28-09-2025 02:21 PM
بقلم : أ.د. زياد ارميلي
يثبت سمو الأمير علي بن الحسين، رئيس الاتحاد الأردني لكرة القدم، أنه قائد شجاع لا يكتفي برعاية كرة القدم الأردنية فحسب، بل يحمل هموم الأمة وقضاياها العادلة إلى المنابر الرياضية الدولية. إعلانه الأخير عن تنسيق مشترك مع الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم للتحرك نحو الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) والاتحاد الأوروبي (يويفا) لتجميدعضويةالاتحادالإسرائيلي، ليس مجرد موقف عاطفي، بل هو قرار مبني على إدراك عميق لمسؤولية الرياضة في إحقاق العدالة، وفضح ازدواجية المعايير في العالم.
الأمير علي، الذي عرفته الأوساط الرياضية العالمية بجرأته وصدقه، يضع اليوم أمام "فيفا" و"يويفا" اختباراً حقيقياً: هل ستلتزم المؤسستان الرياضيتان بما تدّعيانه من مبادئ أخلاقية وإنسانية؟ أم ستستمران في سياسة الكيل بمكيالين؟ فحين اندلعت الحرب الروسية – الأوكرانية، لم يتردد العالم الرياضي في معاقبة روسيا وإبعادها عن البطولات الدولية، بحجة أن الرياضة لا يجب أن تكون أداة بيد المعتدي. وإذا كان هذا المنطق صحيحاً هناك، فهو أكثر وجوباً في حالة إسرائيل التي تمارس انتهاكات يومية ضد الرياضيين الفلسطينيين، وتدمر الملاعب والبنية التحتية الرياضية، وتحرم جيلاً كاملاً من أبسط حقوقه في ممارسة الرياضة.
لكن ما يميز هذه الخطوة أنها لم تعد مطلباً عربياً أو فلسطينياً فحسب، بل صارت صدىً لموقف عالمي متنام ضد ممارسات الاحتلال. فمنذ أشهر والعالم يشهد مسيرات مليونية ومظاهرات عارمة في عواصم كبرى، من لندن إلى نيويورك، ومن مدريد إلى جوهانسبورغ، ترفع شعارات تدين إسرائيل وتصفها بالدولة المنبوذة. لقد فقد الاحتلال الإسرائيلي ما تبقى من شرعية أخلاقية في نظر شعوب الأرض، ولم يعد هناك مبرر لاستمراره لاعباً عادياً في الساحة الرياضية الدولية بينما يلطخ يديه بدماء الأبرياء.
إن شجاعة الأمير علي في تبني هذا الملف تعيد إلى الأذهان أن الرياضة ليست مجرد منافسة داخل المستطيل الأخضر، بل هي قيمة ورسالة. ومن هنا، فإن تحركه يجب أن يكون بداية لجهد جماعي أوسع، عربي وإسلامي ودولي، يفرض على المؤسسات الرياضية اتخاذ قرار تاريخي بعزل إسرائيل رياضياً، تماماً كما عُزل نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا سابقاً، وكما عُوقبت روسيا في وقتنا الحاضر.
ولعل الرسالة الأهم التي يوجهها الأمير علي اليوم هي أن العالم لم يعد يحتمل صمت الفيفا ولا ازدواجية يويفا، وأن الجماهير التي تخرج بالملايين في العواصم الغربية والشرقية تقول بصوت واحد: لا مكان لدولة الاحتلال في ملاعب الرياضة. إن عزل إسرائيل رياضياً ليس خياراً سياسياً بل واجب أخلاقي، وحين تنتصر الرياضة للحق، فإنها تعيد للإنسانية معناها الحقيقي.
أ.د زياد محمد ارميلي/ استاذ جامعي/ كلية علوم الرياضه في الجامعه الاردنيه.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
28-09-2025 02:21 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |