30-09-2025 09:24 AM
بقلم : ماهر أبو طير
تجاوز رئيس الوزراء عقدة المائة يوم، بعد مرور كل هذه الفترة، ومن المؤكد هنا أن هناك قبولا عاما للرئيس بين الأردنيين.
السبب في ذلك ليس الاصطفاف الشخصي، مع الرئيس أو ضده، بل لحاجة الأردنيين إلى نموذج غير دعائي في العمل الرئاسي، ومن المؤكد هنا أنهم يلمسون إصرارا لدى الرئيس على التغيير الإيجابي.
هناك تيار محدود في الأردن يريد أن يثبت أن كل رئيس حكومة فاشل، ويبحث هذا التيار عن أي ثغرة، حتى أنك تسمع كلاما حول جدوى الجولات، برغم أنها ليست جولات علاقات عامة، وتستهدف تحريك الوزراء والأمناء العامين والمديرين، والذهاب إلى المواقع، وإصلاح أي خلل بالإمكانات المتاحة، وطمأنة الأردنيين أن هناك نية فاعلة للتغيير، وليس مجرد ترضية الخواطر واستيعاب العتب في الشارع، وطمـأنتهم حول مستقبلهم أيضا، وحياتهم الحالية.
لفت انتباهي كثيرا زيارة الرئيس الأخيرة إلى العقبة، وتصريحات الرئيس عن أن..." مؤشرات الأردن الاقتصادية رغم كل تحديات الإقليم في تحسن مستمر، من حيث أرقام السوق المالي، والصادرات، وحجم المناولة في ميناء الحاويات وغيرها فكلها أرقام قياسية، وأرقام السياحة تحقق نموا قياسا بالفترة ذاتها من العام الماضي، ونأمل الاستمرار في هذا المسار وأن ترتفع أرقام النمو تدريجياً حتى نحقق الهدف الأول والأهم وهو تخفيض معدَّل البطالة وتوفير فرص التشغيل للأردنيين، وأنَّ العقبة ستكون منطلقاً لأهم المشاريع الإستراتيجية الوطنيَّة؛ وستكون نقطة البداية لمشروع الناقل الوطني للمياه ومشاريع السكك الوطنية، إلى جانب الاستمرار في تطوير الموانئ والمصانع، وتوسعة المشاريع السياحية فيها".
التصريحات المطولة مهمة جدا، وهي تأتي في توقيت حساس، وتركز على الجانب الاقتصادي والاستثماري في العقبة وبقية المحافظات، لكن ربما الأهم ما أشار إليه الرئيس حول الحاضنة التي تستوعب هذه التوجهات، أي استقرار الأردن وقوته ومنعته وسط هذه التحديات، التي يجب أن لا تجعلنا نتراجع للوراء، بل كانت أساسا لإدامة الأردن، وحياة الأردنيين، أمام كل هذه التقلبات.
من المؤكد هنا أن الأردنيين يحتاجون تغيرات أسرع، بسبب ثقل الظروف عموما، وهذا يفسر أحيانا الشعور بالسلبية في ظل أزمات تقر بها الحكومة أي الفقر والبطالة، وغير ذلك، ولكن من جهة ثانية يبدو الإرث ذاته ثقيلا جدا، في ظل منطقة تتعرض للحروب، وليس معروفا إلى أين تذهب، بما يعني أن التحديات أمام الأردن بنيوية ولا ترتبط فقط بشخص هذا المسؤول أو ذاك، بقدر تأثرها بما يجري.
في وقت سابق وبعد ليلة من عبور الصواريخ الإيرانية سماء الأردن نحو كينونة الاحتلال، أكمل الرئيس برنامجه في اليوم التالي وذهب إلى الأغوار، لأنه يريد أن يوصل الرسالة الأهم، أي أن الأردن مستقر وآمن، وان الحياة يجب أن تبقى طبيعية، وان نخرج من حالة الترقب والحذر التي تطغى على المشهد، لأننا نهاية المطاف نعيش في بلد وسط الأزمات لكن ترقية حياته الاقتصادية، أمر ممكن إذا واصل الجميع عملهم، بما في ذلك القطاع الخاص، الذي يعد الأهم اليوم من حيث فتحه للوظائف، ودفع الضرائب، وتنمية الاقتصاد.
مناسبة هذا الكلام أن مؤشرات الحكومة مستقرة، فيما بعض خصومها يشعرون بالغيظ ويصرون على أنها لا تفعل شيئا مقارنة بغيرها، وينزعون بعيدا عبر الكلام عن سيناريو الحرب، وحاجة الأردن إلى حكومة حرب، مع معرفتنا أصلا، أن الدافع الشخصي مكشوف وراء الكلام، حتى لو تلون بدوافع عامة هذه الأيام، واستثمر في متاعب وهموم الناس، في سياقات ليس الآن محلها.
حق النقد متاح، ولا أحد يحجر على الآخر رأيه، لكن دون أن يتم توظيف هذا الحق في تصفية الحسابات، لأننا في توقيت لا يحتمل أصلا كل هذه الألعاب، ولا من يديرها في عمان السياسية وشقيقاتها.
سواء كنت مع الرئيس أو ضده، عليك أن تعترف أنهم يحاولون حقا.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
30-09-2025 09:24 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |