30-09-2025 10:07 AM
بقلم : د. دانييلا القرعان
لا شك بأن لهذا اللقاء الذي جرى في قصر الحسينية وضم 11 من رؤساء الوزراء السابقين دلالات سياسية ورمزية مهمة، فقد تحدث جلالته عن التطورات في المنطقة خاصة الأوضاع في غزة، ومعها إشارة للعدوان الإسرائيلي على قطر وما يُعدّ تعدياً يحمل رسائل تهديد، وحتماً عرج جلالته على نتائج زيارة نيويورك التي وصفها أنها “ناجحة” لكن تبقى الإشارة الأكبر - بنظري - تأكيد جلالته بأن الأردن “على أتم الاستعداد لحماية سيادته وأمنه.”.
بحسب ما أُعلن للأعلام فقد أدار جلالته حديثاً موسعاً مع أصحاب الدولة عن وجود تنسيق عربي لقيام خطة شاملة بشأن غزة، وبأنه لمس إجماعاً عربياً ودولياً بأن “حل الدولتين” هو السبيل لتحقيق السلام.
أما ما يتعلق بدلالات هذه الإجتماع، فتنطلق من باب الحكمة في إستحضار رؤوساء حكومات سابقين، رغبة من جلالته بالإستماع إلى تجاربهم وآرائهم خاصة في هذه الفترة الحساسة المفصلية، وكحرص منه على ضرورة التكاتف الوطني وبإشراك رموز العمل الحكومي السابق وكأن جلالته يسعى الى تمتين جبهتنا الوطنية المتوافق عليها في مواجهة التحديات وتوحيد الموقف الداخلي وبالتالي، يمكن اعتبار الهدف من اللقاء هو توجيه رسائل داخلية وخارجية بأن الأردن وعلى الدوام على أتم الاستعداد للدفاع عن مصالحه وتأكيد سيادته وأنه إذ يقف بثبات فهو لا يقبل الاعتداء أبداً على مصالحه أو على محيطه.
وبحسب رأيي المتواضع، هذا اللقاء يعكس دور القيادة في وقت الأزمات والتطورات الكبرى، وأن للقائد حق استعادة الشخصيات القوية ذات الخبرات في إطار تعزيز موقفه، ومع ذلك، يمكني أن أعتبر اللقاء اختباراً من جلالته للنخب للإطمئنان منها على متانة الجبهة الوطنية ومدى استعدادها للمضي في قرارات ذات علاقة بالأمن والسياسة الخارجية، إذ من غير المستبعد، أن يكون اللقاء تمهيد لقرارات مهمة أخرى ربما حان للقيادة إتخاذها بفترة قادمة، المهم، دعونا ننتظر ولا نستبق الأحداث، فنحن كأردنيين، كلنا ثقة بقيادتنا الهاشمية الحكيمة أنها تضع وعلى الدوام، مصلحة الأردن وقضية فلسطين، على سلم أولوياتنا الوطنية.
.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
30-09-2025 10:07 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |