04-10-2025 08:24 AM
سرايا - تشتهر جمهورية جورجيا بتنوعها الطبيعي وتاريخها العريق، وتعد وجهة سياحية آخذة في الصعود بفضل مزيج فريد من الجبال والقرى القديمة والثقافة الضاربة في جذور القوقاز. من بين أبرز المناطق التي تستحق الزيارة ثلاث وجهات تمنح المسافر صورة متكاملة عن جمال البلاد: مدينة كوتايسي، وسفانيتي العليا، وبلدتا شاتيلي وموتسو التاريخيتان. هذه المناطق تجمع ما بين التراث المعماري والمناظر الجبلية الساحرة والتجارب الثقافية الأصيلة التي تعكس روح جورجيا المتنوعة.
كوتايسي.. مدينة التاريخ والطبيعة
تُعد كوتايسي ثاني أكبر مدينة في جورجيا، وإحدى أقدم المدن المأهولة في أوروبا، إذ يعود تاريخها إلى أكثر من ثلاثة آلاف عام. تقع في منطقة إيميريتي غرب البلاد، وتتميز بطبيعتها الخضراء ومعالمها الثقافية والدينية. من أبرز ما يمكن زيارته في المدينة دير جيلاتي المدرج على قائمة التراث العالمي لليونسكو، والذي أسسه الملك دافيد الرابع في القرن الثاني عشر ويضم جداريات ومخطوطات تاريخية. كما تعد كاتدرائية باغراتي رمزاً معمارياً يعكس حقبة العصور الوسطى.
بعيداً عن المعالم التراثية، تمنح كوتايسي زوارها فرصة لاستكشاف كهوف مذهلة مثل كهف بروميثيوس الذي يضم تشكيلات صخرية مضيئة وبحيرات داخلية، بالإضافة إلى وادي أوكاتسي ومساراته التي تطل على مناظر طبيعية خلابة. وتوفر المدينة رحلات يومية إلى المحميات الطبيعية والشلالات القريبة، مما يجعلها نقطة انطلاق مركزية لاكتشاف غرب جورجيا.
سفانيتي العليا.. حيث تعانق القرى القمم
تقع سفانيتي العليا في قلب جبال القوقاز الشاهقة وتُعرف بأنها منطقة تقليدية حافظت على عاداتها ومبانيها لقرون طويلة. تشتهر بوجود أبراج حجرية دفاعية بُنيت في العصور الوسطى لمقاومة الغزوات، وهي اليوم أحد أكثر الرموز المعمارية تميزاً في جورجيا.
مدينة ميستيا هي المركز الرئيسي للمنطقة وتعتبر قاعدة مثالية لمحبي التنزه والتزلج ومسارات الجبال. يمكن من هناك القيام برحلات إلى قرية أوشغولي، التي تُعد من أعلى القرى المأهولة في أوروبا، وتحيط بها قمم ثلجية مثل جبل شخارا. كما توفر سفانيتي العليا تجارب ثقافية من خلال المتاحف المحلية التي تعرض أزياء تقليدية وأسلحة قديمة وأعمالاً فنية أيقونية. وتُعد المنطقة وجهة مفضلة للمصورين بفضل مناظرها البكر والهواء النقي والهدوء الجبلي.
شاتيلي وموتسو.. حصون الزمن العتيق
في الشمال الشرقي من جورجيا، تقع قريتا شاتيلي وموتسو في منطقة خيفسوريتي النائية، وهما من أكثر الوجهات إثارة لعشاق التاريخ والمغامرة. تقع شاتيلي على منحدرات قاسية وتضم مجموعة من الأبراج والحصون الحجرية التي تعود إلى القرون الوسطى، وقد صُممت لحماية القاطنين من الهجمات. مبانيها المتلاصقة وشوارعها الضيقة تمنح الزائر إحساساً بأنه يسافر عبر الزمن.
على مقربة منها تقع موتسو، وهي قرية شبه مهجورة ولكنها لا تزال تحتفظ بجدرانها الدفاعية وبرج مراقبة يطل على الوديان المحيطة. الوصول إلى هذه القرى يتطلب أحياناً القيادة عبر طرق جبلية وعرة أو المشي لمسافات طويلة، مما يجعل التجربة جزءاً من المغامرة ذاتها. وتُقام في المنطقة مهرجانات تقليدية في الصيف يحتفل فيها السكان بالعادات القديمة والرقصات الشعبية.
في النهاية، تقدم كوتايسي وسفانيتي العليا وشاتيلي وموتسو مزيجاً ساحراً من التاريخ المتجذر والجبال الطبيعية والثقافات الأصيلة التي لم تمسّها الحداثة بالكامل. سواء كنت تبحث عن العمارة القديمة، أو القرى المعزولة، أو المغامرات الجبلية، فإن هذه الوجهات الثلاث تمنحك لمحة عن جوهر جورجيا الحقيقي، حيث يلتقي الماضي بالحاضر بين القمم والوديان.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
04-10-2025 08:24 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |