حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,23 سبتمبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 6857

زياد فرحان المجالي يكتب: التطبيع… بين وهم "إسرائيل الكبرى" وامتحان الشعوب

زياد فرحان المجالي يكتب: التطبيع… بين وهم "إسرائيل الكبرى" وامتحان الشعوب

زياد فرحان المجالي يكتب: التطبيع… بين وهم "إسرائيل الكبرى" وامتحان الشعوب

23-09-2025 09:18 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : زياد فرحان المجالي
الجذور: قبل أن يولد التطبيع
لم يبدأ مسار التطبيع من كامب ديفيد ولا من أبراهام، بل من لحظة أعمق بكثير في التاريخ العربي الحديث.
1917 – وعد بلفور: حين منحت بريطانيا الحركة الصهيونية وعدًا بقيام وطن قومي في فلسطين، كان ذلك أول خطوة رسمت ملامح المشروع الاستيطاني.
1948 – النكبة: إعلان قيام إسرائيل وتشريد أكثر من 700 ألف فلسطيني. هنا تحوّلت فلسطين من وطن إلى جرح مفتوح، ومن قضية محلية إلى قضية العرب جميعًا.
1967 – النكسة: باحتلال القدس والضفة وغزة وسيناء والجولان، انتقلت إسرائيل من مشروع وجود إلى قوة هيمنة، وظهر لأول مرة شعار "الأرض مقابل السلام".
1973 – حرب أكتوبر: أعادت شيئًا من التوازن النفسي والعسكري، لكنها مهدت لمرحلة التسويات السياسية بدل مشروع التحرير الشامل.
من رحم هذه الأحداث خرج أول مسار للتطبيع.
من كامب ديفيد إلى أبراهام: خط متعرّج
منذ كامب ديفيد (1978) مرورًا بوادي عربة (1994)، وصولًا إلى اتفاقيات أبراهام (2020)، بدا وكأن التطبيع يسير في خط صاعد. لكن الواقع أثبت أنه مسار متعرّج مليء بالعثرات:
كامب ديفيد: كسرت المحرّم الأول، حين صافح السادات بيغن تحت رعاية أميركية.
وادي عربة: صاغت العلاقات الأردنية–الإسرائيلية قانونيًا، لكنها بقيت باردة في وجدان الناس.
أبراهام: حملت وعودًا بربط الخليج بالمتوسط عبر إسرائيل، لكن سرعان ما كشفت الحرب الإسرائيلية–الإيرانية هشاشة هذه الوعود.
إسرائيل وأوهام "الكبرى"
منذ التأسيس، سعت إسرائيل لتجاوز حدودها الصغيرة. مفهوم "إسرائيل الكبرى" لم يكن خرافة، بل رؤية استراتيجية قائمة على السيطرة على الممرات والأسواق والأمن.
لكن اليوم يواجه هذا المشروع تصدعات كبرى:
حكومة نتنياهو غارقة في الأزمات الداخلية.
الجيش فشل في الحسم بعد 22 شهرًا من الحرب على غزة.
واشنطن صارت ترى إسرائيل عبئًا، وأوروبا بدأت تعيد النظر في دعمها.
الأنظمة بين ضغط الخارج وغضب الداخل
كل نظام دخل مسار التطبيع وجد نفسه بين نارين:
ضغط واشنطن التي تريد إسرائيل جزءًا طبيعيًا من الإقليم.
غضب الشارع الذي يرى في التطبيع خيانة لفلسطين ودماء غزة.
في مصر ظل التطبيع باردًا، في الأردن بقي حبرًا على ورق، وفي الخليج تحطمت وعود "السلام الاقتصادي" أمام صور المجازر في غزة.
الشعوب… الشرعية المفقودة
لن يقبل الشارع العربي بالتطبيع إلا إذا:
1. تحقّق حل عادل للقضية الفلسطينية.
2. توقف العدوان والاحتلال.
3. لمس الناس فوائد حقيقية من "السلام".
غياب هذه الشروط يجعل التطبيع مشروعًا هشًّا يُفرض من فوق.
فلسطين… قلب المعادلة
مهما حاولت إسرائيل تسويق بدائل، تبقى فلسطين هي المركز:
غزة، رغم الحصار، أيقونة للصمود.
الضفة، رغم التهويد، تنبض بالمقاومة.
أي خارطة إقليمية تقفز فوق فلسطين محكومة بالفشل.
المشهد الدولي: تحولات جديدة
ثلاث دول غربية كبرى (بريطانيا، كندا، أستراليا) اعترفت بدولة فلسطين في سبتمبر 2025.
أوروبا بدأت تعيد النظر في مواقفها.
واشنطن نفسها دخلت في خلاف مع نتنياهو بعد ضربة محدودة لإيران استغلها ترامب لفتح مفاوضات خلف ظهر تل أبيب.
هكذا صار التطبيع مقامرة سياسية أكثر منه صفقة آمنة.
السيناريوهات المقبلة
إسرائيل تراهن على أن الزمن يعمل لصالحها، لكن التاريخ يقول العكس. المستقبل قد يشهد:
تصدعات داخلية إسرائيلية.
تزايد الاعتراف الدولي بفلسطين.
تراجع الحماسة الخليجية للتطبيع.
صعود محور إقليمي جديد يوازن المشروع الإسرائيلي.
بين جسر الهيمنة ولحظة اليقظة
اليوم يقف التطبيع أمام مفترق طرق:
إما أن يكون جسرًا لهيمنة إسرائيلية جديدة،
أو أن يتحول إلى لحظة يقظة للشعوب التي تدرك أن هويتها لا تُباع وأن كرامتها لا تُشترى.
السؤال ليس: هل تُطبّع الأنظمة؟ بل: هل تقبل الشعوب؟
وما دام هذا السؤال بلا جواب، سيبقى التطبيع مشروعًا بلا جذور… وبلا مستقبل.
---
ملحق المصادر
وعد بلفور 1917 – الأرشيف البريطاني.
النكبة 1948 – سجلات الأمم المتحدة.
حرب 1967 – قرارات مجلس الأمن 242 و338.
حرب أكتوبر 1973 – تقارير وزارة الدفاع المصرية.
كامب ديفيد 1978 – وزارة الخارجية الأميركية.
وادي عربة 1994 – الأرشيف الأردني.
اتفاقيات أبراهام 2020 – واشنطن بوست، وول ستريت جورنال.
الحرب الإسرائيلية–الإيرانية – هآرتس، معاريف، نيويورك تايمز.
الاعتراف بفلسطين – الغارديان، رويترز (2025).
بيانات المقاومة الفلسطينية – 2023–2025.
التغطية الإعلامية – الجزيرة، بي بي سي عربي.











طباعة
  • المشاهدات: 6857
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
23-09-2025 09:18 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما مدى رضاكم عن أداء وزارة الاتصال الحكومي بقيادة الوزير محمد المومني؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم