25-09-2025 11:26 AM
سرايا - شهدت الأيام الماضية تحركات دولية مكثفة ضمن مساعي إنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة ورسم ملامح مسقبل القطاع، إذ اُقترحت العديد من المبادرات وأُعيد طرح خطط سابقة، بالتزامن مع انعقاد اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، تتفق جميعها على إيجاد حل مستدام للأزمة المتصاعدة في القطاع الفلسطيني منذ 7 أكتوبر 2023، لكنها تختلف في بعض التفاصيل والإجراءات.
وفي إطار التحرّكات الدبلوماسية، اجتمع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، مع قادة دول عربية وإسلامية، الثلاثاء، لبحث "إمكانية وضع حد للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة".
وشارك في الاجتماع قادة وممثلو 8 دول عربية وإسلامية، وهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وملك الأردن عبد الله الثاني، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد، والرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو، ورئيس وزراء باكستان شهباز شريف، ورئيس وزراء مصر مصطفى مدبولي، إلى جانب وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، ووزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد.
كما رسّخ مؤتمر "حل الدولتين"، الذي عُقد برئاسة سعودية فرنسية مشتركة، في قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، الاثنين، الاعتراف بدولة فلسطين، واعتماد "إعلان نيويورك"، داعياً إلى وقف الحرب الإسرائيلية على غزة، وإنهاء المأساة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون في القطاع،
وقالت فرنسا والسعودية في بيان مشترك، إن المؤتمر الدولي رفيع المستوى أسفر عن اعتماد "إعلان نيويورك"، الذي حظي بتأييد استثنائي من الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية 142 صوتاً، وأشارتا إلى أن "هذا الإعلان الطموح يؤكد الالتزام الدولي الثابت بحل الدولتين، ويرسم مساراً لا رجعة فيه لبناء مستقبل أفضل للفلسطينيين والإسرائيليين ولشعوب المنطقة كافة".
وشهد المؤتمر إعلان عدد من الدول، اعترافها الرسمي بدولة فلسطين، وهي: فرنسا، وبلجيكا، ومالطا، ولوكسمبورج، وإمارة موناكو، وأندورا، وذلك بعد يوم من إعلان بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال.
وفي مستهل الاجتماع، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وقوبل إعلانه في قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة بتصفيق حار.
في المقابل، شاركت ألمانيا وإيطاليا واليابان في المؤتمر، دون أن تعترف أي منها بدولة فلسطين.
ودعت السعودية، دول العالم كافة، إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وقالت إن "تنفيذ حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والدائم في المنطقة"، وألقى وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، كلمة المملكة خلال المؤتمر، مؤكداً أن المؤتمر يمثل "فرصة تاريخية نحو تحقيق السلام وتأكيد الالتزام الدولي بتنفيذ حل الدولتين".
وفي شأن ذي صلة بجهود وقف الحرب الإسرائيلية على القطاع الفلسطيني، عُقد اجتماع بشأن "اليوم التالي ودعم الاستقرار في غزة" حضره الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، وعدد من مسؤولي الدول العربية والأجنبية.
وشهد الاجتماع مناقشة أهمية أن يكون لأجهزة الدولة الفلسطينية "الحق الحصري في امتلاك السلاح"، وأعلنت مصر في هذا الصدد البدء في إجراءات لتدريب قوات الأمن الفلسطينية، استعداداً لليوم التالي لحرب غزة.
وأكد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي الذي شارك في الاجتماع، ترحيب مصر، التي ترعى جهود الوساطة بين إسرائيل وحركة "حماس" لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بـ"ضمانات أمنية للجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على حد سواء، من خلال دعم دولي، ينسحب ما تقدم بطبيعة الحال على عدم وجود دور لحركة حماس، أو أي فصيل فلسطيني آخر في حكم قطاع غزة، بل أن تقوم جميع الفصائل المسلحة بتسليم سلاحها للسلطة الشرعية وهي السلطة الفلسطينية".
الخطة الأميركية لإنهاء حرب غزة
قدم الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ومبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، خلال اجتماع مع قادة وممثلي دول عربية وإسلامية، في نيويورك، خطة من 21 نقطة، تهدف لإنهاء الحرب الإسرئيلية على غزة، بينما رد قادة وممثلو الدول العربية المشاركين في القمة، بخمسة شروط لدعم تلك الخطة، حسبما نقل موقع "أكسيوس" عن 3 مصادر مطلعة.
وتُعتبر هذه المرة الأولى التي يطرح فيها ترمب خطة أميركية، لإنهاء الحرب منذ توليه منصبه في يناير الماضي، فيما ذكرت المصادر أن ردود الفعل داخل القاعة كانت "إيجابية" في مجملها.
وعقد ترمب اجتماعاً مع قادة وممثلي 8 دول عربية ودول أعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، على هامش الأسبوع رفيع المستوى للدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، لبحث مسألة وقف الحرب في غزة.
وأفادت مصادر لـ"أكسيوس"، بأن ترمب أبلغ القادة خلال الاجتماع، بضرورة إنهاء الحرب بشكل عاجل، موضحاً أنه يطرح هذه الخطة لأن استمرارها (الحرب)، "يجعل إسرائيل أكثر عزلة على الساحة الدولية يوماً بعد يوم".
ووفق المصادر، قدّم ترمب مبادئ أميركية لإنهاء الحرب في قطاع غزة، بصيغة معدلة عن أفكار طُرحت خلال الأشهر الستة الماضية، متضمنة تحديثاً لمقترحات كان قد صاغها صهر ترمب جاريد كوشنر، ورئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير.
وتضمنت هذه المبادئ، الدعوة إلى الإفراج عن جميع المحتجزين الإسرائيليين المتبقين في قطاع غزة، والتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، إلى جانب انسحاب تدريجي للجيش الإسرائيلي من كامل قطاع غزة.
كما تضمنت المبادئ، خطة للمرحلة التالية من الحرب، تقوم على إنشاء آلية حكم جديدة في قطاع غزة دون مشاركة حركة "حماس"، إلى جانب تشكيل قوة أمنية تضم فلسطينيين، وجنوداً من دول عربية وإسلامية.
كما نصت المبادئ على تمويل عربي وإسلامي للإدارة الجديدة، وإعادة إعمار القطاع، مع مشاركة محدودة للسلطة الفلسطينية.
الخطة الأميركية لإنهاء حرب غزة
الإفراج عن جميع المحتجزين الإسرائيليين المتبقين.
التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة.
انسحاب تدريجي للجيش الإسرائيلي من كامل قطاع غزة.
طرح خطة لليوم التالي تتضمن إنشاء آلية حكم جديدة في غزة دون مشاركة "حماس".
تشكيل قوة أمنية تضم فلسطينيين وجنوداً من دول عربية وإسلامية.
تمويل عربي وإسلامي للإدارة الجديدة وإعادة إعمار القطاع.
مشاركة محدودة للسلطة الفلسطينية.
5 شروط عربية على خطة ترمب
من جانبهم، قدم القادة العرب مجموعة شروط لدعم الخطة الأميركية، شددوا خلالها على ضرورة أن تمتنع إسرائيل عن ضم أي أجزاء من الضفة الغربية أو غزة، وألا تحتل أي مناطق في القطاع، وألا تُنشئ مستوطنات فيه.
كما طالبوا بوقف الممارسات الإسرائيلية، التي تقوّض الوضع القائم في المسجد الأقصى، إلى جانب زيادة عاجلة للمساعدات الإنسانية الموجهة إلى قطاع غزة.
شروط عربية أمام "خطة ترمب" بشأن غزة
ضرورة منع إسرائيل من ضم أي أجزاء من الضفة الغربية أو غزة.
منع إسرائيل من احتلال أي مناطق في القطاع.
منع إسرائيل من بناء مستوطنات في غزة.
وقف الممارسات الإسرائيلية التي تقوّض الوضع القائم في المسجد الأقصى.
زيادة عاجلة للمساعدات الإنسانية الموجهة إلى غزة.
الخطة العربية لمستقبل غزة
وفي إطار المبادرات الرامية إلى تحديد خارطة الطريق لما بعد إنهاء الحرب على غزة، أكد قادة دول عربية وإسلامية، خلال الاجتماع مع الرئيس الأميركي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، على ضرورة وضع خطة شاملة لإعادة إعمار القطاع، استناداً إلى الخطة العربية الإسلامية، التي طرحتها مصر في مارس الماضي، واعتمدتها القمة العربية الطارئة.
وشدّد المشاركون في الاجتماع على ضرورة إنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وتحقيق وقف فوري لإطلاق النار بما يكفل إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية الكافية باعتباره "الخطوة الأولى نحو سلام عادل ودائم"؛ فضلاً عن الترتيبات الأمنية، وتقديم مساعدة دولية لدعم القيادة الفلسطينية، معربين عن التزامهم بالعمل معاً لإعادة بناء حياة الفلسطينيين في غزة.
الخطة العربية لمستقبل غزة
تتألف الخطة من 112 صفحة تضم خرائط لمشروعات إعادة الإعمار.
ترسم الخطة الملامح العمرانية والخدماتية لمستقبل القطاع.
الكلفة التقديرية لخطة إعادة إعمار قطاع غزة 53 مليار دولار.
الإطار الزمني للخطة ينقسم إلى مرحلتين الأولى للتعافي المبكر وتستغرق 6 أشهر ثم إعادة الإعمار خلال 5 سنوات.
تقدر الخطة إجمالي الأضرار المادية في غزة بـ29.9 مليار دولار.
تُقدر الخطة الخسائر الاقتصادية والاجتماعية بـ19.1 مليار دولار.
تقدر الخطة أن حجم الركام في غزة يبلغ 50 مليون طن.
تشمل الخطة مشروعات إسكان وحدائق ومطاراً وميناءً تجارياً ومركزاً للتكنولوجيا وفنادق على الشاطئ.
تنص الخطة على أن يتولى الفلسطينيون إعادة الإعمار وتشدد على ضمان بقائهم في أرضهم.
وجود ضمانات أمنية للجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على حد سواء من خلال دعم دولي.
عدم وجود دور لحركة "حماس" أو أي فصيل فلسطيني آخر في حكم قطاع غزة.
جميع الفصائل المسلحة تُسلّم سلاحها للسلطة الشرعية المتثملة بـ"السلطة الفلسطينية".
خطة أوروبية وضغوط لإقناع ترمب
كما تسعى دول أوروبية بقيادة بريطانيا وفرنسا، لإقناع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بالموافقة على مبادئ خطة مقترحة لما بعد الحرب على غزة، على أمل أن يتمكن من الضغط على إسرائيل لإنهاء الحرب المستمرة منذ قرابة عامين.
وذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، أن مقترحات الدولتين، التي تدعمها ألمانيا وإيطاليا وتستند إلى 8 مبادئ، تتضمن: "نشر قوة دولية لتحقيق الاستقرار في غزة بتفويض من الأمم المتحدة، وألا يكون لحركة حماس (الفلسطينية) أي دور في أي حكم مستقبلي للقطاع، ونزع سلاحها، وانتقال كبار قادتها للعيش في المنفى"، وفق وصف الصحيفة.
وكانت فرنسا قدمت مقترحاً يهدف إلى تحديد خطوات عملية لتفعيل "إعلان نيويورك" المدعوم دولياً، الذي تم التوصل إليه نهاية يوليو، وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه يجري مشاورات مع الولايات المتحدة وبلير بشأن المقترح.
الخطة الفرنسية لليوم التالي لحرب غزة
تفعيل "إعلان نيويورك" المدعوم دولياً بشأن حل الدولتين.
لا يكون لحركة "حماس" أي دور في أي حكم مستقبلي للقطاع.
نزع سلاح حركة "حماس" تدريجياً بعد انتهاء الحرب.
انتقال كبار قادة "حماس" للعيش في المنفى وإعادة تأهيل آخرين.
نشر قوة دولية لتحقيق الاستقرار في غزة بتفويض من الأمم المتحدة.
نقل مسؤولية الأمن الداخلي في غزة تدريجياً إلى السلطة الفلسطينية.
إخضاع القوات الفلسطينية لفحص من جانب إسرائيل.
إعلان نيويورك
في 12 سبتمبر الجاري، صوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة على "إعلان نيويورك" الذي يحدد "خطوات ملموسة ومحددة زمنياً ولا رجعة فيها" نحو حل الدولتين بين إسرائيل والفلسطينيين، وذلك قبيل اجتماع لقادة العالم.
والإعلان، المكون من 7 صفحات، هو ثمرة مؤتمر دولي انعقد في الأمم المتحدة في يوليو الماضي استضافته السعودية وفرنسا، وقاطعته الولايات المتحدة وإسرائيل هذا المؤتمر.
وخلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، تبنّى المؤتمر الدولي رفيع المستوى للتسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين، الذي عُقد برئاسة سعودية فرنسية، "إعلان نيويورك".
"إعلان نيويورك" بشأن "حل الدولين"
1- نحن قادة كل من المملكة العربية السعودية والجمهورية الفرنسية، بصفتهما رئيسي المؤتمر الدولي رفيع المستوى للتسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين، نثمّن الدول التي اجتمعت في مقر الأمم المتحدة في نيويورك في 22 سبتمبر 2025، في لحظة تاريخية حاسمة للسلام، والأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
2- أسفر المؤتمر الدولي رفيع المستوى عن اعتماد "إعلان نيويورك" الذي حظي بتأييد استثنائي من الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية 142 صوتاً، ويؤكد هذا الإعلان الطموح الالتزام الدولي الثابت بحل الدولتين، ويرسم مساراً لا رجعة فيه لبناء مستقبل أفضل للفلسطينيين، والإسرائيليين، ولشعوب المنطقة كافة.
3- في الوقت الذي نجتمع فيه، تتفاقم المأساة الإنسانية في غزة مع تصاعد الهجوم البري الإسرائيلي على مدينة غزة، فيما يدفع المدنيون والمحتجزون ثمناً لا يمكن تبريره لهذه الحرب المستمرة، ويقدّم إعلان نيويورك بديلاً مبدئياً وواقعياً لدائرة العنف والحروب المتكرّرة.
4- حان الوقت لينتقل المجتمع الدولي من الأقوال إلى الأفعال، ونثمّن الجهود المهمة التي بذلها الرؤساء السبعة عشر لفرق العمل المنبثقة عن المؤتمر لرسم طريق التنفيذ السريع لحل الدولتين، وندعو جميع الدول إلى الإسراع في تنفيذ "إعلان نيويورك" من خلال خطوات عملية وملموسة ولا رجعة فيها، ونرحّب بالتعهدات والإجراءات التي بادرت إليها الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.
5- نرحّب باعتراف كلٍّ من أستراليا، وبلجيكا، وكندا، ولوكسمبورج، ومالطا، والبرتغال، والمملكة المتحدة، والدنمارك، وأندورا، وموناكو، وسان مارينو، إلى جانب فرنسا، بدولة فلسطين، كما أُعلن رسمياً اليوم في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وندعو الدول التي لم تتخذ هذه الخطوة بعد إلى الانضمام إلى هذا المسار.
6- إن إنهاء الحرب في غزة وضمان الإفراج عن جميع الرهائن يظلان أولويتنا القصوى، وندعو إلى وقف دائم لإطلاق النار، وإطلاق سراح جميع الرهائن، وتبادل الأسرى، وضمان وصول المساعدات الإنسانية من دون عوائق إلى جميع أنحاء غزة، وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من القطاع.
7- ولضمان اليوم التالي للفلسطينيين والإسرائيليين، نلتزم بدعم نشر بعثة دولية مؤقتة لتحقيق الاستقرار، بناءً على دعوة من السلطة الفلسطينية وتفويض من مجلس الأمن، انسجاماً مع "إعلان نيويورك"، كما نلتزم بتعزيز دعمنا لتدريب وتجهيز قوات الشرطة والأمن الفلسطينية، بالاستفادة من البرامج القائمة مثل بعثة منسق الأمن الأميركي (USSC)، وبعثة الشرطة الأوروبية (EUPOL COPPS)، وبعثة الاتحاد الأوروبي لمعبر رفح (EUBAM Rafah).
8- نؤكد أهمية توحيد قطاع غزة والضفة الغربية تحت مظلة السلطة الفلسطينية، ونرحّب بسياسة "دولة واحدة، حكومة واحدة، قانون واحد، وسلاح واحد"، التي أعلنتها السلطة الفلسطينية، ونتعهّد بمواصلة دعم تنفيذها، وفي سياق إنهاء الحرب في غزة، نعيد التأكيد على وجوب إنهاء حكم حركة "حماس" في القطاع ونزع سلاحها وتسليم أسلحتها إلى السلطة الفلسطينية، بدعم ومشاركة دوليين، انسجاماً مع هدف إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة.
9- إن هذا المؤتمر والاعتراف المتزايد بدولة فلسطين يهدفان إلى تجسيد دولة فلسطينية مستقلة ديمقراطية وقابلة للحياة اقتصادياً، تعيش جنباً إلى جنب في سلام وأمن مع إسرائيل، وفي هذا الصدد، نثمّن التعهدات التاريخية التي أعلنها الرئيس محمود عباس، بما في ذلك الالتزام بالتسوية السلمية، والرفض المستمر للعنف والإرهاب، وتصريحه بأن الدولة الفلسطينية لا تنوي أن تكون دولة مسلّحة، واستعدادها للعمل على ترتيبات أمنية تخدم جميع الأطراف مع الاحترام الكامل لسيادتها.
10-ونرحّب بالإصلاحات التي بدأت السلطة الفلسطينية بتنفيذها، بما في ذلك:
• إلغاء نظام دفع مخصّصات الأسرى الذي أصبح ساري المفعول.
• إصلاح المناهج الدراسية تحت إشراف الاتحاد الأوروبي وبدعم سعودي.
• الالتزام بإجراء انتخابات عامة ورئاسية ديمقراطية وشفافة في غضون عام بعد وقف إطلاق النار، بما يتيح التنافس الديمقراطي بين القوى الفلسطينية الملتزمة بميثاق ومنطلقات منظمة التحرير الفلسطينية.
وندعم الرئيس عباس في المضي قدماً نحو المزيد من الإصلاحات في هيكل الحوكمة لدى السلطة الفلسطينية.
11- كما نرحّب بإطلاق التحالف الطارئ لدعم فلسطين لتعبئة التمويل العاجل لموازنة السلطة الفلسطينية، وندعو جميع الدول والمنظمات الدولية للانضمام إلى هذا الجهد، ونجدد مطالبتنا إسرائيل بالإفراج الفوري عن أموال المقاصة الفلسطينية المحتجزة، ونلتزم بالعمل على مراجعة بروتوكول باريس الاقتصادي، ووضع إطار جديد لتحويل أموال المقاصة.
12- ندعو القيادة الإسرائيلية إلى اغتنام هذه الفرصة للسلام، وإعلان التزام واضح بحل الدولتين، ووقف أعمال العنف والتحريض ضد الفلسطينيين، ووقف الاستيطان ومصادرة الأراضي وأعمال الضم في الأرض الفلسطينية المحتلة، ووضع حد لعنف المستوطنين، ونحثها كخطوة أولى على سحب مشروع E1 والتخلي علناً عن أي مشروع للضم، ونؤكد أن أي شكل من أشكال الضم خط أحمر للمجتمع الدولي، يترتب عليه عواقب جسيمة ويشكل تهديداً مباشراً للاتفاقات القائمة والمستقبلية للسلام.
13- وفي هذا السياق، نرحّب بالإجراءات الملموسة التي اتخذتها الدول الأعضاء رداً على التدابير الأحادية المناقضة لحل الدولتين، ولانتهاكات القانون الدولي، إلى أن تضع إسرائيل حداً لممارساتها المهددة لحل الدولتين، وذلك بما يتفق والقانون الدولي.
14- نؤكد أن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق سلام عادل ودائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين، استناداً إلى قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، هو السبيل الوحيد لتحقيق الاندماج الإقليمي الكامل، كما نصت عليه المبادرة العربية للسلام، وفي هذا الإطار، نرحّب بالالتزام باستكشاف فرص إنشاء منظومة أمنية إقليمية تضمن الأمن للجميع، بالاستفادة من تجارب رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا (OSCE)، بما يمهّد لشرق أوسط أكثر استقراراً، ونجدد دعمنا للجهود الرامية إلى إحياء المسارين السوري–الإسرائيلي، واللبناني–الإسرائيلي بهدف التوصل إلى سلام شامل وعادل ودائم في الشرق الأوسط، وفقاً للقانون الدولي، وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
15- نجدد دعوتنا لجميع الدول للانضمام إلى هذا الزخم الدولي من أجل ضمان السلام والأمن لجميع شعوب الشرق الأوسط، وتحقيق الاعتراف المتبادل والاندماج الإقليمي الكامل.
أودت الحرب الإسرائيلية على غزة، التي تقترب من دخول عامها الثالث، بحياة أكثر من 65 ألف فلسطيني، كما دمرت مساحات واسعة من القطاع الفلسطيني المحاصر، في إطار مخططات إسرائيل لتحويل القطاع إلى منطقة "غير صالحة للعيش"، وسط أوضاع إنسانية وصحية كارثية تتصاعد حدتها في ظل حصار خانق، وجهود إسرائيلية مكثفة لتجويع أكثر من مليوني فلسطيني، الأمر الذي دفع إلى تنامي المبادرات السياسية والتحركات الدولية المكثفة لإنهاء الحرب، فهل تنجح تلك الجهود؟
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
25-09-2025 11:26 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |