29-09-2025 09:06 AM
بقلم : ا. د. أمين مشاقبة
توالت الاعترافات بالدولة الفلسطينية وعلى حدود الرابع من حزيران للعام ١٩٦٧، اذ وصل عدد الدول الى ١٥٩ دولة من أصل ١٩٤ دولة عضو في الأمم المتحدة وهذا يُشكل نقطة بداية للتحول العالمي وخصوصاً في اوروبا ومرده ازدياد درجات الوعي والادارك السياسي لدى الشعوب الأوروبية والضغط الذي فعلته على الادارات السياسية، وكذلك سقط السردية الإسرائيلية امام حالة التوحش والابادة الجماعية، وانكشاف العنصرية المُستندة للاستخدام المُفرط للقوة، ويُضاف الى ذلك تراجع القوة الصهيونية امام الماسونية في أوروبا، فالوعي الاوروبي المُنادي بالقانون الدولي ومبادئه يدفع تلك الدول لتعديل مسارها التاريخي المُناوئ للشعب الفلسطيني، ناهيك عن الموقف العربي المُوحد منذ انطلاق القمة العربية الاسلامية في الرياض الى مؤتمر نيويورك للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وربما يكون هناك امر الاتفاق مع الادارة الاميركية او العكس سوء العلاقة بين الولايات المتحدة واوروبا دفعت القوى الاوروبية من التخلص للانقياد والتبعية لاميركا وهذا يبقى احتمال قائم. في ضوء هذا الأمر ارى ان هناك تخوفاً من اثارة الشغب من خلال عمليات ارهابية يتم وصمها بالاسلام ويزيد هذا من الاسلامفوبيا بالداخل الاوروبي والكراهية للعرب، واليهود لديهم باع طويل في مثل هذه الاعمال الارهابية لتحقيق مصالح سياسية وباعتقادي ليس من الصعوبة على اسرائيل القيام باعمال تهدد الأمن والسلم الداخلي في العديد من دول اوروبا بما ينعكس إيجاباً على المواقف الاسرائيلية، وترى أن المبادئ الواحد والعشرون التي اطلقها ترامب في وقف الحرب في غزة وإعادة الرهائن، وعدم بل رفض ضم الضفة الغربية وعدم خرق الواقع التاريخي والقانوني للقدس، اذ كانت هناك ارادة حقيقية وجدية صارمة في التنفيذ سيؤدي ذلك الى دعم الحل السلمي القائم على حل الدولتين لكن نرى ان هذا ليس في المنظور القريب انما شکل لبنة اساسية في الاتجاة السليم للحل السلمي، ان الدور الأميركي يشكل دوراً أساسياً اذا فهم أن مصالحه الاقتصادية والسياسية بدأت تتضرر في الساحة العربية ويُضاف الى ذلك التغيير في الرأي العام الاميركي، والنشاطات التي قامت بها قوى ومنظمات وطلبة جامعات مُعادية للسلوك العسكري الوحشي والابادة الجماعية التي قامت بها اسرائيل في غزة والضفة الغربية وظهرت اصوات جمهورية وديمقراطية تُنادي بوقف هذه الحرب وتقليص المساعدات العسكرية والمالية لاسرائيل ومن المعروف أن دافع الضرائب في الولايات المتحدة يدفع يومياً ما مقداره (٧٦) سنتاً لصالح اسرائيل، وبشكل عام فان هناك تبدلاً في الرأي العام الاميركي الذي ما زالت الحركة الصهيونية تتمسك بمفاصله الرئيسية وخصوصاً الكونغرس والاعلام والحملات الانتخابية. وعليه فانه من الأجدى والأقوى ضرورة استمرار الحِراك والضغط العربي واتخاذ المواقف الصلبة لدعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وإنهاء حرب الابادة في غزة، ونصرة الشعب الفلسطيني في حق تقرير مصيره، واهمية اصلاح السُلطة الوطنية الفلسطينية وانطلاق قيادات وطنية جديدة، بكل الأحوال فالعدو الصهيوني ليس سهلاً ومفاوضاً مراوغاً ويمكن له ان يتحايل على الجميع ولننتظر مخرجات لقاء ترامب ونتنياهو يوم الإثنين القادم، وتبقى الاعتراف بالدولة الفلسطينية نقطة انطلاق ايجابية في قادم السنوات.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
29-09-2025 09:06 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |