28-09-2025 12:06 PM
بقلم : آلاء المجالي
في الثالث والعشرين من سبتمبر من كل عام، يتوقف الزمن ليتوقف معه الجميع لحظة تقدير واحتفال بتاريخ عريق وحافل بالفخر. هذا اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية، حيث يلتقي الماضي المجيد بالحاضر المزدهر، ويُحتفى بأمة عظيمة نمت وترسخت على مدار العقود. إنه يوم يجسد قصة وطن عميقة من الكفاح والتحدي، وطن تنبض في أعماقه قيم الأصالة والعزة التي لا تُقاس بأي ثمن.
بدأت هذه الرحلة الملهمة بجهود الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله، الرجل الذي جاء من صحراء نجد ليزرع حلمًا كبيرًا على أرض المملكة. قلبه كان أكبر من صحارى نجد، وإرادته أقوى من كل العقبات التي وقفت في طريقه. بعد سنوات من الجهد والتضحيات، استطاع توحيد شتات الجزيرة العربية معلنًا ولادة المملكة في 23 سبتمبر 1932م، ومنذ ذلك الحين بدأت صفحة جديدة في تاريخ هذا الشعب، صفحة مبنية على تراث غني وعادات أصيلة تشكل «طبع» الإنسان السعودي.
لقد كان المغفور له الملك عبدالعزيز شخصية استثنائية، جمعت بين القوة والحكمة، بين التواضع والكرم، وبين العزم والرحمة. أثر هذا الطبع الراسخ في سلوك شعبه، الذي طالما كان فخورًا بتراثه، محافظًا على عاداته، ومكرمًا لضيوفه بأسلوب يعكس أصالة المجتمع السعودي ودفء كرم الضيافة.
لم تُبنى المملكة على حدود جغرافية فقط، بل على منظومة من القيم والمبادئ التي ربطت الناس بأرضهم وببعضهم البعض، وأوجدت مجتمعًا متماسكًا يحمل هوية ثقافية واجتماعية متينة.
عبر السنين، تسلم الحكم ملوك عدة، كل منهم أضاف إنجازًا وطور مسيرة النهضة والتقدم. من الملك سعود الذي وضع أولى ركائز البنية التحتية الحديثة، مرورًا بالملك فيصل الذي رفع مكانة المملكة عالميًا، إلى الملك خالد الذي أسس قاعدة اقتصادية متنوعة، والملك فهد الذي شرّع قوانين التنمية والبناء، والملك عبدالله الذي أطلق مشاريع عملاقة للنمو رحمهم الله جميعاً، وصولاً إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله الذي يقود المملكة اليوم برؤية شاملة للمستقبل، محافظًا على جذورنا وتراثنا.
هذا المشوار يؤكد أن العادات والتقاليد ليست مجرد تقاليد جامدة، بل هي الأساس الذي ينبني عليه مستقبل الوطن، وهي السبب في ثبات شخصية الإنسان السعودي عبر الأجيال. القيم التي ورثناها من أسلافنا لا تتغير مع مرور الزمن، بل تبقى راسخة قوية تعكس عزتنا وكرامتنا.
في هذا العام، ونحن نحتفل بالذكرى الخامسة والتسعين لليوم الوطني، يأتي شعار «عزّنا بطبعنا» ليجسد حقيقة هامة: أن عزة وطننا وقوته تكمن في طبيعة شعبه، في كرمهم، وشجاعتهم، ووفائهم، وتماسكهم، واعتزازهم بهويتهم. رغم تقلبات الزمن وتغير الظروف، يبقى الطبع السعودي متينًا ينبض بالعزة والفخر في كل مناسبة وكل لحظة.
لا يمكن فصل هذا الطبع عن عاداتنا وتقاليدنا التي تمنحنا القوة وتوجهنا في أصعب اللحظات. من القصص القديمة التي تحكيها الجدات عن كرم البدو، إلى مهرجانات الفروسية والضيافة، إلى احتفالاتنا التي تمزج بين الماضي والحاضر، نرى الطبع السعودي ينبض بالحياة بكل تفاصيله.
في هذا اليوم الوطني، نحتفي بكل ملك مر على حكم هذا البلد، وبكل جيل ورث هذه القيم وحافظ عليها وأضاف لها لمسات عصرية وحديثة. شعار «عزّنا بطبعنا» هو أكثر من مجرد كلمات، إنه رسالة لكل سعودي وسعودية بأن فخرنا الحقيقي ينبع من داخلنا، من طبعنا الأصيل الذي يجمع بين الأصالة والتطور، بين القوة والرحمة، وبين التقاليد والطموح.
اليوم، ونحن نحتفل باليوم الوطني الخامس والتسعين، نحتفل بروح حية تعيش فينا جميعًا، بروح المغفور له الملك عبدالعزيز وبعزيمة الملوك الذين ساروا على خطاه، وبشعب سعودي يفتخر دومًا بعزة لا تنكسر... عزّنا بطبعنا.علاقة شعار "عزّنا بطبعنا" بالعادات والتقاليد والطابع السعودي: فهم أعمق لهويتنا الوطنية.
الملك سلمان والأمير محمد بن سلمان في قلب كل سعودي "عزّنا بطبعنا"
في اليوم الوطني السعودي الـ95، نستذكر بكل فخر وإنجازات القيادة الرشيدة التي جعلت من المملكة نموذجًا فريدًا في التقدم والتطور، متجذرة في هويتها الوطنية الأصيلة. خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظهم الله، يقودان مسيرة عظيمة، تجمع بين الاعتزاز بالتاريخ والهوية، والاندفاع نحو مستقبل مشرق، ليعكس شعار "عزّنا بطبعنا" حقيقة حية في كل خطوة يخطوها الوطن.
بدأ الملك سلمان – حفظه الله – حكمه برؤية واضحة لإبراز الهوية الوطنية، وحماية القيم التي صنعت شخصية الشعب السعودي عبر الأجيال. لم تكن هذه القيم مجرد موروثات محفوظة في الكتب أو التقاليد، بل كانت نبض حياة ينبع من طبع الإنسان السعودي نفسه، الذي يتحلى بالكرم، والشجاعة، والوفاء، والاحترام المتبادل. ومن خلال قيادة الملك سلمان، شهدت المملكة نهضة شاملة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، جعلت من هذه القيم محورًا أساسياً في السياسات التي رفعت من جودة الحياة وأكسبت السعودية مكانة رفيعة على الصعيد الدولي.
على صعيد التنمية، أطلقت قيادة الملك سلمان العديد من المبادرات والمشاريع الضخمة التي تستهدف تطوير البنية التحتية، وتعزيز التعليم، ودعم الصحة، بالإضافة إلى دعم الثقافة والتراث. هذه الإنجازات ليست مجرد أرقام أو مؤشرات، بل هي انعكاس مباشر لروح "العز" التي تتجلى في كل مواطن سعودي، وهي قوة داخلية استمدت من طبعنا الوطني الراسخ.
وفي نفس السياق، كان الفضل لولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي كان دوره محوريًا في تحويل هذه الرؤية إلى واقع ملموس عبر إطلاق رؤية 2030م الطموحة. هذه الرؤية ليست فقط خطة اقتصادية، بل مشروع وطني يهدف إلى تمكين الإنسان السعودي، وتعزيز ثقته بنفسه، وتنويع الاقتصاد بعيدًا عن الاعتماد التقليدي على النفط. في كل مشروع يُطلق، وفي كل مبادرة تُنجز، هناك حرص كبير على أن تكون الهوية الوطنية حاضرة بقوة، وأن تبقى القيم والتقاليد السعودية ركيزة أساسية في بناء المستقبل.
يبرز ذلك جليًا في المبادرات الثقافية والاجتماعية التي يدعمها ولي العهد، والتي تعيد إحياء الفنون التراثية، وتعزز الفخر باللباس الوطني، والاحتفال بالعادات الأصيلة التي تمثل "طبعنا". ففي ظل هذا الاهتمام، لم يعد التراث مجرد ذكرى، بل تحول إلى حراك يومي يعيشه كل سعودي في حياته، ويجدد انتماءه واعتزازه بوطنه.
وفي هذا الإطار، يحتفي اليوم الوطني الـ95 ليس فقط بتاريخنا العريق، بل بالقفزات النوعية التي حققتها المملكة بقيادة الملك سلمان والأمير محمد بن سلمان، حيث يلتقي الماضي بالحاضر في صورة وطنية موحدة. إن شعار "عزّنا بطبعنا" لا يعبر فقط عن اعتزاز الشعب بتراثه، بل يؤكد أن هذه العزة مستمدة من الشخصية السعودية التي تجسدت في قيادة حكيمة استطاعت أن تحافظ على الجذور، وتفتح آفاقًا جديدة أمام المستقبل.
هذا التكامل بين الأصالة والتجديد هو ما يجعل المملكة في مسار ثابت نحو التقدم، فكل إنجاز هو شهادة حية على أن العزة بطبعنا ليست مجرد كلمات تُقال في المناسبات، بل هي روح حقيقية تتنفس في قلوب كل سعودي وسعودية.
في النهاية، اليوم الوطني الـ95 هو احتفال بالوطن، وبقادة صنعوا من العز والكرامة عنوانًا لكل نجاح. إنه يوم نستمد فيه فخرنا من "طبعنا"، ونتطلع إلى غدٍ أكثر إشراقًا بفضل رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان ووولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظهم الله، اللذين يمثلان قلب العز والفخر الوطني في هذا العصر الحديث.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
28-09-2025 12:06 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |