25-09-2025 05:07 PM
بقلم : ابراهيم عبدالله ابراهيم القضاه
في الثالث والعشرين من أيلول لعام 2025، وقف جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، دام الله عزّه وملكه، على منبر الأمم المتحدة، حاملاً همّ الأمة ووجعها، وراسماً بخطابه ملامح مرحلة فارقة في مسار القضايا الدولية. كان خطاباً استثنائياً بكل المقاييس، خطاباً ملؤه الثقة واليقين، وصل أثره إلى أبعد مدى، حتى وصفه المراقبون بأنه من أكثر الخطابات تأثيراً وعمقاً في تاريخ الجمعية العامة.
ذكّر جلالته العالم، من قلب المؤسسة الدولية، بأن فلسطين ليست قضية ثانوية تُرحّل من جيل إلى آخر، بل هي جوهر الصراع في المنطقة، وأن الحرب الوحشية على غزة قد بلغت حداً لا يمكن السكوت عنه. دعا بجرأة وصراحة إلى الاعتراف الفوري بدولة فلسطين المستقلة، مؤكداً أن تجاهل الحق الفلسطيني ليس سوى وصفة لاستمرار الدماء وتفاقم المعاناة.
ولم يقف الخطاب عند حدود السياسة فقط، بل خاطب جلالته ضمير العالم، محذراً من أن استمرار الحروب سيولد أجيالاً فلسطينية وإسرائيلية لا تعرف سوى لغة السلاح، وأن تراكم الألم واليأس لن يجلب سوى المزيد من العنف. وفي الوقت ذاته، شدد الملك على ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى غزة، باعتبارها حقاً إنسانياً لا يجوز المساومة عليه.
وفي حديثه عن القدس الشريف، أكد جلالته مجدداً أن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية ليست مجرد مسؤولية سياسية، بل هي عهد تاريخي وديني يلتزم به الأردن بقيادة الهاشميين. فالأقصى والقيامة سيبقيان في وجدان الهاشميين كما في ضمير الأمة جمعاء، ولن يسمح جلالته لأحد بالمساس بقدسيتهما أو محاولة تغيير هويتهما.
لقد كان موقف جلالة الملك صارماً وواضحاً، بعيداً عن المجاملة أو المواربة. خاطب العالم بصدق وحرارة، مذكراً إياهم أن الحياد أمام معاناة أهل غزة ليس حياداً، بل هو تخاذل، وأن الإنسانية لا تُقاس بالبيانات، بل بالمواقف العملية التي توقف الحرب وتنهي الاحتلال.
لاقى هذا الخطاب صدى واسعاً على المستوى العالمي، إذ تناقلته وكالات الأنباء والمنصات الإعلامية بوصفه خطاباً حمل في طياته نبرة الضمير الإنساني، وأعاد إلى الواجهة البوصلة الحقيقية للصراع في الشرق الأوسط. لقد كان صوت الأردن في الأمم المتحدة هو صوت فلسطين، وصوت العدالة، وصوت كل من آمن بأن الأمن لا يتحقق إلا بالسلام العادل.
إنه خطاب يُكتب بماء الذهب، لأنه لم يأت ليُرضي الأقوياء، بل ليوقظ الضمائر. ومرة أخرى، يثبت الملك عبدالله الثاني أنه القائد العربي الذي لا يتخلى عن ثوابت الأمة، ولا يساوم على حقوقها، وأن حضوره في المحافل الدولية هو استمرار لدور الأردن التاريخي في الدفاع عن قضايا الحق والعدل.
المستشار المالي والقانوني
ابراهيم عبدالله ابراهيم القضاه
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
25-09-2025 05:07 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |