29-09-2025 08:57 AM
بقلم : ماهر أبو طير
لم يشتهر الشهر العاشر من العام بمسمى شهر أكتوبر عند أهل بلاد الشام إلا بعد هجوم السابع من أكتوبر عام 2023، لأن اسمه في هذه المنطقة تشرين الأول، وما يعنيه في المرويات الشعبية والأمثال.
أهل مصر يطلقون اسم أكتوبر تاريخيا على الشهر العاشر من العام، وكل عام يحتفلون بحرب أكتوبر عام 1973، وكأن هذا الشهر العاشر له قصة خاصة وحساسة بين العرب وكينونة الاحتلال.
وما دمنا نتحدث عن أكتوبر أو تشرين الأول، وموروثه الخاص، فإننا في شهر أكتوبر المقبل امام اختبارات صعبة جدا، يتشاغل عنها كثيرون وسط هذه الازمات والمحن التي تطل على المنطقة العربية.
شهر أكتوبر المقبل تتعرض فيه مدينة القدس الى اصعب اختباراتها، لأن الإسرائيليين يعتزمون اقتحام المسجد الاقصى بطريقة مختلفة تماما عما مضى وفي أكثر من يوم خلال الشهر العاشر المقبل.
في الثاني من أكتوبر يحل عيد رأس السنة العبرية، وفي الثالث والرابع من شهر أكتوبر طقوس دينية خاصة داخل المسجد الأقصى، ثم عيد الغفران في الحادي عشر من أكتوبر، ثم عيد العرش في السادس عشر من أكتوبر، ثم عيد الأنوار في الخامس والعشرين من أكتوبر، ولكل توقيت من هذه التواقيت ممارسات خاصة بعضها داخل الحرم القدسي، او في ساحة البراق قرب المسجد الاقصى.
هذا يعني أن الشهر العاشر من هذا العام سيكون مختلفا، وتمر وسطه الذكرى الثانية لهجوم السابع من أكتوبر، ما يعني اننا امام مخاطر كبيرة ترتبط بالمسجد الاقصى، والحرم القدسي، والفلسطينيين في القدس، اضافة الى الأردن في ظل علاقة أردنية اسرائيلية متراجعة.
العلاقة الأردنية الاسرائيلية المتراجعة عليها ادلة ابسطها اغلاق معبر الكرامة، او جسر الملك حسين، بما يؤذي حركة الفلسطينيين ذهابا وايابا، ويتسبب بأضرار لقطاعات اقتصادية وسياحية أردنية تعتمد كثيرا على الضفة الغربية في مجالات الشحن والسفر والتجارة، مثلما ان المهددات تمتد لتصل الى ملف الاقصى المهدد هذا العام في الشهر المقبل، ولان الرعاية أردنية فقد يتم تضمين الاقصى ضمن البرقيات الاسرائيلية المهددة للأردن استراتيجيا.
هذا يقول بالضرورة ان الشهر المقبل ليس هينا على الفلسطينيين والأردنيين معا، لاعتبارات مختلفة، بما يجعل التساؤلات اليوم مضاعفة حول الواجب فعله لوقف الجنون الاسرائيلي الذي يتجلى بالاعتداء على المقدسات، في سياق شطب هوية المدينة الاسلامية والمسيحية ايضا، وفي سياق السعي لنزع السيادة الدينية عن الاقصى من يد الأردن، من خلال فرض السيادة الاسرائيلية، قانونيا، او عبر ما سنراه هذا العام من تجاوزات غير مسبوقة في التواقيت التي تحدثت عنها سابقا تحت عناوين دينية اسرائيلية تريد تهويد الاقصى.
في العامين الماضيين كامت البرقيات الاسرائيلية في أكتوبر موجهة الى الفلسطنيين، لكن على الارجح هذا العام، سيتم شمول الأردن مع الفلسطينيين ضمن حزمة البرقيات، وذلك من بوابة الاقصى بعد الجسور بما يعنيه الاقصى من حساسية دينية، وبما يفرض على الأردن منذ اليوم الاستعداد جيدا.
علينا الا ننتظر ما سيحدث بشكل مباغت خلال أكتوبر المقبل، داخل الحرم القدسي، وعدم الركون الى الضمانات الاميركية، ولا وصفات الحل السياسي في الملف الفلسطيني، والتي يطرحها الاميركيون فيما يزودون الاحتلال بالصواريخ والقذائف لمواصلة قتل الابرياء، لان مخطط الأقصى متواصل، ولن يتم التراجع اسرائيليا عنه ابدا.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
29-09-2025 08:57 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |