روشان الكايد يكتب: قراءة في رد حماس على خطة ترامب

روشان الكايد يكتب: قراءة في رد حماس على خطة ترامب

 روشان الكايد يكتب: قراءة في رد حماس على خطة ترامب

06-10-2025 12:37 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : روشان الكايد
لم يكن رد حركة حماس على خطة ترامب مفاجئاً بقدر ما كان لافتاً .
فالحركة التي اعتادت على تبني خطاب الرفض الحاد لأي مبادرة أمريكية أو إسرائيلية، وجدت نفسها هذه المرة أمام اختبار سياسي معقّد: إما أن تتمسك بالرفض المطلق فتخسر موقعها في المعادلة الإقليمية والدولية، أو أن تنخرط – ولو بشكل مشروط – في مسار قد يفتح لها أبواباً جديدة على صعيد الاعتراف السياسي وتخفيف الحصار .

أولاً: البعد السياسي الداخلي

تسعى حماس عبر هذا الرد إلى إظهار نفسها كفاعل سياسي مسؤول، قادر على التفاوض واتخاذ قرارات إستراتيجية، وليس مجرد حركة مقاومة عسكرية .

هذه الموافقة تضعها على قدم المساواة – أو هكذا ترغب – مع باقي الأطراف الفلسطينية التي تُقدَّم عادة باعتبارها "الممثل الشرعي" أمام المجتمع الدولي .

ثانياً: المكاسب التكتيكية

الموافقة لا تعني بالضرورة القبول بكل بنود الخطة، وإنما تمثل محاولة لإبقاء الحركة داخل دائرة الفعل السياسي .

فبدل أن تُعزل وتُتهم بالتشدد، تحاول حماس الظهور كطرف منفتح على أي مبادرة قد تخفف من وطأة الحصار المفروض على غزة وتمنحها مساحة للحركة سياسياً واقتصادياً .

ثالثاً: الرسائل الإقليمية

إقليمياً، يحمل هذا الرد إشارات واضحة للدول العربية والإسلامية بأن حماس ليست عائقاً أمام أي تسوية، وأنها قادرة على التكيف مع المعادلات المتغيرة في المنطقة .

هذا قد يعزز من فرصها في بناء تحالفات أوسع، خصوصاً مع القوى التي تبحث عن حلول وسط تحفظ استقرار الإقليم وتُجنب الإنفجار .

رابعاً: التحدي الجماهيري

لكن التحدي الأكبر يبقى في كيفية إقناع الشارع الفلسطيني، ولا سيما قواعد الحركة، بأن هذه الموافقة المشروطة ليست تنازلاً عن الثوابت أو تخلياً عن حق المقاومة، فالشرعية الشعبية التي تستند إليها حماس لا تقل أهمية عن أي مكاسب سياسية قد تحققها من الخارج .

خامساً: القراءة الدولية

بالنسبة لواشنطن وتل أبيب، فإن مجرد قبول حماس بدراسة الخطة يُعتبر انتصاراً معنوياً، إذ يثبت أن الحركة – التي طالما وُصفت بالرفضية – بدأت تنخرط في "السلام" وفق الشروط الأمريكية، وهذا بحد ذاته قد يُستخدم كورقة ضغط على باقي الفصائل الفلسطينية، أو كدليل على نجاح السياسة الأمريكية في جرّ الجميع إلى طاولة واحدة .

وفي النهاية، رد حماس على خطة ترامب ليس مجرد موقف سياسي عابر، بل هو انعكاس لحسابات دقيقة تتعلق بمكانتها في الداخل والخارج .
قد تُكسبها هذه الموافقة بعض النقاط في اللعبة الدبلوماسية، لكنها ستبقيها أيضاً تحت مجهر جمهورها، الذي يراقب بحذر أي خطوة قد تُفسَّر كخروج عن الثوابت الوطنية .











طباعة
  • المشاهدات: 4942
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
06-10-2025 12:37 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل تنهي خطة ترامب حرب "إسرائيل" على غزة وتدفع نحو إقامة دولة فلسطينية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم